التعريف بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في القاهرة

مزاج الاثنين ١٧/يوليو/٢٠١٧ ١٦:٤٧ م
التعريف بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في القاهرة

القاهرة - العمانية
عقد مكتب جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب لقاءات تعريفية في جمهورية مصر العربية حول جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب.
وشملت هذه اللقاءات المجلس الأعلى المصري للثقافة، وكلية الآداب بجامعة عين شمس، وحرص الوفد العُماني على تقديم لمحة عامة عن تاريخ إنشاء الجائزة، ومجالات الترشح فيها، وأهميتها بالنسبة للمثقف العربي، ودورها في إثراء الثقافة العربية.
وقالت مديرة مكتب الجائزة د.عائشة بنت سعيد الغابشية: إن الوفد دأب على القيام بجولات في عواصم الثقافة العربية، فقد تمت زيارة تونس في العام الفائت، حيث يوجد الكثير من المهتمين بالمسرح، وشهد العام الجاري زيارات إلى مصر ولبنان. وأضافت: أنهم سيزورون بقية الدول العربية للتعريف بالجائزة واشتراطاتها، علاوة على زيارة الدول التي يقيم بها عرب المهجر.
وتحدثت د.عائشة عن دور مجلس أمناء الجائزة الذي يرأسه وزير ديوان البلاط السلطاني معالي السيد خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي، ويضم في عضويته وزير الإعلام (نائب الرئيس) معالي د.عبد المنعم بن منصور الحسني، والأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم (أمين السر) سعادة حبيب الريامي، إلى جانب عدد من المثقفين والأكاديميين وذوي الاختصاص، هم: الدكتور عبدالسلام المسدي (تونس)، ومحمد يوسف القعيد (مصر)، والدكتور محمد بن علي البلوشي (أكاديمي بجامعة السلطان قابوس)، والدكتور ناصر بن حمد الطائي (مستشار مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية).
وقالت: إن الجائزة روعي فيها التعبير عن التنوع الثقافي في المجالات المختلفة.
مضيفة: أن من مهام المجلس تحديد المجالات التي يتم الترشح فيها للجائزة، ووضع الاشتراطات الخاصة بالترشح، والإشراف على الحملة الإعلانية المنفذة، أي أن المجلس "يشكل القيادة الفنية للجائزة".
وأوضحت أن هناك لجان فرز تحدد ما إذا كان العمل المقدم لنيل الجائزة حقق الاشتراطات والمعايير اللازمة للترشح، مشيرة إلى حرص القائمين على الجائزة أن يكون هناك خمسة أو ستة محكمين من دول مختلفة، وفي أكثر من مجال، حرصا على الشفافية.
كما أن نتائج الجائزة تعلَن في اليوم نفسه الذي يتم فيه الإعلان عنها إعلاميا، بمعنى أن "مداولات لجنة التحكيم تظل سرية، وبعيدة عن أي مؤثرات".
كما تحدثت الدكتورة عائشة عن دور مركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم، مبينةً أنه يعد مؤسسة ثقافية أكاديمية، تندرج تحتها مؤسسات عدة، منها المدارس الإسلامية، وكراسي السلطان قابوس وعددها 16 كرسيا، علاوة على كلية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. وأشارت إلى أن قيمة الجائزة التي تمنح للفائز من السلطنة 50 ألف ريال في كل مجال من مجالات الجائزة، بينما تبلغ قيمتها على مستوى العالم العربي 100 ألف ريال، إلى جانب منح الفائزين وسام الاستحقاق للثقافة والعلوم والفنون والآداب.
وأوضحت أن الجائزة في دورتها لهذا العام تشمل مجالات: الدراسات الاقتصادية، والتصميم المعماري، والنقد الأدبي. وأن من شروط الترشح في مجال الدراسات الاقتصادية أن يكون المترشح على قيد الحياة ما لم يكن قد توفي بعد تقدمه للترشح، وأن يكون للمترشح سجل رصين ومتميز من الدراسات العلمية المحكّمة والكتب المنشورة وغيرها من المؤلفات البحثية والتي سبق نشرها أو عرضها أو تنفيذها، وأن تتناول هذه المؤلفات بالتحليل النظري أو التجريبي القضايا التنموية في الوطن العربي مثل: النمو الشامل المستدام، وسوق العمل والتشغيل، والاقتصاد المعرفي والتطور الرقمي، والتنمية البشرية، واقتصاديات البيئة والطاقة، وأن تتميز أعمال المترشح بالأصالة والإجادة، وأن يكون لها تأثير على تطور الفكر الاقتصادي في المجال النظري أو التجريبي من خلال اقتراح الحلول العلمية للاسترشاد بها في صناعة السياسات الاقتصادية في الوطن العربي.
وقالت: إن أعمال المترشح يجب أن تكون مكتوبة باللغة العربية أصلاً، وإنه سيتم الأخذ في الاعتبار الإسهامات الأخرى باللغات الأجنبية إن وُجدت.
كما يمكن للمترشح تقديم بعض أعماله الرئيسية مترجمة إلى اللغة العربية إذا كانت منشورة بلغات أخرى، وألا يكون المترشح قد سبق فوزه في إحدى الجوائز الدولية التقديرية في السنوات الأربع الماضية، وألا يتقدم المترشح إلا لمجال واحد وفرع واحد محدد من الجائزة في الدورة الواحدة، وأن الجائزة تعطى لشخص واحد أو مؤسسة واحدة ولا يجوز تقسيمها، وأن الترشيحات فردية أو من خلال مؤسسات أكاديمية. ومن شروط الترشح لجائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب في مجال التصميم المعماري، أن تمثل مجمل أعمال المترشح إضافة ثقافية ومعرفية إبداعية للعمارة وأبعادها الهندسية والبيئية، وأن تعبّر عن رؤية معمارية ذات أصالة وإبداع منفرد ساهمت في إثراء الحركة المعمارية والفنية والفكرية في العالم العربي، وأن تتميز بالاتساق في الرؤية المعمارية والفكرية وتجسد الالتزام الصارم بعمق قيم العمارة في خدمتها للإنسان ودورها في احترام بيئتها.
ومن شروط الترشح للجائزة في مجال النقد الأدبي أن تكون للمترشح رؤية عامة تتجلى في مجمل أعماله أو في نشاطه العلمي والبحثي أو الأكاديمي، وأن يتميز مجمل أعماله بكشف للجوانب الفنية والفكرية والإنسانية في الأدب وفي أشكال الإنتاج الفكري المختلفة، وتثمینها بوصفها قیما كونية عالية، وأن يكون للمترشح سجل رصين ومتميز من الدراسات العلمية المحكمة والكتب المنشورة وغيرها من المؤلفات البحثية التي سبق نشرها، وبحيث لا تقل مسيرته النقدية عن عشر سنوات، ولا يقل منجزه النقدي عن خمسة كتب منشورة، وأن تتميز أعماله بالأصالة والإجادة، والتنوع في الممارسة النقدية، وأن يكون المترشح صاحب مشروع نقدي واضح يجمع بين النظري والتطبيقي.
من جانبه، أوضح بدر بن محمد بن راشد المسكري مدير مكتب مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، أن الجائزة جزء من المركز الذي تم إنشاؤه في العام 2002 لتقديم الدعم للمراكز الثقافية داخل السلطنة وخارجها. وقال: إن المركز يشرف على ستة معاهد للعلوم الإسلامية في السلطنة، بالإضافة إلى إشرافه على برامج تحفيظ القرآن.
وأوضح سعادة الدكتور علي بن أحمد العيسائي سفير السلطنة المعتمد لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن الجائزة تعتبر حلقة وصل بين الثقافة العمانية والعربية والإنسانية بشكل عام، مشيرا الى أن زيارة مصر ضمن سلسلة ندوات التعريف بالجائزة خطوة في غاية الأهمية، لأنها الدولة الأعمق في التأثير ثقافيا في الوطن العربي. وعرض بدر بن محمد المسكري مدير مكتب الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم مهام المركز، ومنها إعداد بحوث ودراسات علمية، وتنظيم مؤتمرات وأمسيات في الحقول ذات العلاقة بالثقافة والعلوم، ودعم وتشجيع النشر والتوزيع للإصدارات المطبوعة في الحقول الثقافية والعلمية، والرعاية والاهتمام بالمساجد السلطانية، وإدارة شؤون موارد الأوقاف للمركز، وتأسيس تعاون ومعارف ثقافية وعلمية مع المعاهد الشبيهة بالخارج، وترجمة ونشر منتج المثقفين العمانيين، خصوصا الأعمال الدولية منها، فضلاً عن توفير مصادر المعرفة والمعلومات في الجوانب الثقافية والعلمية.

