بعد انقطاع دام أكثر من 15 سنة.. عودة فلجي البريمي وصعراء إلى التدفق

بلادنا الاثنين ١٥/مايو/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص
بعد انقطاع دام أكثر من 15 سنة..
عودة فلجي البريمي وصعراء إلى التدفق

مسقط - سعيد الهاشمي

أكد مسؤولـــون ومختصون وأهالـــي ولاية البريمي أن عـــودة فلجــي صعـــراء والبريمي بمحافظة البريمي سينشط الحركة السياحية والتجارية في المنطقة وسيسهم في عودة الواحات الخضراء والمزارع في المنطقة.

وقد استبشر أهالي ولاية البريمي في وقت سابق بعودة فلجي صعراء والبريمي، بعد توقف دام أكثر من 15عاما، بجهود جبارة من قبل الأهالي والفرق التطوعية والجهات الحكومية لصيانة الفلجين.

القياسات الفنية للمياه

اختصاصي موارد المياه بمحافظة البريمي المهندس سالم بن راشد الجابري قال: بدأ دور البلدية ملاصقا لفريق الصيانة كون القياسات الفنية للمياه ضرورية جدا ومن هذه القياسات المهمة قياس الملوحة والحموضة، والتأكد أن هذا المورد مستمر وليس ماء راكدا.
وأضاف الجابري أن دلائل القياسات التي قامت بها البلدية كانت مشجعة وإيجابية لكي يستمر الفريق في العمل، كما أن قياسات تدفق المياه بالتزامن مع استمرار أعمال الصيانة من المنبع وفي الشريعة كانت لها دلالة كبيرة لمعرفة مواقع الخلل المؤدية إلى عدم تدفق المياه وأماكن انهيار الأتربة التي تعيق حركة المياه، واستمرت عملية الصيانة إلى أن اكتملت بحمد من الله وتوفيقه.

كميات المياه مشجعة
وأشار الجابري إلى أن كميات المياه مشجعة جدا قياسا إلى الوضع الحالي وناشد الأهالي الترشيد في عملية ري المزارع واستخدام طرق الري الحديثة.

من جانبها قالت العضوة السابقة بالمجلس البلدي بمحافظة البريمي شيخة بنت علي بن سعيد النعيمية إن عودة فلج صعراء لم يأت بفعل بسيط بل أتى بفضل تكاتف الجميع من الأهالي والمهنيين في الجهات الحكومية، فقد عمل فريق الصيانة بكل جهد وجد متجاوزا كل العقبات والمتاعب، وبعودة هذا الفلج عادت للمنطقة حضارتها وسمعتها الطيبة وعادة لها الأنظار من كل مكان سواء من داخل السلطنة أو خارجها، وسيؤدي ذلك إلى توافد السياح إلى المنطقة ونشاط الحركة التجارية ما يؤدي إلى تراكمات اقتصادية تعود بالنفع على جميع أفراد المجتمع.

عمل ومساندة

وأوضح عبدالله بن حمد بن سالم العزاني وهو أحد أعضاء فريق عمل الصيانة أن فلج البريمي طوله 9 كيلومترات و300 متر وكان فيه مياه في السابق، لكن الجفاف الذي ألم بالمنطقة كلها أدى إلى جفاف الفلج، لكن الجهات الحكومية قامت مشكورة بعمل سد في المنطقة، وأكرمنا الله بالأمطار فارتفع منسوب المياه في هذا السد، وفي أواخر عام 2016 لاحظنا وجود بوادر لرجوع الفلج، وقمنا بتشكيل فريق عمل لصيانته، فقمنا بالخطوة الأولى وهي جمع التبرعات من الأهالي بعدها حددنا ست خطوات لصيانة الفلج فكل مرحلة ننجز صيانة 3 كيلومترات، وقد بدأ الحفر من الغرب إلى الشرق وقمنا بتنظيف وأعمال الصيانة مرحلة تلو الأخرى، وفي المرحلة الأخيرة كانت المياه عميقة، ولكن تغلبنا على كل التحديات، ولا تزال أعمال الصيانة في مراحلها الأخيرة، كما أننا استعنا بقوى عاملة وافدة لمساعدة فريق الصيانة، كما تلقينا الدعم والمساندة من جميع المؤسسات الحكومية فقد وقف الجميع كوقفة رجل واحد في سبيل عودة الفلج، كما أن الأهالي طالبوا الجهات المعنية بتوفير أرضين (سكنية وتجارية)، لكي يتم بناؤهما وتخصيصهما دخلا ثابتا لصيانة الفلج، كما تمت مطالبة الجهات المعنية بتوفير شبكة ري حديثة تساعدنا على ترشيد المياه لكي يكون الماء متوفرا ويكفي الجميع.
وأضاف: هذه الصيانة ستستمر جيلا بعد جيل، كما أن لهذه الأفلاج بعدا حضاريا وثقافيا وتاريخيا واجتماعيا، فالزائر عندما يأتي إلى هذه المنطقة ويستشعر تكاتف الجميع لخدمة بلادهم، ويرى الواحات الخضراء كل ذلك سيصب في خدمة البلد واقتصادها وحضارتها وإن شاء الله سترجع البريمي واحة خضراء كما كانت.