العمل البلدي وشراكة المجتمع

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٠/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٥٥ ص
العمل البلدي وشراكة المجتمع

على بن راشد المطاعني

تطوير العمل البلدي في أي ولاية من ولايات السلطنة لا ينطلق من أجهزة البلديات لوحدها مهما كانت إمكانياتها وقدراتها المادية والفنية كبيرة، بل إن الأمر يتطلب تعاون جميع شرائح المجتمع باعتبار أن العمل البلدي هو شراكة إستراتيجية مع المجتمع، حتى إذا ما نضجت هذه الشراكة كان النجاح حليفا لهده الولاية أو تلك، والعكس أيضا صحيح بالطبع.

لا أحد يستطيع إنكار الجهود التي تقوم بها أجهزة البلديات في ولايات السلطنة المختلفة من خدمات واضحة للعيان وضوح الشمس، وتتجلى سطوعا في خدمات التنظيف للأحياء والشوارع والأزقة وغيرها من الخدمات التي لا نملك غير الوقوف احتراما لها، فضلا عن تطوير المرافق والحدائق وتسوير المقابر وتنظيف الشواطئ، وإدارة وتنظيم المحلات والمقاهي والمطاعم وغيرها من خدمات يصعب حصرها في هذه العجالة.

إلا أن استدامة هذه الخدمات وبذات الزخم والفاعلية لا يتأتى إلا من خلال المحافظة على هذه الكيانات البلدية وذلك عبر استنهاض الوعي بأهميتها وجدواها في المجتمع، ومن ثم العمل على تعزيز قدراتها ومقدراتها وإضفاء قيمة مضافة عالية للعمل البلدي حتى لو بكلمة أو بنصيحة أو من خلال الحث على التعاون والمبادرة إلى العمل الإيجابي في إبقاء مستوى الخدمات في تلك الدرجة الرفيعة التي نصبو إليها دوما.

فالشركات على سبيل المثال يمكن أن تسهم في تطوير العمل البلدي في ولايات السلطنة مقابل تخصيص مساحات إعلانية لها تعرض فيها منتجاتها وأنشطتها ومشاريعها المختلفة على الشوارع والدوارات والحدائق والأماكن العامة والأحياء، وذلك لحفزها على المشاركة الإيجابية في كل الفعاليات الاجتماعية ومن ضمنها بالطبع الأنشطة البلدية التي تحتاج دوما للدعم بجميع صوره، وبذلك تكون لهذه الشركات وضعية في هذه الولاية أو تلك، فنظام المكافأة للشركات التي تساهم في خدمة المجتمع من شأنه أن يحفز الشركات لتتسابق نحو الإسهام الفاعل في خدمة الولاية التي هي جزء لا يتجزأ منها.
بالطبع أجهزة البلدية تقوم بدورها الفاعل في المجتمع وبناء على الإمكانات المتوفرة لها، باعتبار أن العمل الذي تقوم به لا يتحقق بالأماني ولا بالأمنيات ولكن فقط بـ «الإمكانات»، إشارة إلى أن تشعب العمل البلدي وتوزيعه على 60 ولاية لا يمكن تغطيته بشكل كامل في الوقت المناسب، ومن هنا ينبثق مبدأ تضافر الجهود المجتمعية في هذا المجال ولتتكامل الأدوار كل في مجاله وكل بقدر جهده واجتهاده وينصب كل هذا الزخم في خانة بناء ولاية متكاملة المرافق.

نأمل أن نعمل مع أجهزة البلدية بكل إخلاص وتجرد ونكران ذات وفي جميع ولايات السلطنة للنهوض بالخدمات والحفاظ عليها، وتطوير مرافق المجتمع على نحو يحقق التكامل المنشود.