من جانبه، قال الروائي المصري يوسف القعيد عضو مجلس أمناء الجائزة: إن هذه الجائزة ربما تكون الوحيدة التي يشكل القائمون عليها وفودا للقيام بجولات تعريفية بها، وهذا أمر جيد من شأنه حفز أكبر عدد من المثقفين العرب للمشاركة فيها.
وأضاف: أن هذه الجائزة تمثل مبادرة مهمة، خاصة أنها تحمل اسم قائد عربي كبير يتسم بالحكمة كجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه.
وأوضح أن خصوصية الجائزة تكمن في أنها توزع اهتماماتها بين الثقافة والفنون والآداب، وأنها تُمنح عاما للعمانيين، وعاما للعرب، كما توزع على الفنون الأدبية بالعدل والتساوي، وأن هدفها التشجيع وليس الترويج لموقف سياسي أو خلافه.
وأعرب عن أمله في أن تشمل الجولات للتعريف بالجائزة العام المقبل، ما يسمى "دول الهامش"، لأن هناك حاجة ماسة للوصول إلى آخر مكان يُرى فيه الخط العربي أو تُنطَق فيه العربية، إلى جانب القيام بجولات في دول أمريكا اللاتينية حيث تنتشر الجاليات العربية بكثرة.
من جانبه، أعرب الدكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للثقافة، عن سعادته لاستضافة المجلس الندوة التعريفية بالجائزة في دورتها الجديدة، نظراً لما تقدمه الجائزة "من إسهام عظيم في سير حركة الثقافة ووصل ثقافات الدول العربية بعضها ببعض". وأشار إلى أن دعم المجالات الثقافية والفنية والأدبية هو دعم لسبل تعزيز التقدم الحضاري، وإسهام في حركة الفكر، وغرس لقيم الأصالة وحب المعرفة من جيل إلى جيل، مؤكداً أن هذا الاهتمام ليس ببعيد عن جلالة السلطان قابوس بن سعيد، حفظه الله ورعاه.
كما أكد أن تكريم العلماء هو إعلاء لقيمة العلم، وخطوة من خطوات بناء الوطن العربي، مشيراً إلى أن مكانة الدول تقاس بعلمائها وتقدمها فى مجالات التربية والتعليم والبحث العلمي.
وشدد الدكتور حاتم على أن الاهتمام بتكريم العلماء ومنحهم الجوائز ليس سوى خطوة في طريق طويل من الجهد والاجتهاد لبلوغ الهدف، وهو أمة عالمة بشعبها، محافظة على مقدراتها.