لهذه الأسباب العلاقات الأمريكية الروسية تزدادُ تعقيدا

الحدث الأربعاء ١٩/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
لهذه الأسباب العلاقات الأمريكية الروسية تزدادُ تعقيدا

مسقط –
رغم مساعي ومحاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتقارب مع روسيا وإطلاق عهد جديد من التقارب بين الخصمين الدوليين الأكبر بالعالم، إلا أن العلاقة بين الدولتين وتاريخها تستعصي على المحاولات كافة التي أبدى الجانب الروسي مراراً وتكراراً ترحيبه بها.

فيوما تلو الآخر تزداد العلاقة بين واشنطن وموسكو تعقيداً، وتمثل قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، التي ينفيها الكرملين، عائقا أساسيا للتوتر بين البلدين منذ الصيف الفائت.
السؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن.. هل هذه القضية مصنوعة لهذا الغرض بمعنى هل هناك داخل الولايات المتحدة من يريد منع الرئيس الأمريكي من التقارب مع نظيره الروسي؟
وهذا التساؤل قد يقودنا إلى سؤال آخر... إلى أين تسير العلاقة؟ وهل يحدث التقارب أم أنه لا زال بعيداً؟

تصعيد روسي

على صعيد أزمة المقرات الديبلوماسية الروسية في واشنطن، قالت وزارة الخارجية الروسية، أمس الثلاثاء، إن موسكو تحتفظ بحق اتخاذ إجراءات للرد على الولايات المتحدة، بعد أن انتهى اجتماع في واشنطن، دون اتفاق على إعادة مقار تابعة للبعثة الدبلوماسية الروسية.

كان الرئيس الأمريكي، السابق باراك أوباما، أمر بالحجز على مقرين دبلوماسيين روسيين، وطرد 35 دبلوماسياً روسيا، في ديسمبر، رداً على ما وصفه بتورط موسكو في اختراق حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية، العام الفائت، وهو أمر تنفيه موسكو جملة وتفصيلاً.
وكانت موسكو قد أكدت، في وقت سابق، إن أموراً كثيرة ستتوقف على نتيجة اجتماع في واشنطن، أمس الأول الاثنين، بين سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، وتوماس شانون، وكيل وزير الخارجية الأمريكي، لمناقشة النزاع الدبلوماسي، لكن الخارجية الروسية، ذكرت في بيان، أمس الثلاثاء، أنه لم يتم التوصل لحل بعد.

حق الرد بالمثل

وأضافت: «أكد الجانب الروسي (في الاجتماع) على أنه إذا لم ترجع واشنطن عن هذا وغيره من المضايقات بما في ذلك العقبات المستمرة أمام عمل مؤسساتنا الدبلوماسية، فإننا نحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات للرد وفقاً لقاعدة المعاملة بالمثل».
وتابعت أن روسيا، تود استئناف الحوار مع الولايات المتحدة بانتظام بشأن الاستقرار الاستراتيجي أيضا، وأن الأمر يتوقف على واشنطن لاتخاذ خطوة في هذا الصدد.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قد أعلنت سابقا، أن الحكومة ستضطر إلى اتخاذ إجراءات جوابية في حال عدم تغير الوضع بشأن الممتلكات الدبلوماسية الروسية المحجوزة في الولايات المتحدة.
وقالت زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني، لقناة «روسيا اليوم» الإخبارية: «إن عدد موظفي السفارة الأمريكية، في موسكو، يتجاوز بشكل كبير عدد موظفي السفارة الروسية، في واشنطن».

وأضافت: «إن أحد السيناريوهات المطروحة تتمثل في ترحيل دبلوماسيين أمريكيين، من موسكو، رداً على طرد الدبلوماسيين الروس، وحجز الممتلكات الدبلوماسية الروسية، في الولايات المتحدة».

