كريستوف شلايسينج لـ«الشبيبة»: السلطنة تتقدم بخطى ثابتة في تطوير القطاع السياحي

مؤشر الأحد ٠٢/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
كريستوف شلايسينج لـ«الشبيبة»:

السلطنة تتقدم بخطى ثابتة في تطوير القطاع السياحي

مسقط - حمدي عيسى عبد الله

أكد مدير عام «منتجع ميلنيوم المصنعة» كريستوف شلايسينج في تصريح خاص لـ»الشبيبة» أن السلطنة تتقدم بخطى ثابتة في مسيرتها الهادفة إلى تطوير القطاع السياحي وتولي ذلك اهتماماً بالغاً وهو الأمر الذي يظهر جلياً من خلال اعتبارها السياحة أحد أهم مصادر الناتج المحلي الإجمالي. وأنا أعتقد بأنّ بداية التركيز يجب أن يكون من المؤسسات التعليمية كالمدارس والجامعات، إذ ينبغي تنشئة جيل يعي أهمية السياحة، ويعرف كيفية التعامل مع مختلف الثقافات، ويكون لديه الإقبال على العمل في القطاع السياحيّ بشكلٍ عام وفي قطاع الضيافة والفنادق بوجهٍ خاص. ومن هنا فلا بدّ من توفير البرامج التدريبيّة والمبادرات التي من شأنها إعداد جيل من الكوادر المحليّة المؤهلة لقيادة القطاع وتطويره بما يتماشى مع رؤية السلطنة المستقبلية لنموه.

إطلاق حملات دعائية سياحية مكثفة

مضيفا: «ومن ناحية أخرى، أعتقد أن على جميع القائمين على القطاع سواء في الجانب الحكومي أو المنتجعات والفنادق المختلفة أن يتعاونوا من أجل إطلاق حملات دعائية سياحية مكثفة من شأنها تعزيز مكانة السلطنة على خريطة السياحة العالمية، وفتح أسواق جديدة لها وهو الأمر الذي يمكن تنفيذه بالتنسيق مع السفارات المختلفة. وبالطبع يلزمنا إطلاق العديد من الأنشطة السياحية والترفيهية المختلفة بالإضافة إلى الترويج للغوص خاصة مع البيئة البحرية الخلابة التي تنفرد بها السلطنة ولك أن تتخيل أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يعيشون بالسلطنة ولا يعلمون أين تقع جزر الديمانيات أو محميات السلاحف المختلفة. وعلاوة على ذلك، وإلى جانب تسليط الضوء على الجوانب الثقافية والتراثية العريقة بالسلطنة، يجب الاهتمام بتطوير المرافق السياحية وجذب السياح من خلال طرح تشكيلة من الأنشطة الرياضية والبحرية المتنوعة، فضلاً عن زيادة الجهود المبذولة لتنشيط سياحة الحوافز والأعمال والمؤتمرات، إذ لم يتمّ الاستفادة من المقوّمات الفريدة التي تتمتع بها السلطنة بشكلٍ كافٍ من وجهة نظري الخاصة.

