هل ينعم اليمنيون بالسكينة خلال شهر رمضان؟

الحدث الثلاثاء ٢٣/مايو/٢٠١٧ ٠٥:١٩ ص
هل ينعم اليمنيون بالسكينة خلال شهر رمضان؟

عدن - إبراهيم مجاهد

سجلت إحدى قرى محافظة إب -وسط اليمن- قرابة 80 حالة مصابة بوباء الكوليرا خلال أيام قليلة.

وقال مصدر محلي في المحافظة «أن الكوليرا غزا قرية «ذي عقيب» بمديرية جبلة وأصاب 80 حالة غالبيتهم من الأطفال حتى اللحظة».
وتوفيت يوم السبت حالة إصابة بالكوليرا في السجن المركزي بالمدينة وسط مخاوف من انتشار الوباء إلى 200 من نزلاء السجن وسط إهمال صحي بالسجن.
وتقول الإحصائيات المحلية في المحافظة أنه تم تسجيل (31) حالة وفاة بوباء الكوليرا في المحافظة خلال الفترة الفائتة، كما تم تسجيل (858) حالة اشتباه. حين اجتاحت الكوليرا البلاد في العام الفائت.
وفي محافظة الجوف اليمنية الواقعة في الشمال، أعلنت السلطات الحكومية، بمحافظة الجوف، يوم السبت، تسجيل أول حالة وفاة بوباء الكوليرا.
جاء ذلك على لسان مدير مكتب الصحة بالمحافظة، د. مياز اليوسفي.
وقال اليوسفي «إن الحالات المصابة بالكوليرا تجاوزت 100 حالة، لافتا إلى الإصابات في ازدياد مستمر.
ودعا اليوسفي الحكومة والمنظمات الدولية والمحلية إلى سرعة التدخل وإيصال الأدوية والمستلزمات الطبية لمواجهة الوباء، مشيرا إلى أن الإمكانيات المتوفرة محدودة، وغير كافية خاصة مع تزايد الإصابات».
و«الكوليرا» مرض معدي، يسبب «الإسهال المائي الحاد»، ينجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوثة بالبكتيريا، والعدوى قادرة على أن تودي بحياة المُصاب بها في غضون ساعات إن تُركت من دون علاج. وخلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة انتشر وباء الكوليرا في اليمن، بشكل كبير، ما أدى إلى وفاة قرابة 250 شخصا، مع وجود أكثر 20 ألف حالة يشتبه إصابتها بالوباء، وفقا لتقديرات منظمات أممية.

الكوليرا سيخرج عن

السيطرة في اليمن..

أمام هذا الانتشار السريع والمتفاقم لهذا الوباء الخطير ذهبت منظمة «أطباء بلا حدود»، إلى إطلاق تحذير شديد اللهجة، حيث حذرت المنظمة من خروج وباء الكوليرا في اليمن عن السيطرة، بعد تخطي عدد المشتبهين بالإصابة نحو 23500.

وطالبت المنظمة في بيان لها، بـ«استجابة طارئة تتناسب مع حدة إصابات الكوليرا والإسهال المائي الحاد، التي باتت تشكل مصدر قلق هائل في اليمن». وأشارت المنظمة إلى أن «تفشي الكوليرا يتزايد بسرعة كبيرة في أنحاء اليمن وتخطى عدد الحالات المشتبه بها 23500 حالة حتى يوم الجمعة».
ووفقاً للبيان، فقد تم تشخيص الوباء بالفعل في 18 محافظة من أصل 22 محافظة يمنية، وتم بالفعل تشخيص أكثر من 17,000 حالة، فيما تم علاج أكثر من 3000 مريض في محافظات عمران والحديدة وحجة والضالع وتعز وإب (وكلها تحت سيطرة الحوثيين).
وقال غسان أبو شعر، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن «إن التفشي الحالي وانتشاره السريع يدق ناقوس الخطر، في ظل نظام صحي يمني يعاني من الإرهاق، داعياً إلى «تسهيل استيراد المواد الطبية إلى البلد لأن المخزونات الحالية لن تكون كافية».

وعاود وباء الكوليرا إلى الانتشار بعد أن غادر اليمن قبل نحو 40 عاماً، نتيجة طبيعية لغياب مؤسسات الدولة، بعد اجتياحها من قبل مسلحي الحوثي أواخر سبتمبر 2014.
وقدرت منظمة الصحة العالمية في بيان لها، أن 7 ملايين و600 ألف شخص يعيشون في مناطق باليمن معرضون لخطر انتقال «الكوليرا».

حصاد مر لليمنيين..

هذه الأرقام والمؤشرات المخيفة لهذا الوباء، في أفقر بلد عربي في منطقة الشرق الأوسط، تؤكد ما ذهبت إلى العديد من المنظمات الدولية الإنسانية، التي قالت إن العام 2017 سيكون الأسوأ على اليمنيين، وهو ما يحدث فعلاً بسبب استمرار الحرب في البلاد وتدهور الوضع الإنساني وانهيار الوضع الاقتصادي والصحي معاً.. أمام هذا الوضع المتدهور، فاليمنيون باتوا يشعرون أنهم لا يعيشون لأجل الحياة وإنما لانتظار الموت إما بالسلاح أو الجوع أو الكوليرا، في ظل تجاهل تام من قبل أطراف النزاع البلاد والعالم ككل.

هدنة رمضان مشروطة..

وتأتي هذه الأنباء غير السارة من البلد الفقير في ظل وجود ضوء بسيط يطل من شقوق أمل باتت كل يوم تزداد انسداداً، ذكرت بعض وسائل الإعلام أن المبعوث الأممي لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ حصل على موافقة مبدئية من الحكومة اليمنية على هدنة إنسانية شريطة أن تلتزم بها جماعة الحوثيين وحليفها الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ومن المتوقع أن تعلن هدنة باليمن قبل حلول شهر رمضان، وفقا لجهود ولد الشيخ الذي التقى مؤخرا بالرئيس عبد ربه منصور هادي في العاصمة السعودية الرياض. وترمي هذه الهدنة إلى التخفيف من المعاناة التي يكابدها اليمنيون ورفع الحصار عن مدينة تعز (جنوب غرب اليمن)، وإيصال المساعدات والإغاثة الطبية إلى المحتاجين، وإنقاذ المرضى والمصابين، خاصة في ظل انتشار حالات الإصابة بداء الكوليرا.
وكان ولد الشيخ بدأ الأسبوع الفائت جولة بالمنطقة لحث الأطراف المتقاتلة على وقف الأعمال العسكرية، تمهيدا لجولة مشاورات سلام جديدة.