من يلومنا إن كرهناهم..

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٨/مايو/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص
من يلومنا إن كرهناهم..

لميس ضيف
lameesdhaif@gmail.com

لا يزال البعض يعتبر وصفه بالـعلماني أو الليبرالي «شتيمة» بدرجة ما، فكل من يبغض التطرف في قاموس البعض «علماني» مارق عن الدين. ويجهل هؤلاء أن التكفيريين المتلبسين بالدين أخطر على البشرية من.. القنبلة النووية!

ومن ينبش في الأخبار القديمة والجديدة سيجد ما يُثبت أن هؤلاء ليسوا بشراً من الأساس.. وخذوا هذا الخبر كمثال.
في سابقة من نوعها بولاية هلمند في أفغانستان أقدم قيادي بحركة طالبان على إعداد شقيقته البالغة من العمر 10 سنوات للقيام بعملية انتحارية ضد مقر الشرطة، لكن الطفلة المرعوبة بدأت بالصراخ والبكاء وحاولت نزع الحزام الناسف والفرار ولجأت للشرطة لتفكيك الحزام، بل وآثرت القبض عليها على ما ستناله من عقاب من شقيقيها ووالدها! فالطفلة تدرك أن عائلتها كلها من أنصار طالبان، وروت للشرطة -وفقا للخبر- كيف شهدت بعينها قتل شقيقها لجندي أفغاني بعد احتجازه في المنزل لأيام.. يأتي هذا في تصعيد جديد للتكفيريين والانتحاريين الذين لا يتوانون عن استغلال الأطفال في الهجمات الانتحارية. فبعد أن تيقظ الشرطة للانتحاريين لاذوا بالأطفال ليستخدموهم كسلاح لتنفيذ الهجمات على نقاط التفتيش ومراكز الشرطة، الخبر نقلته وكالة «باختر» الأفغانية والمفارقة أن تصرفا همجيا وهجينا كهذا وجد له من يبرره! فقد انبرى البعض للدفاع عن هؤلاء بالقول: ألم تطالبنا تعاليم ديننا الحنيف ببذل الغالي والنفيس في سبيل الدين؟
فيما وصفه البعض بأنه «بطل إسلامي» وكان هؤلاء قلة وسط عاصفة من الممتعضين والمستهجنين لهذا الفعل الشاذ.. في العراق يعتبر استغلال النساء في العمليات الانتحارية شيئا شائعا، فتفجير الجامعة المستنصرية الذي راح ضحيته 40 مواطنا في بغداد نفذته امرأة.. بالإضافة لتسع انتحاريات فجرن أنفسهن في محافظة ديالي.

أصدقكم القول.. أمقت هؤلاء وما يمثلونه من انعدام القيم وضياع البوصلة.. وأمقت كل من يحاول أن يجعل نفسه إلها ويصنف الناس لأهل جنة ونار.. وأمقت من يتقمص دور عزرائيل طمعا في الحور العين.

لم نخلق على هذه الأرض لنكره ولا لنسفك الدماء ونخطف الأرواح.. ما يحصل في دولنا كثير.. وكثير جدا.. وأسوأ ما فيه أنه مرتبط في العقل الثاوي للعالم بالإسلام دين التسامح والسلام الذي صار مرادفا عند الغرب للإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان.. قاتل الله الجهل والتطرف والكراهية فهم رؤوس كل بلية.