مقومات يجب التركيز عليها

وعن المقومات التي يجب التركيز عليها للترويج للسلطنة سياحياً قال كريستوف شلايسينج: «يجب التركيز في المقام الأول على البنية الأساسية إذ إنها أهم العوامل التي من شأنها تعزيز نمو وازدهار قطاع السياحة. كما وفي ظل التنافس السياحي الكبير الذي يشهده العالم اليوم، يلزمنا استقطاب الضيوف والزوار والسائحين من خلال رفدّهم بالعديد من الأنشطة الترفيهية المختلفة مثل الألعاب والرياضات المائية، والمرافق الرياضية والمناطق الترفيهية المخصصة للأطفال والحفلات الموسيقية بالإضافة إلى المرافق الحياتية المحيطة مثل المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية. كما أن السائحين الذين يفضلون زيارة السلطنة يهتمون باستكشاف المعالم الثقافية والتراثية العريقة التي تزخر بها ولذا من الضروري أن نركز على إيجاد منتجات عمانية الصنع مثل الهدايا التذكارية التي تعكس هذه الثقافة والتاريخ العريق. ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط بل يشمل أيضاً ضرورة التركيز على النواحي التعليمية واللغوية للشباب المحلي إذ إن السائحين يتوقعون أن يتحدث معهم الجميع في مختلف أرجاء العالم بلغاتهم مثل الألمانية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية ثم فيما بعد الروسية. وعلاوة على ذلك، ينبغي التركيز على الاستدامة وخاصة الاستدامة البيئية وذلك من خلال الاهتمام ببعض الأنشطة والممارسات البسيطة التي تشمل إزالة المخلفات من مواقع الجذب السياحي المختلفة حيث نتلقى الكثير من ملاحظات السائحين حول هذه الممارسات التي من شأنها الحفاظ على البيئة والطبيعة الخلابة بالسلطنة.
كما ينبغي ألا ننسى كرم الضيافة الأصيلة وتوفر بيئة آمنة ومستقرة، إضافة إلى موقع السلطنة الجغرافيّ المتوسط، حيث لا تبعد سوى أقل من سبع ساعات طيران عن نصف دول العالم تقريباً، مع إمكانية الوصول إلى أكثر من 45 وجهة دوليّة من خلال الناقل الجويّ المحلّي، شركة الطيران العُمانيّ. كل ذلك يجعل منها إحدى أكثر الوجهات الدوليّة جاذبية للسياح ورجال الأعمال على حدّ سواء.

تحقيق التنويع الاقتصادي

و عن دور السياحة في تحقيق التنويع الاقتصادي للسلطنة قال كريستوف شلايسينج: «سنتمكن من تجسيد ذلك على أرض الواقع عندما تتوحد مجهودات جميع الشركاء والمعنيين بهذا القطاع الحيوي من أجل تنفيذ خطة التطور السياحي الموضوعة بالتزامن مع تنشئة جيل جديد من الشباب العُماني الطامح إلى قيادة هذا القطاع في المستقبل. تُعد السلطنة إحدى الوجهات السياحية الصاعدة ويجب أن نساهم في توطيد مكانتها على خريطة السياحة العالمية بشكل مستدام من خلال وضع وتنفيذ خطط تنموية دقيقة على المدى القصير والمدى الطويل على حدٍ سواء. وأعتقد أن هناك الكثير من الخطط والأفكار المضيئة التي من شأنها المساهمة في تطوير هذا القطاع ونأمل أن تقوم الوزارات بتقديم سبل الدعم اللازم كافة من أجل تنفيذها مثل تسهيل الحصول على التراخيص والتصاريح السياحية المختلفة لأنشطة الرياضات المائية والأنشطة السياحية المتنوعة والرحلات والجولات السياحية الأخرى على سبيل المثال لا الحصر إذ إن السياح القادمين يتوقعون الاستمتاع بكل ما يتطلعون تحقيقه خلال إقامتهم بالسلطنة.

استخدام مواقع التواصل الاجتماعي

مضيفا: «في ظل التطور الرقمي الذي يشهده العالم اليوم، نركز في الوقت الحالي على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل صفحاتنا على تويتر وفيسبوك وانستجرام وسناب شات لأن الإعلانات التجارية الاعتيادية أصبحت لا تستقطب الأفراد مثل قديماً. ومن هذا المنطلق، نقدم لهم محتوى على صفحات التواصل الاجتماعي يجسد لهم التجربة السياحية التي سيحظوا بها معنا. كما نواصل أيضاً استخدام الوسائط الإعلامية المطبوعة كالصحف والمجلات المختلفة فنقوم بشكل متواصل بنشر العديد من الأخبار الصحفية التي تتضمن أخر أخبارنا وعروضنا. ووفقا لعدة دراسات قمنا بها وجدنا أن السوق المحلي في السلطنة يركز بشكل كبير على إجازات نهاية الأسبوع وما يعزز ذلك كون السلطنة إحدى الوجهات السياحية الفريدة المناسبة لجميع الفئات العائلات. وعلاوة على ذلك، نقوم بالمشاركة في المعارض والفعاليات السياحية الدولية كافة بالتعاون والتنسيق المشترك مع وزارة السياحة التي نتطلع إلى أن تعزز من استخدام مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي لزيادة مستوى الوعى حول المقومات السياحية التي تزخر بها السلطنة والوصول إلى أسواق سياحية جديدة.

