حسن اللواتي.. يهزم إعاقته بالعمل البنكي ومشروعين خاصين

7 أيام الأربعاء ٠٧/يونيو/٢٠١٧ ١٩:١٠ م
حسن اللواتي.. يهزم إعاقته بالعمل البنكي ومشروعين خاصين

مسقط - خالد عرابي
الإنسان حينما يؤمن بنفسه وبقدراته يستطيع أن يتحدى الصعاب ويهزم المستحيل، مهما كانت الظروف التي يمر بها، حتى وإن كان قد اختُبِر بإعاقة جسدية أو بدنية، لا يشعر ولا يرى أنها إعاقة، بل يرى أن لديه أشياء أخرى كثيرة وميزات نسبية عديدة، ويرى أنه يمكن أن يحقق العديد من النجاحات المختلفة التي تحقق طموحه وآماله.. ومن هؤلاء الشاب حسن بن حيدر اللواتي الذي يبلغ من العمر ثلاثين عاماً، والذي اختُبر في جسده في سن مبكرة، فهو فاقد ليده اليمنى ولديه بعض التشوهات الخلقية في قدميه منذ ولادته، ومع هذا فهو لم يرَ في ذلك ضيراً أو انتقاصاً من قدراته أبداً ولم يرَ أنه معوق كما يرى كثيرون؛ لأن حسن يؤمن أن الإعاقة الحقيقية هي الدماغ أو العقل وتحديداً فيما يؤمن به الفرد، فإن آمن أنه يستطيع وأنه قادر على فعل كذا، فحتما في يوم ما سيستطيع فعله، حتى ولو بعد العديد من المحاولات، وأما لو كان العكس وآمن أنه لن يستطيع فلن يستطيع فعلاً حتى ولو قام بعشرات المحاولات.. حسن حدّثنا عن تجربته في هذا المجال، فماذا قال؟

منذ سن مبكرة وأنا في سن الطفولة اختبرني الله سبحانه وتعالى بأن تكون لدي بعض التشوهات في قدماي وأن أكون فاقداً ليدي اليمنى وكنت لا أستطيع الحركة تماماً ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى والأسرة والتردد على عديد من الأطباء تمت معالجة بعض الأمور ولكن بقيت تلك الإعاقات ولكن أستطيع أن أتحرك وأقود سيارة ولكن كان لديّ إصرار وتحدٍ على أن أعيش طبيعياً وألا أظل حبيساً للإعاقة، لذا سعيت وذاكرت وحرصت على الدراسة حتى حصلت على بكالوريوس مالية من كلية الخليج، ثم بعد ذلك سعيت للعمل والوظيفة وقد رزقني الله بأن عملت في بنك مسقط، والآن أعمل في البنك الوطني العُماني، وحينما سارت الأمور على ما يرام في العمل الوظيفي لم أرَ هذا هو نهاية المطاف والسلام بل سعيت لأن يكون لي عملي الخاص، وتمكنت بفضل الله من أن يكون لدي مشروعان الأول في مجال التسويق والهدايا والإعلانات، وأما الثاني فهو في تجهيز المعاريس، وبالمناسبة في كثير من الأحيان أقوم بهذا العمل بنفسي أي بتجهيز المعرس، كما أنني ومنذ فترة أيضاً لم أتوقف عند هذا الأمر بل توجهت للدراسة مرة أخرى ووثقت بذاتي وقدراتي وتوجهت إلى مجال التطوير والتدريب وأنا الآن أعمل في مجال التدريب والتطوير وكمتحدث لإلهام الآخرين.

مهارات متعددة
وعن مهاراته وكيف كان له ذلك؟ قال حسن: مهاراتي متعددة ولله الحمد، فأنا بفضل الله سبحانه وتعالى صاحب مشروعين وموظف ومحاضر في مجال التحفيز، فالحياة عبارة عن تحديات وصعوبات وعلى الإنسان التغلب عليها، فالصعوبات تواجه الجميع وليست مقتصرة على فئة معيّنة، ولكن تغلبت عليها وما زلت أتغلب عليها بفضل الله ودعم ومساندة والدي، ولله الحمد فأنا منذ صغري أقوم بتحفيز نفسي ولا يوجد مستحيل في قاموس حياتي.

وأكد قائلاً: الإعاقة سبب وصولي لأهدافي من بعد الله سبحانه وتعالى من حيث لا أشعر، والحمد لله أتقن فن التمصير إذ إنني أقوم بتجهيز المعاريس بنفسي، وأقود سيارتي بنفسي رغم فقداني ليدي اليمنى، وهذا بحد ذاته كرم من الله سبحانه وتعالى وإنجاز، كما أنني تمكنت من فتح أكثر من مشروع أيضاً وهذا إنجاز آخر، فهناك كثير من الناس ممن لم يُختبروا بإعاقات مثلي لم يحققوا نصف ذلك، كما أنني قمت بتمثيل السلطنة في الملتقى الخليجي الرابع عشر بدولة الإمارات العربية المتحدة. وأما الفخر والإنجاز الحقيقي بالنسبة لي فهو حينما تشرّفت بمقابلة باني نهضتنا الحديثة مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في العام 2000.

وأكد حسن على أن طموحاته لم يتوقف عند هذا الحد فهو ما زال لديه الكثير من الأحلام والطموحات، وهو يطمح إلى أن يكمل دراسته العليا للماجستير، وأن يكون عضواً فعالاً في خدمة المجتمع ولخدمة الوطن الغالي عُمان. واختتم حسن قائلاً: أقول لأبطال التحدي، لا أحد سيأخذ بيدك للنجاح، عليك السعي والمثابرة وتحدي الجميع ولا تنظر للفشل كنهاية بل اجعله بداية لكل نهاية، وأن الخوف من الأمور السلبية في حياة الإنسان، ولكن في المقابل نتمنى من الجهات المختصة الوقوف بجانبهم ومساندتهم.