«الأسعار» تزيد مأساة اليمنيين خلال «رمضان»

الحدث الأحد ٢٨/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٣٥ ص
«الأسعار» تزيد مأساة اليمنيين خلال «رمضان»

عدن - إبراهيم مجاهد – وكالات

على مدى الأيام الثلاثة شهد عدد من أحياء محافظة عدن، جنوبي اليمن، العاصمة المؤقتة للبلاد، احتجاجات شعبية غاضبة، جرّاء تزايد انقطاع التيار الكهربائي عن مديريات عدن المختلفة، مع ارتفاع شديد لدرجة الحرارة.

المحتجون، الذين لجأوا إلى قطع عدد من الشوارع الرئيسية بإشعال الإطارات والأحجار، شكوا انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وصلت خلال اليومين الفائتين إلى «20» ساعة مقابل أربع ساعات عمل للتيار الكهربائي، مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة في المحافظة الساحلية التي تشهد صيفاً حاراً جداً.

الصيف يشعل عدن

سكان محليون بعدن عبّروا لـ«الشبيبة» عن سخطهم الشديد من تجاهل الحكومة والسلطة المحلية بمحافظة عدن، التي يوجد مسؤولوها في العاصمة السعودية الرياض، لمعاناة أبناء عدن جرّاء انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، مع دخول فصل الصيف، إذ أشار عدد من المحتجين إلى أن هذه المشكلة تتكرر كل عام وعادة ما تتعهد الحكومة والسلطة المحلية بحل هذه القضية، وآخرها وعود رئيس الوزراء اليمني د.أحمد عبيد بن دغر الذي قال في أكثر من مناسبة إن صيف عدن هذا العام لن يكون حاراً. إلا أن ذلك لم يتحقق بعد. رغم أن الصيف ما زال في بدايته، مطالبين الحكومة ومحافظ عدن الجديد، عبدالعزيز المفلحي، سرعة العودة إلى عدن والعمل على إيجاد الحلول السريعة لهذه المشكلة التي باتت تؤرّق كل أبناء عدن وسكانها سيما مَن هم من كبار السن والأطفال ومَن يعانون من أمراض مزمنة كالقلب والضغط والسكري.

رمضان والأسعار «نار»

في أول أيام شهر رمضان الفضيل، الذي انتظر المواطن اليمني كغيره من المسلمين حلول هذا الضيف العزيز، إلّا أنه يأتي واليمنيون مثقلون بكثير من الأوجاع والآلام نتيجة الحرب الدائرة في البلاد منذ عامين ونيف، خلّفت آلاف القتلى والجرحى والمعوقين والأيتام والأرامل، وتسببت في دمار شامل للبنية التحتية والاقتصاد الهش أصلاً وأوجدت وضعاً إنسانياً كارثياً، عوضاً عن وباء الكوليرا الذي بات يجتاح المحافظات اليمنية وينهش في أجساد اليمنيين النحيلة مخلِّفاً أكثر من «350» حالة وفاة.
بهذه الأوجاع وزد عليها انقطاع الرواتب عن الموظفين الحكوميين للشهر الثامن على التوالي، تستقبل الأسر اليمنية شهر رمضان الذي يبدو أنه سيكون مختلفاً تماماً هذا العام؛ فعدم صرف مرتبات الموظفين الحكوميين في المحافظات الشمالية أو الواقعة تحت سيطرة سلطة الأمر الواقع بصنعاء، يصاحبه ارتفاع مطرد للأسعار في جميع المواد الغذائية والغاز المنزلي، الأمر الذي يضاعف من معاناة المواطنين في تلك المناطق.
ارتفاع الأسعار وغياب الرقابة الحكومية وتدهور الخدمات وانعدامها في مناطق يمنية عدة، معاناة يتشارك فيها كل اليمنيين الذين ينتظرون انفراجة أو معجزة تنقذهم من الموت والكوارث التي باتت تتهدد حياتهم بشكل يومي.

هدنة مرتقبة

بآلام كهذه يترقب اليمنيون جهود المبعوث الأممي الخاص باليمن، إسماعيل ولد الشيخ، الذي يزور صنعاء، في إطار جولة إقليمية لإحياء المشاورات المتعثرة منذ أواخر العام الفائت، وإبرام هدنة إنسانية جديدة خلال شهر رمضان.
وقال ولد الشيخ- في حديث للصحفيين بمطار صنعاء- إنه جاء من أجل 3 قضايا، أولها تجنب حدوث عملية عسكرية في ميناء الحديدة، غربي البلاد، وتطبيق هدنة خلال شهر رمضان، والعودة لطاولة المفاوضات.
وأضاف أن القضية الثانية التي سيركز عليها هي القضـــية الإنســـانية، مع تزايد تفشـــي وباء الكوليرا ووصول حالات الاشتباه إلى أكثر من 25 ألف حالة وارتفـــاع حالـــة الوفيات، بالإضافة إلى شبح المجاعة.
وتابع أن القضية الثالثة التي سيركز عليها في زيارته هي القضية الاقتصادية، والتي تتعلق برواتب موظفي الدولة المتوقفة وأزمة البنك المركزي، مشدداً على ضرورة أن يبقى البنك مستقلاً وأن تصل الرواتب لجميع اليمنيين.

حملة لمواجهة الجوع

يذكر أن برنامج الغذاء العالمي أعلن مؤخراً عن إطلاق حملة عبر برنامجه الإلكتروني المعروف باسم «تشارك في وجبة غذائية» إذ ستكون للمساعدة في منع المجاعة في اليمن.
وقالت المنظمة الدولية في جنيف، في بيان، إن شهر رمضان يمثل فرصة روحية لكي يقوم المتبرعون بتوفير الغذاء الحيوي لمساعدة الآخرين، في الوقت الذي قال المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيسلي، إنه ومن خلال هذا التطبيق الإلكتروني يمكن للجميع في المجتمع العالمي أن يحدثوا فرقاً في حياة المحتاجين في اليمن ولكي يتم إنقاذ حياتهم.
وتدعم مساهمات الحكومات والشركات والأفراد برنامج التمويل للمنظمة الدولية عبر التطبيق الإلكتروني، وسيسمح للمستخدمين للمرة الأولى في رمضان من هذا العام باختيار المكان لإرسال تبرعاتهم إذ ستكون على رأس قائمة الدول المدرجة اليمن ولبنان.
ولفت برنامج الغذاء العالمي في بيانه إلى أن التبرع يبدأ بنصف دولار أمريكي أو أكثر للمساهمة في توفير وجبة غذائية لمحتاج، وأن تطبيق «تشارك في وجبة» ساهم مؤخراً في استجابة برنامج الغذاء العالمي لمكافحة الجوع في جنوب السودان إذ شارك المستخدمون في توفير مليون وجبة للمحتاجين في أكثر من شهر واحد، وقالت المنظمة الأممية إن الغرض من استخدام هذا التطبيق هو إشراك أكبر عدد من مستخدمي الهواتف الذكية في جهود البرنامج الرامية للقضاء على الجوع.
وأشار البرنامج إلى فوز تطبيقه بجائزة جوجل للعام 2017 وأن أكثر من 830 ألف شخص قاموا بتنزيل التطبيق وشاركوا بأكثر من 13 مليون وجبة للآلاف من الأطفال الضعفاء في الأردن وسوريا ولبنان ومالاوي والكاميرون.