برامج تدريبية للموظفين العمانيين

وعن واقع التعمين وكيفية تقيم أداء العمانيين والجهود المبذولة لتدريب العُمانيين وتطوير أدائهم قال كريستوف شلايسينج: «إننا نفتخر بتحقيق أعلى نسبة تعمين في السلطنة في قطاع الضيافة والتي تبلغ 47%. أما بالنسبة للأداء، فإن موظفينا العمانيين يعملون بشكل رائع والمشكلة الوحيدة التي تقابلنا هي كيفية زيادة وعيهم حول أن الرواتب في القطاع الخاص تعتمد اعتماداً كلياً على الأداء والمستوى التعليمي والأكاديمي والقدرة على التعلم والتطور. وبالطبع نقوم بتوفير برامج تدريبية للموظفين العمانيين حول أهم وأبرز المهارات الوظيفية المطلوبة بالإضافة إلى برامج لتطوير مهاراتهم في استخدام اللغة الإنجليزية.

تطوّر كبير في البنية الأساسيّة

وبما أن كريستوف شلايسينج سبق له إدارة فنادق في السلطنة خلال فترة التسعينات ثم عاد الى السلطنة مؤخراً فانه يقارن بين الفترتين قائلا: «رجوعاً إلى فترة التسعينات، لم يكن هناك سوى عدد قليل من الفنادق والمنتجعات في السلطنة. أما اليوم فهناك الكثير منها مما أدى إلى إيجاد نوعٍ من المنافسة من حيث تنوّع ومستوى الخدمات المقدّمة لاستقطاب أكبر عددٍ ممكن من الضيوف. فقد تم افتتاح العديد من المباني والفنادق والمعالم السياحية مثل كهف الهوتة على سبيل المثال ومركز عمان للمؤتمرات والمعارض ومطار مسقط الدولي الجديد وتشكيلة من المراكز التجارية الضخمة. ولقد شهد القطاع السياحيّ نمواً كبيراً، كما تمّ ذلك بطريقة مدروسةٍ بعناية بهدف الحفاظ على تراث السلطنة وإتاحة المجال أمام السياح للتعرّف عليه والاستمتاع بما تحظى به عُمان من مقوّمات سياحيّة مثرية وجديرة بالاهتمام. ولا يفوتني أنّ أذكر بأنّني لاحظت تطوّراً كبيراً في البنية الأساسيّة التي تعدّ من أهم الجوانب للارتقاء بالقطاع، واطلعت على جهود السلطنة في تطوير عددٍ من المشاريع الكبرى في هذا المجال بهدف تحسينه وتحديثه لمواكبة النمو المطّرد والتغييرات المتنامية التي تشهدها الحركة السياحيّة عموماً وقطاع الضيافة والفنادق بشكلٍ خاص. وفي حال رغبت السلطنة في المنافسة ضمن الأسواق الإقليمية والدوليّة بقوة، فلا بد لها من ضخ المزيد من الاستثمارات لضمان وجود بيئة متطورة للتماشي مع المتطلبات العالمية المتنامية.

