رمضان على الأبواب.. رفقاً بالمستهلك

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٣/مايو/٢٠١٧ ٠٥:١٣ ص
رمضان على الأبواب.. رفقاً بالمستهلك

ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com

شهر رمضان على الأبواب، هذا الضيف الكريم الجليل سيد الشهور دون منازع شهر الخير والبركات والنفحات الربانية، وكما هو معلوم تكثر فيه الحركة الشرائية، وهو في الواقع أمر غير محمود شرعاً لأن شهر رمضان هو شهر الخير والعبادة وفيه تضاعف الأعمال ولكنها قد تكون أنماطاً استهلاكية مجتمعية، وأحببت في هذا المقال أن أركز على دور كل من المستهلك والتاجر من جانب والهيئة العامة لحماية المستهلك من خلال دورها الرقابي من جانب آخر، سواء في شهر رمضان أو في مواسم الشراء المقبلة، وهي المعروفة للجميع أي شراء مستلزمات عيدي الفطر والأضحى وشراء احتياجات المدارس.

المستهلك

مطالب بالاعتدال في الشراء واعتبار هذا الشهر كسائر الشهور في المأكل والمشرب، كما يجب عليه أن ينوع في خياراته الشرائية بحيث لا تقتصر قائمة مشترياته على سلع من منتجات معينة في كل مرة وذلك حتى لا يقع تحت طائلة الاحتكار، بل عليه الاتجاه لشراء سلعة أخرى بالجودة نفسها وبسعر أقل، وهنا سيضرب عصفورين بحجر واحد وهو التوفير في ميزانية مشترياته وإعطاء الشركة المنتجة للسلعة درساً في عدم رفع السعر، كما يجب كذلك على المستهلك أن يكون رحيماً ببطنه فالمعدة بيت الداء، فلا يشتري ما يحتاجه وما لا يحتاجه بغرض المباهاة والمفاخرة، لأن ما يفيض عن الحاجة سيكون عرضة للتخزين وبعدها ربما يتعرض للتلف، كما يجب على المستهلك أن يحدد قائمة مشترياته قبل ذهابه للتسوق مما يوفر عليه الوقت والجهد، وأن يسعى للذهاب للتسوق مبكراً تجنباً للازدحام، وأخيراً يجب على المستهلك أن يتذكر ويعمل بقوله تعالى: “وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ”. سورة الأعراف الآية: 31.

التاجر (المزوِّد)

هو ابن هذا البلد وتهمه مصلحته ومصلحة أبناء بلده، صحيح أن الربح مهم والعائد أهم، ولكن عليه مراعاة أبناء بلده وأن يكون ربحه معقولاً وليس انتهازاً لفرصة حاجة المستهلكين للسلعة فيزيد من ثمنها دون مبرر سوى الكسب السريع، كما أن على التاجر أن يكون متعاوناً ومتساهلاً موفراً لجميع السلع والمستلزمات بأسلوب جميل وجذاب وعليه تقديمها بخدمة ممتازة، كما يجب عليه كذلك أن يكون ملماً بقوانين وأنظمة الهيئة العامة لحماية المستهلك مطبقاً لها وعاملاً بها، فلا يجب أن يقوم بتخفيضات وهمية وإعلانات غير واقعية ويرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه استغلالاً لشهر رمضان وهنا يجب تقديم الشكر لبعض التجار على تعاونهم مع هيئة حماية المستهلك فيما يتعلق بتوفير السلة الغذائية الرمضانية، فالتاجر يعدُّ حلقة مهمة في منظومة تحريك العجلة الاقتصادية في البلد متى ما أدى دوره على أكمل وجه، فبصلاح التاجر تصلح وتتحرك العملية الشرائية، وليكن شعار كل تاجر لا غلاء ولا مغالاة، من أجل أبناء بلدي.

الهيئة العامة لحماية المستهلك

لا يختلف اثنان حول عمل الهيئة وتأثيرها الواضح والملموس منذ ظهورها وكما عودتنا خلال السنوات الفائتة في شهر رمضان المبارك بالاستمرار في تشديد الرقابة على الأسواق وعدم السماح لضعاف النفوس باستغلال هذه المناسبة الدينية التي تمر علينا في السنة مرة واحدة، وذلك بتشديد الرقابة عليهم ومنعهم من رفع أسعار المواد بشكل غير مبرر وإحالة المخالفين منهم للجهات المختصة لتطبيق أشد العقوبات عليهم، وتكثيف فرق المتابعة من المفتشين لاسيما في أوقات الذروة وبشكل خاص في أماكن ومراكز المدن والأسواق الرئيسية، كما يجب على الهيئة خلال الفترة المقبلة التأكيد على المزودين والشركات بتوفير السلع الأساسية التي لا غنى عنها على مائدة الصائم، وذلك لتوفير منتجاتها بشكل مناسب وبما لا يسمح بحدوث عجز في جميع محافظات السلطنة، والسعي نحو استقرار جميع أنواع السلع وبخاصة المواشي والخضروات والفواكه. وكم هي جميلة مبادرة الهيئة بالتنسيق مع المراكز التجارية في توفير سلة رمضانية متكاملة تحوي جميع ما يحتاجه الصائم من منتجات وبسعر معقول ومناسب وهذه بشكل خاص تناسب أصحاب الدخل المحدود، والقائمين على موائد الإفطار الجماعي التي تقام بكثرة في بلدنا بلد الخير، فيجب أن يعلم الجميع أن المستهلك والتاجر والهيئة العامة لحماية المستهلك كلها أضلاع في منظومة واحدة إن تعاونت وتكاملت أضلاعها وصل الجميع لبر الأمان فلا ضرر ولا ضرار.