سافرت من دبي إلى لبنان لعملية تجميل.. فخرجت جثة هامدة

مزاج الأحد ٠٤/يونيو/٢٠١٧ ١٩:١١ م
سافرت من دبي إلى لبنان لعملية تجميل.. فخرجت جثة هامدة

دبي - ش
لم تكن فرح قصاب، تلك الأم العراقية لطفلين، التي لم تتخطَّ الـ 33 من العمر تتوقع أن تنتهي بها مجرد عملية تجميلية، جثة هامدة.
فرح التي سافرت من دبي إلى لبنان قاصدة واحداً من أشهر أطباء التجميل، نادر صعب كما تناقل العديد من وسائل الإعلام المحلية، والتي فُجِع أهلُها، ويُتِّم أولادُها، لم تلقَ إلا الموت، بحسب ما جاء في العربية نت.
هكذا تحولت عملية بسيطة لشفط الدهون يوم الأربعاء الفائت، إلى مأساة لفت عائلتها، وهزَّت لبنان برمته.
وفي حديث لصحيفة النهار اللبنانية، أكد والد فرح، رجل الأعمال جواد قصاب أنه لم يكن على علم بخطوتها، لأن ابنته كانت تعلم أنه سيرفضها.
وأوضح "أن كل ما كانت تريده فرح هو شفط بعض الدهون من بطنها، لكن "معدوم الضمير"، بحسب وصفه للطبيب، شجعها على شفط كامل جسدها، لا بل أجرى لها خمس عمليات دفعة واحدة بتكلفة 50 ألف دولار".
وفي التفاصيل، أن فرح بقيت في غرفة العمليات في عيادة بمنطقة "النقاش" (ساحل المتن) تعود إلى طبيب تجميل شهير في لبنان، لأكثر من 4 ساعات، وبعد أن طال انتظار العائلة، وإلحاح أمها بالسؤال عن ابنتها، أُخبرت العائلة أنها نقلت إلى مستشفى "سيدة لبنان" في منطقة جونية البعيدة نسبياً، علماً أنه توجد عدة مستشفيات أكثر قرباً بمحيط العيادة.
وبعد الحادثة الفاجعة، تحركت وزارة الصحة اللبنانية وطلبت وقف أي أعمال في العيادة أو مستشفى التجميل، في انتظار انتهاء تحقيق مديرية العناية الطبية في القضية.
كما تم ضم تقرير الطبيب الشرعي للملف، كي يصار إلى تحديد أسباب الوفاة، ويتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.

وصلت ميتة
من جهته، أكد مستشفى "سيدة لبنان" الذي استقبل فرح، أنها وصلت ميتة.
وأوضح المستشفى أنها قد خضعت لعملية شفط دهون، إلا أن الأمور تطورت جراء إصابتها بجلطة دهنية بعد العملية، وهي من الجلطات النادرة التي تحصل.
وبسبب افتقاد مستشفى التجميل لغرف العناية المطلوبة في حالات مماثلة، تمت الاستعانة بمستشفى "سيدة لبنان"، لكن الشابة وصلت متوفاة.

"محاولة إخفاء الأدلة"
وتعقيباً على الحادث، نشر الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم عبر حسابه الخاص على "فيسبوك" تفاصيل المأساة التي ألمّت بفرح، وهي ابنة صديقته المقربة.
وقال كرم: "فرح عراقية، تعيش في دبي وهي أم لطفلين، ذهبت تاركة وراءها عائلة مكسورة.. يا لها من مأساة".
وأضاف أن "فرح قصدت لبنان بهدف إجراء عملية لشفط الدهون، لكنها توفيت بعد ساعات قليلة في ظروف غامضة". وتابع: "بدلاً من البحث عن سبب الوفاة، يحاولون إخفاء الأدلة".
ولفت كرم إلى محاولات من قبل جهات مجهولة، لم يسمها، تمتلك مالاً قذراً لإخفاء الحقيقة والتلاعب بالتقارير.
وأبدى تعجبه لما أصاب مهنة الطبّ في لبنان، داعياً إلى اختيار الطبيب بحكمة من دون التأثر بالإعلانات الطبية بأي شكل من الأشكال لأنها مجرّد أفخاخ".
وختم كرم قائلاً: "لا تقتلوا فرح مرتّين".

جديد القضية
أما الجديد في القضية، فأتى اليوم السبت، إذ طلب وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي في بيان من النائب العام التمييزي "إجراء التعقبات أو استكمالها في موضوع وفاة المواطنة العراقية فرح قصّاب في مركز د.نادر صعب بعد خضوعها لسلسلة من الجراحات التجميلية".
ولجأ جريصاتي إلى المادة 14 من قانون أصول المحاكمات الجزائية لهذه الغاية، مطالبا بـ"اتخاذ التدابير الاحترازية والاحتياطية والعقابية اللازمة، من منطلق أن التحقيق الإداري الذي تقوم به وزارة الصحة العامة لا يعفي من المساءلة القضائية الواجبة".
وضمن وزير العدل كتابه الأسباب المفصلة لاتخاذه مثل هذا الإجراء وإفادته بنتيجة التحقيقات ضمن ما تسمح به دائرة السرية، والتدابير المتخذة بالسرعة الممكنة.
يذكر أن فرح تحمل الجنسية الأردنية ووالدها عراقي الجنسية، وتسكن في الإمارات العربية المتحدة.
يبقى الأكيد بانتظار التحقيقات أنه على الرغم من تحرك السلطات اللبنانية المختصة، إلا أن المأساة وقعت، فأي تعويض يمكن أن ينوب عن حياة أم أو زوجة أو ابنة؟!