ماذا بقى تحت سيطرتهم غرب المدينة؟ كم بقى من مقاتلي «داعش» بالموصل؟

مسقط – محمد البيباني

أكثر من سبعة أشهر مرت على انطلاق عملية تحرير الموصل العراقية من سيطرة تنظيم داعش والتي بدأتها القوات العراقية في أكتوبر الفائت، استعادت خلالها النصف الشرقي من المدينة في يناير الفائت، وبدأت في فبراير الفائت معارك انتزاع النصف الغربي.

اليوم وبعد هذه الشهور السبعة، يبدو أن أيام التنظيم الإرهابي بالمدينة العراقية باتت معدودة بعد تأكيدات ميدانية متعددة على أن عملية تحرير الموصل توشك أن تصل إلى غايتها بإعلان تحريرها بالكامل من جهة وبداية عمليات إعادة النازحين للأجزاء المحررة من جهة أخرى.
كم بلغت خسائر تنظيم داعش منذ بدء عملية التحرير؟ وكم بقى من مقاتليه داخل الجزء الغربي؟
وكم تبلغ المساحة التي ما زالت تحت سيطرة التنظيم بالجزء الغربي من المدينة؟

كم بقى له؟

خلال الأيام القليلة الفائتة رفعت القوات الأمنية المشتركة من زخم عملياتها ضد مسلحي «دعش» لتطهير آخر أحياء الساحل الأيمن من مدينة الموصل، من أجل إتمام النصر النهائي على التنظيم قبل حلول شهر رمضان كما وعدت القيادات العسكرية العراقية.
مناطق الساحل الأيمن من مدينة الموصل والبالغ عددها نحو 55 حياً، تمكنت القوات العراقية من تحرير 47 منها منذ بدء الصفحة الثانية من عمليات تحرير الموصل في فبراير الفائت، ولم تبق سوى سبع قرى يتحصن فيها مسلحو التنظيم الذين أغلبهم من الأجانب والعرب والقادة المحليين.
الأحياء القليلة المتبقية لدى «داعش» في الجانب الأيمن، تقع ضمن المدينة القديمة، الأمر أكده عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى، حسن سبعاوي.

كم بقى منهم؟

إلى ذلك، أماط مجلس محافظة نينوى اللثام عن أعداد عناصر داعش الموجودين في الساحل الأيمن الذين يتوزعون بين قادة وخبراء ومقاتلين من العرب والأجانب.
ونقلت وكالة «عين العراق» عن عضو مجلس نينوى، حسام العبار، القول: «بحسب المعلومات الاستخباراتية المتوفرة لدينا فإنه ما يقارب (400) إلى (450) مقاتلاً من تنظيم داعش الإرهابي يوجدون الآن في أيمن الموصل»، موضحاً أن «هذا العدد يضم قادة وخبراء ومقاتلين، كما أن نسبة الأجانب هي أكثر من 70 في المئة والباقي هم من المحليين».
وأضاف أنه «بعد قتل هؤلاء المتبقين من عناصر التنظيم فستكون مدينة الموصل خالية تماماً من الدواعش».
إلا أن العبار، رجح وجود خلايا نائمة لداعش ستعود بعد تحرير الجانب الأيمن بالكامل، والذي أوكل مهمة تطييرها على يد الأجهزة الاستخباراتية، بحسب قوله.
من جهة أخرى، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، في بيان أن قطعات الشرطة الاتحادية استكملت تحرير أهدافها المرسومة ضمن المرحلة الأولى في عمليات المحور الشمالي وتم خلالها تحرير 10 أهداف حيوية ضمنها حيا الاقتصاديين وتموز وقطعاتنا تتمركز حاليا في الحافات الجنوبية من 17 تموز تمهيدا لانطلاق معركة المرحلة الأخيرة والاندفاع باتجاه الزنجيلي وباب سنجار ودخول المدينة القديمة وتحرير جامع النوري والمنارة الحدباء.
وأضاف: «تواصل قطعات المحور الجنوبي عملياتها العسكرية الاستنزافية لدفاعات الدواعش في باب الطوب وقضيب البان وباب جديد واستهداف مقرات وثكنات إيواء الإرهابيين وتحصيناتهم في المنطقة المحيطة بجامع النوري وتدمر مسقفة لإيواء عناصر داعش في منطقة المشاهدة».

كم بلغت خسائره؟

منذ عدة أيام فائتة أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق عن حصيلة خسائر داعش منذ انطلاق عمليات التحرير وحتى يوم السادس عشر من مايو الجاري، مؤكدة مقتل 16 ألفاً و467 إرهابياً، وتحرير 89.5% من مناطق الساحل الأيمن في الموصل.
وقال المتحدث باسم القيادة العراقية المشتركة العميد يحيى رسول في مؤتمر صحفي – نقلته وسائل إعلام عراقية – «إن حصيلة قتلى داعش، بلغت 16 ألفاً و467 إرهابيا»، مؤكدا أن «الساحل الأيسر للموصل هو تحت سيطرة القوات الأمنية 100 % وعادت الحياة إلى طبيعتها».
كم بلغت خسائره النوعية؟
تم تدمير 679 مفخخة، ومعالجة 6661 عبوة ناسفة وتدمير 11 مركز قيادة لداعش، فضلا عن تفكيك 217 حزاماً ناسفاً وتدمير 47 طائرة مسيرة للتنظيم الإرهابي، إلى جانب تدمير 76 معملاً تفخيخ» وفق ما أعلنه المتحدث باسم القيادة العراقية المشتركة العميد يحيى رسول.
في سياق متصل أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية العراقية مقتل 172 قناصاً من تنظيم «داعش» الإرهابي، منذ انطلاق معركة غرب الموصل.
وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت- في بيان، أوردته قناة (العربية) الإخبارية، منذ يومين ، «إن الحصيلة القتلى الإجمالية لعمليات الشرطة الاتحادية منذ انطلاق معركة غربي الموصل 172 قناصا .. واستعادة السيطرة على 80 هدفاً وتدمير 373 عجلة مفخخة بينها 5 جرافات و321 دراجة نارية ملغمة»، مشيراً إلى إجلاء 40 ألف عائلة نازحة وإعادة 10 آلاف عائلة إلى محل سكناها، وتقديم 55 ألف سلة غذاء منذ انطلاق معركة غربي الموصل.
ولفت إلى أن القوات تمكنت من استكمال تطهير حيي الاقتصاديين و17 تموز غربي الموصل، وتدمير 13 عجلة مفخخة و9 دراجات نارية ومقرات للتنظيم ومواضع للرشاشات الاحادية.

4000 غارة جوية في شهر واحد

على صعيد كثافة الضربات التي يتلقاها التنظيم أعلنت وزارة الدفاع العراقية أن طيران الجيش العراقي شن أكثر من 4000 غارة جوية استهدفت مواقع تنظيم داعش في الموصل خلال شهر واحد.
وقال مدير إعلام الوزارة العميد تحسين إبراهيم- وفقا لقناة (العربية الحدث) الإخبارية، إن طيران الجيش نفذ أكثر من 2700 غارة جوية خلال الفترة من 11 أبريل إلى 14 مايو بجانب 1298 غارة أخرى، فضلا عن طلعات أخرى نفذها طيران القوات الجوية منها 184 طلعة قتالية ونحو 592 لنقل العتاد والسلاح وإخلاء الجرحى.
وأشار إبراهيم إلى أن الطاقم الطبي تمكن من إجراء أكثر من 15 ألف عملية جراحية حرجة لمدنيين، بينهم نساء حوامل وأطفال.