الروائي الكويتي طالب الرفاعي يتحدث عن "النجدي"

مزاج الاثنين ١٧/يوليو/٢٠١٧ ١٧:٢٨ م
الروائي الكويتي طالب الرفاعي يتحدث عن "النجدي"

عمّان -العمانية
وصف الروائي والقاص الكويتي طالب الرفاعي الكتابةً بـ"النافذة الكبيرة" المُشرعة أمامه، والتي تمكّنه من "الهروب إلى الحرية والحلم والأمل"، وتُقدّم له السلوى والعزاء والأمان في لحظة إنسانية عاصفة يخيّم عليها القتل والدمار واللاعدالة.
وتحدث الرفاعي في ندوة نظمها مختبر السرديات الأردني، عن بداياته في الكتابة، وفهمه للّغة، ومضامين أعماله السردية، والعلاقة بين تخصصه الأكاديمي في الهندسة وبين الإبداع، وتجربته في تدريس مادة الكتابة الإبداعية في الجامعة الأمريكية بالكويت، وتأسيس "الملتقى الثقافي" في الكويت، ثم إطلاق جائزة الملتقى المكرَّسة لفن القصة القصيرة، والتي سيُعلَن عن الفائزين بدورتها الثانية في ديسمبر المقبل.
وأوضح الرفاعي أنه لم يخطط لأن يكون روائيا، بل كان يسعى لأن يكون كاتبا قصصيا فقط، مدركا أن كتابة القصة القصيرة "مشقّة ما بعدها مشقة"، وأن فن القصة من أصعب الأجناس الأدبية.
وأكد أن كلّ كاتب ينهل من بئر تجربته الحياتية والفكرية، وأنه بقدر ما يكون هذا مكوِّنا إيجابيا خاصا في تجربة أيّ كاتب، قد يكون منزلقا خطرا يجب الانتباه إليه. فلا يصحّ أن يظل الكاتب ينتح من البئر عينها، ويدور في فلك واحد؛ حول القضايا نفسها والمفردة نفسها والجملة نفسها.
وتوقف الرفاعي عند روايته الأخيرة "النجدي"، والتي تعدّ "رواية كويتية"، بمعنى أن بيئة الكتابة الزمانية والمكانية تدور في الكويت.
كما أن الشخصية الرئيسية فيها، هي شخصية قبطان (نوخذة) يواجه صعوبات الحياة بعزيمة، متخذاً من البحر صديقاً وهاجساً، مؤمناً بأن الإنسان قادر على مصاحبة الطبيعة وفهم عوالمها حتى لو كانت صامتة وقاسية.
وبيّن أن هذه الرواية "سيرة ذاتية حقيقية"، ترصد آخر اثنتي عشرة ساعة في حياة بطلها (النجدي)، لتكون مرآة بوح تستوعب سبعين سنة من عمره.
مشيراً إلى أن حياة "النجدي" تمثل تحولات المجتمع الكويتي الذي انتقل من حياة البساطة قبل اكتشاف النفط وتصديره، إلى الحداثة والتمدّن بعد ذلك.
وأقرّ الرفاعي بأن كتابة السيرة الذاتية الصريحة وفق مدرسة التخييل الذاتي "مغامرة كبيرة"، لأنها تستوجب "صدقاً عالياً مع النفس ومع الواقع".
وحول واقع القصة القصيرة العربية وحضورها في المشهد الأدبي، قال الرفاعي: إن القصة فنّ يتصل بحياة الإنسان، وإنها مكوِّن أساسي في مسيرة البشرية منذ إنسان الكهوف، حيث كانت القصة/ الحكاية وسيلة لمساندة الإنسان ومواجهة الواقع، قبل أن تصبح مادة توثيقية دالّة لحياة الشعوب.
وأضاف: أن مَن يرصد الإبداع العالمي يرى "عودة واضحة" لفن القصة القصيرة، وأنه متفائل بعودة القصة إلى طاولة القراءة وإلى اهتمام الجوائز العربية بها، خاصة وأن فن القصة "قادر على الانفتاح على أشكال كتابية جديدة تمس حياة الإنسان".
واستعرض الرفاعي تجربته في تدريس مادة الكتابة الإبداعية في الجامعة الأمريكية بالكويت منذ عام 2013، وتأسيسه "جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية" في عام 2015، والتي جاءت لتحتفي بفن القصة بعد ما تعرّضت له في العقود الأخيرة من تهميش بسبب "اجتياح الرواية وطغيانها على ما سواها".
وقدم الروائي الأردني إلياس فركوح ورقة قال فيها إن الرفاعي يواصل نشاطه بين الكتابة، والعمل من أجل الكتابة وترسيخها، مؤمناً أن السرد قادر على نقل مناخات الواقع المعيش إلى الورق.
أما الناقد د.فيصل دراج، فتناول في ورقته النقدية رواية الرفاعي الأخيرة "النجدي"، مستعرضاً سمات الشخصية الرئيسية فيها، والتي تحولت إلى رمز في أوساط المجتمع الكويتي بعد غيابها وسط البحر أواخر السبعينات من القرن الفائت.
يُذكَر أن الرفاعي وُلد عام 1958، وهو يحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة من جامعة الكويت (1982)، والماجستير في الكتابة الإبداعية من جامعة كنغستون لندن.
يعمل مديراً لإدارة الثقافة والفنون في المجلس الوطني الأعلى للثقافة والفنون والآداب في الكويت.
أسس جريدة "الفنون" الشهرية عام 2001، وعمل مديراً لتحريرها حتى عام 2008. صدر له في القصة مجموعات منها: "أبو عجاج طال عمرك" (1992)، "مرآة الغبش" (1997)، و"الكرسي" (2012). ومما صدر له في الرواية: "ظل الشمس" (1998)، "رائحة البحر" (2002)، "في الهُنا" (2014) و"النجدي" (2017).