وأشارت إلى أن هناك العديد من موظفي المخابرات المركزية الأمريكية، في السفارة الأمريكية، في موسكو، لافتة إلى أن موسكو، مستعدة أيضا للرد بشكل مماثل في مجال الممتلكات الأمريكية، في روسيا، موضحة أن البعثة الدبلوماسية الأمريكية تملك قطعتين من الأرض في العاصمة الروسية.
ولفتت إلى أن بلدها انتظرت فترة طويلة حتى تعالج الإدارة الأمريكية الجديدة، قضية الممتلكات الدبلوماسية الروسية المحجوزة، إلا أن موسكو، لا ترى حتى الآن أي تطورات إيجابية بهذا الشأن.
وحذرت زاخاروفا، من أن موسكو، ستضطر إلى القيام بخطوات جوابية، لأن الوقت على وشك الانتهاء.

تصعيد متواصل

على صعيد آخر وفي آخر تطورات قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية وعلاقة نجل ترامب بالأمر،
نفى جهاز الخدمة السرية الأمريكي بأن الوكالة قد أعطت الضوء الأخضر على أي شخص عقد لقاء مع دونالد ترامب جونيور، وذلك في أعقاب الكشف عن الاجتماع الذي عقده الأخير مع محامية روسية على صلة بالكرملين في يونيو 2016، أثناء الحملة الانتخابية لوالده.

في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي نيوز»، قال جاي سيكولو، عضو الفريق القانوني للرئيس ترامب: «إن الخدمة السرية قد وافقت على اجتماع ترامب جونيور والمحامية الروسية ناتاليا فيسلنتيكايا، مشيراً إلى أن هذا يعني أنه لم يكن هناك شيء غير مناسب بشأن الاجتماع.

وكان ابن ترامب قد التقى مع المحامية الروسية بعدما قيل له أنه ربما يكون لديها معلومات مضرة بهيلاري كلينتون، وأظهرت الإيميلات المتبادلة في هذا الوقت أنه كان يعلم أن روسيا تحاول التأثير على الانتخابات لصالح والده.
وقال المحامي إنه يتساءل لماذا سمحت الخدمة السرية بوجود هؤلاء الأشخاص. فقد كان الرئيس يحظى بحماية الخدمة السرية في هذا الوقت، وهو ما يثير سؤالاً لدى. إلا أن الخدمة السرية ردت على مزاعم المحامي، وقالت إن ترامب جونيور لم يكن يتلقى حماية منهم في الوقت الذي عقد فيه الاجتماع الأزمة.
وبحسب بيان الخدمة السرية، فإن دونالد ترامب جونيور لم يكن يحظى بحماية من الجهاز في يونيو 2016، ومن ثم فإنهم لم يراقبوا أي شخص التقاه في هذا الوقت.

اتهامات

في جانب آخر قالت صحيفة نيويورك تايمز: «إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح نظيره الروسي فلاديمير بوتين، هدية في الشرق الأوسط، من خلال بعض القرارات والمواقف التي منحت لروسيا المساحة لتعزيز نفوذها داخل المنطقة».

ونشرت الصحيفة مقالاً لفالي نصر، عميد كلية جونز هوبكينز للدراسات الدولية المتقدمة، على موقعها الإلكتروني، تنتقد فيه موقف ترامب حيال اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي عقده مع الرئيس الروسي خلال لقائهما في قمة العشرين بألمانيا، هذا الشهر.
وقالت الكاتبة إنه عندما جلس ترامب مع نظيره الروسي في ألمانيا، سلم الرئيس الأمريكي، عملياً، مفاتيح المنطقة إلى خصمه بالموافقة على وقف إطلاق النار في سوريا التي تولي وجوداً دائماً للنفوذ الروسي في هذا الصراع - مما يعزز من احتمال التأثير الإقليمي الأوسع نطاقاً لموسكو.
وقالت: «في حين الدائرة الداخلية لترامب على خلاف مع بعضهم البعض والرئيس يتعامل بطريقته الخاصة التي لا يمكن التنبؤ بها، فإن بوتين لا يفوت فرصة أبداً لتوسيع وجود روسيا في المنطقة. وقد ساعد ذلك على طمس الخطوط الطائفية الطويلة الأمد بين الدول السنية والشيعية وتعقيد الموقف الاستراتيجي الأمريكي».