الجولات الصيفية لأندية أوروبا.. المباريات ليست الأهم!

الجماهير الأربعاء ١٢/يوليو/٢٠١٧ ١٨:٥٥ م
الجولات الصيفية لأندية أوروبا.. المباريات ليست الأهم!

باريس - أ ف ب:
تهدف الجولات الصيفية لأندية كرة القدم الأوروبية ولقاءات القمة بين ريال مدريد وغريمه الإسباني برشلونة، وقطبي مانشستر الإنجليزية يونايتد وجارة سيتي في الولايات المتحدة، وبايرن ميونخ الألماني وميلان الإيطالي في الصين، إلى البحث عن أسواق ترويجية جديدة.
وتراهن هذه الأندية على هذه الجولات العابرة للحدود لتعزيز شهرتها والتسويق وتحسين عائداتها التجارية في أسواق جديدة واعدة.
وباتت هذه الجولات منافسًا لجولات نجوم الموسيقى حتى، إذ ستدخل مجموعة من نحو 15 ناديًا هي الأعرق في أوروبا المشهد بقوة من خلال 30 مباراة تنظم في ثلاث قارات: أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة)، وآسيا (الصين وسنغافورة)، وأوقيانيا (أستراليا).
وبدءًا من "الستة الكبار" في إنجلترا: تشلسي، وتوتنهام هوتسبر، ومانشستر يونايتد، ومانشستر سيتي، وليفربول، وأرسنال، إلى الثنائي الإسباني: ريال مديد وبرشلونة، مرورًا بأندية بارزة كالألماني بايرن ميونيخ، والإيطالي يوفنتوس، والفرنسي باريس سان جرمان؛ أدركت الأندية ضرورة غزو أسواق جديدة بعيدًا عن القواعد التقليدية.
ويعتبر أستاذ التسويق الرياضي في جامعة لافال الكندية فرانك بونس لوكالة فرانس برس أنه بدافع من مستثمريها الأجانب أو رعاتها ذوي المصالح الشاملة العابرة للدول؛ وضعت كل من هذه الأندية نصب عينيها "إما الأسواق الناشئة وكبيرة الحجم كما في الصين، أو الأسواق ذات رأس المال الضخم والقوة المالية كالولايات المتحدة".

جيل جديد من المشجعين
ويقول المسؤول عن العلاقات مع الزبائن في مجموعة "مايلمان" التي تشرف على التسويق في الصين لعدد من اللاعبين والأندية والروابط طوم إيلدسن: "في الصين، ثمة جيل أول من هواة الرياضة، ويمكن أن تأتي الفرق إليها في السنوات الخمس أو العشر أو الـ 15 المقبلة، وأن تكسب مشجعًا ليس له أي ولاء طبيعي تجاه أي ناد".
ويضيف إيلدسن المنخرط خصوصًا في تنظيم الجولة الصيفية لبوروسيا دورتموند الألماني "لنقل إن ثمة 50 مليونًا من الشباب في سن الخامسة عشرة. يتساءل الجميع أي نادٍ يجب أن أدعم؟
جولة في الصين هي الطريقة الممتازة لإقامة هذا الاتصال الأول".
وأما مع الأنصار الموجودين منذ زمن في أرجاء المعمورة خصوصًا عبر مجموعات المشجعين، تساهم هذه الجولات في تطوير علاقة كانت تقتصر على شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويرى المدير التجاري في نادي مانشستر سيتي طوم جليك أن "منح المشجعين إمكانية مشاهدة فريقهم على أرض الواقع هو الوسيلة المثالية لتقريبهم من النادي".
وبالنسبة إلى أندية ليست بشهرة ريال مدريد أو تلعب في بطولة أقل مشاهدة من الدوري الإنجليزي الممتاز على سبيل المثال، تعدُّ جولتها في آسيا وسيلة جيدة للتعريف عن نفسها وتطوير خبراتها.
من هذه الأندية ليون الفرنسي الذي بات صندوق "آي دي جي" الصيني مساهمًا في رأسماله. ويسعى الأخير إلى الإفادة من خبرة مركز التدريب التابع للنادي لتنمية مواهب محلية، ولذلك سيمضي النادي الفرنسي خمسة أيام في الصين يخوض خلالها مباراة ودية مع إنتر ميلان الإيطالي.

المباراة ليست الأهم
يوضح رئيس نادي ليون جان ميشال أولاس لفرانس برس أن "هذا الأمر سيتيح إظهار ليس فقط أننا نؤهل اللاعبين، وإنما أيضًا أن هؤلاء يستطيعون اللعب مع فريق ليون والترويج لمشروعنا في الصين".
ويضيف أولاس: "هذا يعني أن الجولة رابحة بكل المقاييس: على الصعيد الرياضي من خلال مباراة كبيرة مع إنتر ميلان، وعلى صعيد الأعمال لتطوير نشاطنا في الصين".
إلا أن هذه الجولات يجب أن تكون محطة في مسار طويل.
ويرى إيلدسن أنه "لا تستطيع أن تتوقع أن تأتي إلى هنا وتقوم بجولة في الصين (...) لكي تقول إنك نجحت".
ويضيف: "إنه التزام مستمر تجاه سوق ويجب أن يكون لأمد طويل".
بدوره يقول جليك: "المهم بالنسبة إلينا هو ضمان أننا نقيم علاقات مستدامة مع مدن ودول ننظم فيها جولاتنا".
ويعتبر بونس أن الأمر الأساسي هو تأمين "خدمة ما بعد البيع"، بمعنى "إقامة نشاطات تتيح التواصل مع الجمهور"، مثل اللقاءات مع المشجعين، والنشاطات الترويجية مثل المتجر الذي افتتحه نادي باريس سان جرمان في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية العام الفائت.
ويضيف: "المهم هو الدعاية (الإعلامية) التي تحيط بالمباراة وليس بالضرورة المباراة نفسها".