الوباء يقتل شخصاً واحداً تقريبا كل ساعة اليمن.. هل تصبح الحرب والكوليرا كارثة القرن؟

الحدث الاثنين ١٢/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص
الوباء يقتل شخصاً واحداً تقريبا كل ساعة

اليمن.. هل تصبح الحرب والكوليرا كارثة القرن؟

عدن - إبراهيم مجاهد

بات الموت هو أسرع شيء يحصل على المواطن اليمني في هذه الفترة تحديداً، فالشعب لم يعد تحت رحمة الحرب فحسب بل بات الآن الآن تحت رحمة وباء الكوليرا المنتشر والمميت بسرعة، وحققت اليمن سرعة متناهية في حصد أرواح البشر وفق ما ذهب إليه تقرير منظمة أوكسفام مؤخراً، إذ قال التقرير إنّ وباء الكوليرا يقتل شخصاً واحداً تقريبا كل ساعة في اليمن، وإنه سيهدد حياة آلاف الأشخاص في الأشهر المقبلة إذا لم يتم احتواؤه. خاصة بعد أن تخطى عدد المصابين حاجز الألفين بعد المئة ألف. الأمر الذي يختصر مصير المواطن اليمني في طلقة رصاصة أو قذيفة مدفعية أو غارة طيران خاطئة أو فيروس الكوليرا. فجميعها أدوات ناجعة للقضاء على اليمنيين بسرعة فائقة كيما تخلصه من وجع انتظار المعونات والمساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية، ويطول انتظارها ليكتشف بعد ذلك المستهدفون من هذه الحملات الإغاثية بأنها لا تسمن ولا تغني من جوع أو منتهية الصلاحية قد تتسبب في تسمم غذائي لمن يتناولها لتقضي عليه أيضا ولكن بعد معاناة وألم شديد وليست كالأدوات السابقة.

اليمنيون تحت رحمة الكوليرا

وبحسب تقرير للمنظمة، يتوقع أن يصل عدد حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن إلى 150 ألفا، ودعا التقرير الدول المانحة والمنظمات الدولية إلى الوفاء بوعودها التي قطعتها في مؤتمر دعم الجانب الإنساني في اليمن والذي عقد في جنيف نهاية أبريل الفائت بشأن تقديم 1.2 بليون دولار. من جانبه أكد رئيس فريق الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية في اليمن عمر صالح أن وباء الكوليرا حصد أرواح 827 يمنيا لغاية الآن، وقال لـ»قناة الجزيرة» إن أكثر المناطق تضررا هي صنعاء وحجة وعمران والحديدة. وقالت منظمة أوكسفام إن تفشّي وباء الكوليرا جاء بعد عامين من الحرب التي أهلكت أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي، وقيّدت بشدة الواردات الأساسية التي تعتمد عليها البلاد، و»أدت إلى ترك الملايين من البشر على بُعد خطوة واحدة من المجاعة».
ودق تقرير المنظمة ناقوس الخطر بشأن تفشي الوباء الذي «سيكون واحداً من أسوأ أحداث هذا القرن، ما لم تُبذل جهود ضخمة وفورية للسيطرة عليه».
وقال المدير في منظمة أوكسفام سجاد محمد ساجد إن «اليمن بات على حافة الهاوية، هو الآن تحت رحمة وباء الكوليرا المنتشر والمميت بسرعة». ولفت إلى أن علاج الكوليرا بسيط «لكن استمرار القتال يجعل المهمة صعبة ومضاعفة، كما أن هناك حاجة الآن إلى بذل جهود كبيرة في مجال المعونة».

وبدأ تفشي وباء الكوليرا في أكتوبر 2016، وتزايد حتى ديسمبر من العام نفسه، ثم تراجع، لكن من دون السيطرة الكاملة عليه.
وعادت حالات الإصابة إلى الظهور مجددا بشكل واضح نهاية أبريل الفائت.

تصعيد ميداني غير مسبوق

وعلى الصعيد الميداني أكدت مصادر ميدانية في محافظة تعز جنوب غرب اليمن، أن طيران التحالف العربي شن فجر يوم الأحد أكثر من 16 غارة جوية استهدف خلالها مواقع تتمركز فيها قوات الرئيس السابق صالح ومسلحي جماعة الحوثي، لتشهد بعد ذلك جبهتي القصر والتشريفات، شرق المدينة، مواجهات عنيفة بين القوات اليمنية الحكومية مسنودة بأفراد من المقاومة الشعبية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة ثانية. وفي السياق ذكرت مصادر ميدانية أن طيران التحالف استهدف بـ 10 غارات آليات ومواقع لمسلحي الحوثي وقات صالح، في تلة سوفتيل، ومواقعهم في معسكر الأمن المركزي، كما شن 66 غارة على تمركزاتهم في تلة السلال شرقي المدينة. ودارت مواجهات عنيفة أمام بوابة معسكر قوات الأمن الخاصة «الأمن المركزي» سابقاً، شرقي المدينة.
وتعد هذه الغارات هي الأعنف تشنها مقاتلات التحالف على تلة السوفتيل التي تتمركز فيها قوات صالح ومسلحو الحوثي وتقصف منها الأحياء السكنية ومنازل المواطنين. وسط أنباء تتحدث عن تدمير شبه كلي لفندق سوفتيل أشهر فندق في المدينة. وشرق العاصمة صنعاء أكدت مصادر ميدانية لـ «الشبيبة» أن ميمنة وقلب جبهة نهم الواقعتان شرق صنعاء شهدتا مع ساعات فجر الأحد الأولى مواجهات مسلحة عنيفة بين القوات الحكومية والمقاومة الشعبية من جهة، وقوات الرئيس السابق ومسلحي جماعة الحوثي من جهة ثانية.. إذ تحاول القوات الحكومية التقدم صوب مركز مديرية نهم والسيطرة على مناطق «كحل والمدفون والمدارج» وذلك للسيطرة على الطريق الإسفلتي لقطع أحد أهم خطوط الإمداد على قوات صالح ومسلحي الحوثي.

مسؤول ينجو من الاغتيال

من جانب آخر تعرض مسؤول يمني محلي لمحاولة اغتيال في مديرية المنصورة بمحافظة عدن جنوب اليمن فجر يوم أمس الأحد على يد مسلحين مجهولين.
وأكد مصدر أمني أن مدير عام مديرية رصد التابعة لمحافظة أبين جنوبي اليمن ياسر العمودي أدخل غرفة العمليات إثر إصابته في محاولة اغتيال تعرض لها في عدن خلال الساعات الأولى من فجر يوم الأحد. وقال المصدر إن مسلحين يستقلون دراجة نارية أطلقوا النار على العمودي عند دخوله فندق طيبة بمديرية المنصورة نحو الساعة الثالثة فجر اليوم، ولاذ المهاجمون بالفرار. وقال مصدر طبي وشهود عيان إنه تم إسعاف المسؤول إلى مستشفى أطباء بلا حدود وأدخل مباشرة غرفة العمليات. نظراً لخطورة إصابته.
ولا تزال مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، تعاني من انفلات أمني وانتشار السلاح غير المنظم في المدينة، وتتكرر حوادث الاغتيالات التي راح ضحيتها عدد كبير من قادة المقاومة وضباط الأمن وشيوخ دين، خلال العامين الفائتين، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجنود في عمليات تفجير متكررة شهدتها المدينة.