ملاحظات رمضانية

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٣١/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٥٥ ص
ملاحظات رمضانية

لميس ضيف
lameesdhaif@gmail.com

(1)

من شهد زحام الأيام الفائتة، وهو زحام مستمر لحين كتابة هذه السطور، يظن أن البلاد على مشارف مجاعة ما. وأن هناك «أنباء» عن نفاد المواد الغذائية أو انقطاع الاستيراد لأمد غير معلوم!

فالطرقات مكتظة، ومحال بيع المواد الغذائية ممتلئة، والناس ترتطم ببعضها في الأسواق المركزية!

عسى ما شر يا جماعة؟!
الخير كثير.. واليوم، في ظل الازدياد المطرد لمراكز التسوق والبقالات، لم يعد النطاق الجغرافي لبيت يخلو من منفذ لبيع المواد الغذائية. وفي بعض المناطق تفصل أمتار معدودة بين منفذ بيع وآخر. فعلامَ هذا الاستبسال لتكديس المواد بهذا الشكل وكل شيء في متناول اليد!
نظرياً؛ يجب أن يتقلص استهلاك الأسرة من المواد الغذائية تبعاً لتضاؤل عدد الوجبات خلال اليوم في هذا الشهر. ولكننا عملياً نستهلك أكثر بأضعاف لأننا ببساطة نهدر أكثر مما نستهلك وتلك حقيقة لا ينكرها منصف.
لذا فإن الصيام الذي هو علاج للجسد، وفرصةٌ لتطهيره سنوياً، يتحول لسبب للمرض والتخمة وازدياد الوزن. لأن الناس «لا ترحم نفسها» وتنتقم من ساعات الصيام المعدودة «بافتراس» أطباق لا تحتملها معداتهم الصغيرة!
همسة للجميع: ارحموا أنفسكم وجيوبكم ولا تتركوا بطونكم.. تفكر وتقرر عنكم!

(2)

قد أكون موهومة؛ ولكن مناخ هذا الشهر الفضيل قاس بشكل استثنائي. ولا ريب أن العطش يزيد الأمر سوءاً ولكن .. «خفوا علينا» يا موظفي الوزارات الخدمية! فالمراجعون ليسوا هم من دعوا الرحمن ليرفع الحرارة وهم يعانون مما تعانون منه وأكثر..
ساعات العمل الرسمي تقلصت وهذا بحد ذاته يرهق المراجع ويجعله في حرج. فإن أضفنا لذلك حقيقة أن كثيراً من الموظفين يمقتون العمل في هذا الشهر فسنجد الوزارات والأعمال في شلل جزئي لمبررات واهية!

الموظف الذي لا يطيق العمل في هذا الوضع عليه أن يأخذ إجازة فيريح ويرتاح. عوضاً عن أن يأتي لتزجية الوقت وقراءة القرآن في وقت دوامه الرسمي ليتعامل مع كل مراجع لحوح على أنه «يقاطعه» و«يضايقه» رغم أنه -الموظف نعني- ما جلس على هذا الكرسي إلا لخدمة المراجعين!

(3)

من أجمل عادات رمضان أن الصحون فيه تلف بين المنازل كعرابين مودة وصلة بين الجيران والأقارب. فلا تنسوا في هذا الشهر الفضيل من لا أقارب له ومن باعدته دروبه عن بحور الأحباب. فالوافدون أولى بعطفكم وبمودتكم و»بصحونكم» من أحبابكم المتخمين.
تذكروا من حولكم بصدقة أو حتى كلمة.. العمال في الشوارع ومواقع الإنشاءات. موظفو محطات الوقود ومن يغسلون السيارات، كل هؤلاء الذين يمرون في يومكم وترونهم ولا ترونهم.
اعطفوا عليهم.. فالعطف يخفف جروح الغربة التي لا يشعر بها إلا من يقاسيها.