أكاديمية إيطالية تشيد باستكشاف وحفظ الآثار في السلطنة.. وهذا ما قالته

بلادنا الاثنين ٢٢/مايو/٢٠١٧ ١٨:٢٢ م
أكاديمية إيطالية تشيد باستكشاف وحفظ الآثار في السلطنة.. وهذا ما قالته

مسقط - العمانية
أشادت رئيسة البعثة الأثرية العاملة في السلطنة من جامعة بيزا الإيطالية البروفيسورة إليسندرا أفنزيني بالجهود التي توليها حكومة السلطنة ممثلة في مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية وبالجهود المبذولة في التنقيب وحفظ الأثار المكتشفة في موقع حصن سلوت الأثري بولاية بهلاء بمحافظة الداخلية ومتنزه سمهرم الأثري في محافظة ظفار.
جاء ذلك في حوار خاص مع وكالة الأنباء العمانية بيَّنت فيه البوفيسورة أن الموقعين الأثريين يعتبران كنزين للتراث الثقافي والأهمية البيئية لسلطنة عمان.
وذكرت أن الأهمية التاريخية والأثرية لموقع حصن سلوت الذي يمتد على مساحة 100 ألف متر مربع تكمن في ارتباطه المباشر مع بدايات التاريخ العماني والذي بدأ بوصول القبائل العربية إلى عُمان من مختلف مناطق الجزيرة العربية، ويرتبط الموقع بظهور نظام الأفلاج في شبة الجزيرة العُمانية.
وقد أدى هذا العمل في موقع حصن سلّوت الأثري إلى ظهور معلم بارز في المنطقة والذي يمكن للسائح زيارته وفهم طبيعته، مضيفةً أن أهمية القطع الأثرية المكتشفة فيه كالأختام والأبراج لها دلالات على عظمة الحضارة التي كانت قائمة هناك في حقبة العصر البرونزي (بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد).
كما ذكرت أن المعثورات الأخرى تدل على اتصال حضارة سلّوت بالحضارات الأخرى عن طريق الشبكات التجارية الكبيرة كحضارة وادي الأندس وإيران وبلاد الرافدين وآسيا الوسطى.
وأوضحت البروفيسورة أفنزيني أنه لا يمكن الاستهانة بالاكتشافات الأثرية في سلّوت فهي واحدة من أكثر المستوطنات دهشة في شبه الجزيرة العربية في غناها التاريخي، مبينتةً أن إنشاء متنزه أثري في الموقع سيشكل أهمية محورية لإعطاء الزوار والسياح فكرة عن أهمية تاريخ عمان العريق.
وأوضحت البروفيسورة أنه جرى ترميم جدار سمهرم وفقاً لمعايير منظمة اليونسكو، بالإضافة اكتشاف قرية أثرية في منطقة سمهرم تسمى (إنقيطات) وأن النتائج كانت مذهلة بحد تعبيرها، إذ إن الوجود الإنساني في هذه القرية يعود إلى فترة قديمة جداً وهي العصر الحجري القديم (ستين ألف سنة قبل الميلاد)، بالإضافة إلى أدلة أخرى تعود إلى أواخر العصر الحجري الحديث (ستة آلاف سنة قبل الميلاد).
وأوضحت أن تجارة اللبان الثمينة كان لها بالغ الأهمية في ازدهار هذا الموقع في تلك الحقبة لاسيما أن الاتصالات البرية والبحرية مع شمال عمان ومع بلدان البحر الأبيض المتوسط كانت معروفة في فترة الألفية الثالثة قبل الميلاد.