إسرائيل تواصل التصعيد بالأقصى

الحدث الخميس ٢٠/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٠٣ ص
إسرائيل تواصل التصعيد بالأقصى

القدس المحتلة - - وكالات

اقتحم 36 مستوطناً باحات المسجد الأقصى بالقدس المحتلة صباح أمس الأربعاء، بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي ودون معرفة تفاصيل اقتحاماتهم وجولاتهم؛ لعدم وجود مسؤولين أو مُصلين داخله. وقال شهود عيان إن الاحتلال أجبر أحد حراس الأقصى على الابتعاد عن المقتحمين وتم تهديده بالاعتقال في حال تصويرهم أو الاقتراب منهم. ولليوم الرابع على التوالي يواصل موظفو الأوقاف الإسلامية والمقدسيون اعتصامهم أمام أبواب الأقصى رفضاً للبوابات الإلكترونية والعبور من خلالها.

يوم غضب

من جانبها دعت الفعاليات الشعبية والشبابية ومختلف الفصائل الفلسطينية، أمس الأربعاء، إلى يوم غضب فلسطيني نصرةً للقدس والأقصى، يشمل نفيراً للمدينة المقدسة ومواصلة الاعتصام قبالة بوابات الأقصى، إلى جانب مسيرات تعم أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتمت الدعوة فجر أمس عبر مكبرات الصوت في مساجد القدس إلى النفير إلى الأقصى والاعتصام قبالة بوابات المسجد رفضاً للبوابات الإلكترونية والإجراءات الأمنية المشددة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي منذ يوم الأحد الفائت بالقدس القديمة والحرم القدسي الشريف. وتوجه مئات المقدسيين لأداء صلاة فجر أمس في المسجد الأقصى، فيما نشر الاحتلال الحواجز على مداخله ومداخل البلدة القديمة. وأدى المصلون صلاة الفجر عند أقرب نقطة إلى الأقصى تمكنوا من الوصول إليها، فمنهم من تمكن من الوصول إلى بوابات البلدة القديمة ومنهم عند الأحياء خاصة حي وادي الجوز القريب من المسجد، فيما تمكن أهالي البلدة من أداء الصلاة على بوابات الأقصى المغلقة.
من جهتها، دعت القوى والفصائل الفلسطينية إلى تنظيم مسيرات بالضفة الغربية المحتلة لعدم قدرتهم على الذهاب إلى القدس بسبب الجدار العازل الذي يطوق به الاحتلال المدينة ويمنعهم من التواصل مع أقاربهم والصلاة في الأقصى.

قمع متواصل

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، قمعها ضد الفلسطينيين الذين يعترضون على تدابير أمنية جديدة فرضتها سلطات الاحتلال للدخول إلى المسجد الأقصى تشمل الاستعانة بكاميرات وأجهزة لكشف المعادن. وأطلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، الأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية لتفريق الفلسطينيين الذين تجمعوا للاحتجاج بعدما أدوا الصلاة عند باب الأسباط في البلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن فلسطينيين عدة أصيبوا بجروح عندما اشتبكوا مع الشرطة الإسرائيلية قرب مجمع المسجد الأقصى بعد صلاة العشاء أمس الأول الثلاثاء. وقال مسؤول في مستشفى إن رجلاً واحداً على الأقل يعاني من إصابة خطيرة في الرأس جراء إصابته برصاصة مطاطية من مسافة قريبة، لكن متحدثاً باسم الشرطة الإسرائيلية نفى استخدام الرصاص المطاطي. وقال شهود إن أحد كبار علماء الدين المسلمين أصيب أيضاً.
وتزايدت حدة التوتر حول المجمع منذ أن قتل ثلاثة مسلحين من عرب إسرائيل اثنين من الشرطة الإسرائيلية بالرصاص أمامه يوم الجمعة في أحد أخطر الهجمات في المنطقة منذ سنوات. وقتلت قوات الأمن المهاجمين الثلاثة وأغلقت السلطات الإسرائيلية المجمع لفترة وجيزة.
وعندما أعيد افتتاحه يوم الأحد كان قد تم تركيب بوابات إلكترونية للكشف عن المعادن مما أثار غضب السلطات الدينية المسلمة. وقال المسؤولون الإسرائيليون إن هذا إجراء دائم لكن الكثير من المصلين رفضوا المرور عبر البوابات الإلكترونية وفضلوا الصلاة خارج المجمع.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 14 شخصاً على الأقل أصيبوا في أعمال العنف أمس. وأظهر تسجيل مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أشخاصاً يفرون من اشتباكات وأصوات فرقعات عالية.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا سامري، إنه بعد انتهاء الصلاة بدأ بعض المصلين في رشق ضباط الشرطة بالحجارة والزجاجات مما استلزم استخدام وسائل تفريق الحشود. وقالت إن ضابطين اثنين أصيبا بجروح طفيفة. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد، إن الشرطة التي تقوم بدوريات منتظمة في القدس القديمة تستخدم قنابل الصوت في الاشتباكات لكنها في المعتاد لا تكون مسلحة بطلقات مطاطية.

مطالبات بوقف التصعيد

من جهتها حذّرت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس الأربعاء، من خطورة التداعيات المترتبة على التصعيد الأمني الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك، وما ترتب عنه من إصابات خطيرة بين صفوف الفلسطينيين وتعريض حياة إمام المسجد الأقصى فضيلة الشيخ عكرمة صبري لمخاطر جسيمة.
وطالب البيان إسرائيل بوقف العنف، واحترام حرية العبادة والمقدسات الدينية، وحق الشعب الفلسطيني في ممارسة شعائره الدينية في حرية وأمان، وعدم اتخاذ مزيد من الإجراءات التي من شأنها تأجيج الصراع، واستثارة المشاعر الدينية وزيادة حالة الاحتقان بين أبناء الشعب الفلسطيني، بما يقوض من فرص التوصل إلى سلام عادل وشامل تأسيساً على حل الدولتين. وكان نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، قد تداولوا صورة للشيخ عكرمة صبري إمام المسجد الأقصى عقب إصابته برصاصة مطاطية من قِبل جنود الاحتلال الإسرائيلي، بعد تظاهرة ناحية باب الأسباط.
وكانت فضائية سكاي نيوز قد أفادت عبر مراسلها بالقدس إصابة خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري برصاصة مطاطية أطلقها الجيش الإسرائيلي لتفريق المتظاهرين بباب الأسباط.