لو عاد الزمن قليلاً.. هل يعيدون اختياره رئيساً لهم؟ هل يؤيد الأمريكيون عزل ترامب؟

الحدث الأربعاء ٢١/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٢٠ ص
لو عاد الزمن قليلاً.. هل يعيدون اختياره رئيساً لهم؟ 

هل يؤيد الأمريكيون عزل ترامب؟

مسقط - محمد البيباني

حالة غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة شكّلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أوجد انقساماً شعبياً كاد أن يودي بمكتسبات التجربة الديمقراطية الأمريكية ومثّل اختباراً قاسياً لتلك التجربة التي أثبتت حتى الآن قدرة كبيرة على اجتيازه دون خسائر.

اليوم وبعد أشهر من تنصيبه رسمياً، أثار خلالها الجدل، يجد الأمريكيون أنفسهم أمام فرصة قد تتعاظم وقد تتضاءل لعزله وطي صفحته.

ما هو موقف غالبية الشعب الأمريكي من الرئيس دونالد ترامب؟ وهل يسود أغلبهم اتجاهاً يؤيد عزله على خلفية التحقيق الجاري بشأن عرقلته لمجرى العدالة فيما يتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية الأخيرة؟
وما هو موقف الرئيس الأمريكي نفسه؟ وهل يشعر بتهديد على مستقبله السياسي كرئيس للولايات المتحدة؟

ماذا تقول تغريداته؟

القراءة في مجموعة الغريدات الخاصة بالرئيس الأمريكي ترامب والخاصة بإجراءات عزله تظهر القلق من جهة وتؤكد شعوره بالاضطهاد وبأنه مستهدف من جهة أخرى. الرئيس الأمريكي دافع عن إدارته التي تحاصرها الأزمات في سلسلة من التغريدات، مندداً مرة أخرى بحملة «الاضطهاد» ضده.
وكتب ترامب على حسابه على تويتر «فلنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى ذات أداء جيّد رغم الإرباك (الناتج من) الاضطهاد». وأتت هذه التغريدة بعدما أعلن ترامب غاضباً أنه يخضع للتحقيق في ملف إقالته المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي الذي كان جهازه يحقق في شبهات تواطؤ بين فريق حملة ترامب وروسيا.
لكن مصدراً في فريق ترامب القانوني قال إن الرئيس يشير في تغريدته إلى تحقيق نشرته صحيفة واشنطن بوست بعنوان «من الليلة الأخرى» ولا يؤكد أنه يخضع للتحقيق.
وكانت واشنطن بوست ضمن كثير من وسائل الإعلام التي نشرت أن ترامب نفسه خاضع للتحقيق بتهمة عرقلة القضاء.

نفس تغريدة نيكسون

تداول ناشطون أمريكيون عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تغريدة للرئيس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قالوا إنه استخدم فيها كلمات كتلك التي استخدمها الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، والتي أعقبتها استقالته. وجاء في تغريدة ترامب التي نشرها عبر حسابه على «تويتر»، الجمعة الفائتة، «تم التحقيق معي بسبب طردي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي من قِبل الرجل الذي قال لي أن أطرده.. حملة شعواء على شخصي، يريدون الإطاحة بي».
وقال النشطاء إن ترامب استخدم نفس الكلمة التي استخدمها نيكسون مع بدء التحقيقات التي أدّت لاستقالته خلال فضيحة «ووترجيت»، أشهر الفضائح السياسية في أمريكا والعالم.
وكانت هناك كلمات لنيكسون مشابهة لتغريدة ترامب نشرها العام 1973، قال فيها: «هناك حملة شعواء على شخصي، يريدون الإطاحة بي».

إلى أين قد تقود التحقيقات؟

اهتمت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية بفتح تحقيق ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن احتمال عرقلته مجرى العدالة، وقالت إن «المعلومات التي تم نشرها حول ذلك عن ترامب، يمكن أن تفتح آفاقاً خطيرة جداً لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
فيما قالت صحيفة «داس بيلد» الألمانية- واسعة الانتشار- إن أخطاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد تعجّل من إقصائه من منصبه في الفترة المقبلة، فبعد مزاعم حول تورط روسيا في تزوير الانتخابات الرئاسية، وفضيحة إقالة «جيمس كومي»، الذي كان يجري التحقيق في قضية «روسيا»، فإن سحب الثقة من «ترامب» لم يصبح صعب المنال على الكونجرس.

ماذا يريد الأمريكيون؟

كشف استطلاع رأي، أن 27 % من المواطنين الأمريكيين يؤيدون عزل «ترامب» عن طريق الكونجرس.
أضافت الصحيفة الألمانية أن نتائج استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الأشهر الأولى من عهدة «ترامب»، بيّنت أن هذا الرئيس لا يحظى بشعبية كبيرة لدى الشعب الأمريكي وهو ما كان بمثابة مفاجأة، إذ تبيّن أن أقل من 40 % فقط من المواطنين راضون عن أداء «ترامب» إلى الآن. ونوّهت الصحيفة بأن وسائل الإعلام الأمريكية نفسها منقسمة حول تأييد «ترامب» ومعارضته، فبعض وسائل الإعلام الموالية للرئيس تعمل على تجميل سلبياته باستمرار أمام الرأي العام، وعلى رأسهم قناة «فوكس نيوز»، بينما الجانب الآخر فـ«فضائح» ترامب شغله الشغال.
وفي دراسة أجراها معهد «هارفاد» على نتائج 100 يوم من حكم «ترامب» أثبتت أن أخبار الرئيس الأمريكي نسبة تمثل 41 % من المشهد الإعلامي الأمريكي، وبذلك تكون تعدت الرئيسين بيل كلينتون، وباراك أوباما، إذ إن نسبة الأخبار السلبية التي تنشر عن «ترامب» تصل إلى 80 %، في حين في عهد «أوباما» وصلت إلى 40 %. وأوضحت الدراسة، أن مشوار «ترامب» حافل بالزلات، مضيفة أن سلوك «ترامب» يجعله مسؤولاً عن الأخطاء التي تحدث في البيت الأبيض. في المقابل عقبت الصحيفة أن برغم من كل ذلك، فترامب مقتنع بأن أنصاره الجمهوريين سيحمونه من أي سقوط وارد، لذلك من الممكن أن يستكمل «ترامب» ولايته، على عكس جميع التوقعات.
من جانبها ذكرت صحيفة «يو أس أيه توداي»، أن 61 % من الشعب الأمريكي، يعتقدون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تدخل أو حاول عرقلة سير التحقيقات الخاصة بتدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، التي جرت في نوفمبر من العام الفائت، وذلك وفقاً لأحد استطلاعات الرأي.
وأشارت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، إلى أن استطلاع الرأي الذي أجراه مركز «نورك» للدراسات والأبحاث التابع لجامعة شيكاجو، أظهر أيضاً أن 37 % من الأمريكيين لا يعتقدون أن «ترامب»، تدخل لعرقلة أو التأثير على مجرى التحقيقات الخاصة بتدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية.
ووفقاً لاستطلاع الرأي، أعرب غالبية الشعب الأمريكي عن ثقته في التحقيقات التي يقودها «مولر»، فيما يعتقد نحو 36 % أن التحقيقات قد تكون نزيهة أو لا.