وجهة مثالية للعائلات

كريستوف شلايسينج اختتم حديثه قائلا: «إن أكثر من يميز المنتجع كونه وجهة مثالية للعائلات إذ نوفر لهم غرفاً وشققاً رحبة تتسع لجميع أفراد العائلة. وقد قمنا بتجهيز جميع هذه الشقق بتجهيزات المطبخ كافة لنتيح لضيوفنا الفرصة لتجهيز وجباتهم الخاصة حسب رغبتهم. كما يضم المنتجع باقة من المرافق المتنوعة التي تشمل حوض سباحة حديثاً بطول 50 متراً، وحوضي سباحة لا متناهيين، وحوض سباحة للأطفال، وآخر مخصصاً للعائلات. ويوفر كلّ من زينا سبا ونادي الأطفال أوقاتاً مفعمة بالبهجة والسرور لجميع الفئات العمرية. أما بالنسبة لعشاق الرياضة واللياقة البدنيّة، فقد وفّر المنتجع مركزاً صحياً ونادياً للياقة البدنية وفق أعلى المستويات. وتتضمن أنشطته الترفيهيّة الأخرى التي صممت لتلائم احتياجات العائلات كافة ثلاثة ملاعب لكرة القدم الشاطئية، وملعباً لكرة الطائرة الشاطئية، وملاعب تنس مضاءة، وملعباً مصغراً للجولف بـ 18 حفرة. كما يمكن للضيوف والزائرين الاستمتاع بعددٍ من الأنشطة البحرية المتنوعة التي تشمل الإبحار، والغوص، وسباحة الزعانف، ومشاهدة الدلافين، والقيام بالرحلات البحرية المميزة إلى محميّة جزر الديمانيات القريبة، وذلك من خلال المرسى الخاص الذي يضم 54 مرفأ للقوارب واليخوت.

47 %
نسبة التعمين في ميلينيوم المصنعة وهي أعلى نسبة تعمين في قطاع الضيافة بالسلطنة

2010
السنة التي تم فيها افتتاح ميلينيوم المصنعة وأصبحت له مكانة متميزة في المنظومة الفندقية بالسلطنة

308
غرف وشقق فندقية بميلينيوم المصنعة تتميز كلها بالفخامة وموفرة للزبائن كل ظروف الإقامة المريحة

250
موظفاً في منتجع ميلينيوم المصنعة يقدمون خدمة راقية تجعل إقامة الزبائن لحظات لا تنسى

الوجهة الأكثر قبولاً وشعبية على مستوى السلطنة

كريستوف شلايسينج قال أيضا: «منتجع ميلينيوم المصنعة الذي افتتح في نهاية العام 2010 لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية الثانية. ويتضمن المنتجع الآن 308 غرف/‏شقق فندقية و250 موظفاً وهو يشهد تغييرات متواصلة فيما يتعلق بالعروض والأنشطة الترفيهية المتجددة التي نطلقها لمحبينا وضيوفنا. فعلى مدار العام الفائت، تمكننا من تجديد أنشطة وعروض المنتجع بشكل متكامل مما يجعل منه الوجهة الأكثر قبولاً وشعبية على مستوى السلطنة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، قمنا في شهر أبريل الفائت بإطلاق أول مرفق للانزلاق على الحبل المعلّق للمرة الأولى في عُمان حيث لمسافة 200 متر وتصل سرعته إلى 50 كيلومتراً/‏ الساعة. وعلاوة على ذلك، أطلقنا تشكيلة مشوقة من الرياضات المائية والطيران الشراعي المروحي، كما نعتزم إطلاق رياضة الإبحار بالمظلة لنكون أولى منتجع على مستوى السلطنة يقدم هذه التجربة السياحية الرائعة للضيوف والزوار. كما شهدت الفترة الفائتة افتتاح مطعم كومباس وتنظيم العديد من الحفلات على حوض السباحة وخلال إجازات نهاية الأسبوع. ومن المقرر أن نضيف إلى قائمة أنشطتنا العديد من الأنشطة الترفيهية المرحة الجديدة في المستقبل القريب.