مسؤول في مهمة عمل

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٠/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص
مسؤول في مهمة عمل

عزيزة راشد

يستقل سيارته الحكومية الفارهة، يرتدي بدلة ديسموند وكرفت كوتشي، يحظى بوداع رسمي فخم وحافل بالأمنيات والتمني والابتسامات، وداع لمن ذهب لخدمة وطن خدمة يعجز عنها أقوى الرجال، يجلس على مقعد طائرة خاصة تجاوز سعرها 25 مليون دولار، تحرق أطنانًا من الوقود، يستريح على أريكة فاخرة في فندق 7 نجوم، يحضر المؤتمر ثم يكمل تسوقه ويعود إلى الوطن، تستقبله الوجوه ذاتها التي ودعته بالابتسامة الشاحبة، وهكذا، السيناريو نفسه في كل مرة.

أليس المسؤول عمانيًا ويمثل جهة حكومية عمانية؟ ويحضر مؤتمرًا أو نشاطًا ليمثل فيه عمان؟ فلماذا كل المهمة الرسمية عمانية خالصة باستثناء الزي؟ لماذا يغيب الزي العماني عن بعض المهام الرسمية؟
في الصور الجماعية لبعض الوفود الرسمية المشاركة في تجمع رسمي يكاد لا يعرف العماني من غيره، البدلة والكرفت ليستا زيًا عمانيًا، ولا تشترط الجهات المستضيفة للوفود زيًا آخر يرتديه المدعوون غير أزيائهم الوطنية؟ فلماذا إذن يغيب الزي العماني عن أغلب المهام والاحتفالات الرسمية خارج البلاد سواء كان المسؤولون وزراء أو سفراء أو مناصب أخرى؟ حتى الدول الإفريقية التي تتميز بعض أزياء دولها بمجسمات غريبة نراهم يعتزون بزيهم الوطني، يلبسونه في كل مهامهم الرسمية، فلم يظهر المسؤول العماني بزي غير عماني؟
في أحد الاحتفالات الرسمية بالعيد الوطني في إحدى الدول، لم يكن يُعرف الحفل أنه عماني سوى بالأعلام فقط، فجميع المسؤولين من العمانيين وطاقم السفارة وحتى الطلبة كانوا يرتدون البدل، حتى لتبحث في الوجوه عن المسؤول العماني ولا تعرفه، بينما حضر سفراء ومسؤولو الدول الخليجية الشقيقة والعربية الصديقة بأزياء بلادهم، لمَ نتشدق بالوطنية ولبس الخنجر والمصر والدشداشة العمانية في عمان بينما في مهامنا الرسمية نخلع كل ما يمدنا بصلة لبلادنا ونرتدي زيًا غير عماني لا يكاد يعرفنا به أحد؟ ولا حتى في الصور الجماعية؟
إن اعتزازنا بالزي العماني ليس مجرد لباس، وإنما هو اعتزاز بوطن نحن من يمثله، وزرع قدوة للأجيال المقبلة، وتمكين هوية وطنية، وتسجيل بصمة لعمان في المحافل الدولية.