أجــواء إيجــابية تستـبق اجتـمـاع فيينا وأسعار النفط في الانتظار نفط عُمان يرتفع 71 سنتاً لكنه يبقى دون مستوى الخمسين دولاراً

مؤشر الثلاثاء ٠٩/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٥٥ ص
أجــواء إيجــابية تستـبق اجتـمـاع فيينا وأسعار النفط في الانتظار

نفط عُمان يرتفع 71 سنتاً لكنه يبقى دون مستوى الخمسين دولاراً

خاص -
بدأ العد العكسي لمؤتمر فيينا النفطي المرتقب الذي يُعقد نهاية الشهر الجاري لبحث تمديد الاتفاق النفطي بين المنتجين من أوبك وخارجها، ما يعد حاجة لإعادة التوازن إلى السوق التي عانت من تخمة في المعروض لفترة طويلة.

وتشير المؤشرات المتوافرة إلى إمكانية كبيرة لتمديد الاتفاق ما يعزز الثقة بالسوق ويدعم التوازن بين العرض والطلب لاسيما مع نمو الطلب بحسب المعدلات الطبيعية السنوية، رغم ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي.

وسرعان ما تأثر الخام العُماني بالأنباء الإيجابية المستخلصة من تصريحات قادة في الدول النفطية والتي توحي بالتزام مرتقب بتمديد الاتفاق.

وارتفع سعر نفط عُمان تسليم يوليو إلى 48.68 دولار أمريكي. وأفادت بورصة دبي للطاقة أن سعر نفط عُمان شهد ارتفاعاً بلغ 71 سنتاً مقارنة بسعر يوم الجمعة الفائت الذي بلغ 47.97 دولار أمريكي.

لكن رغم هذا الارتفاع بقي نفط عُمان دون متوسط السعر الشهري الذي بلغه لمايو الجاري و51.71 دولار أمريكي. علماً أن متوسط شهر أبريل بلغ 55.12 دولار أي ما يزيد بأكثر من 10 دولارات عن السعر الوسطي المعتمد في الموازنة العامة للعام 2017.

تصريحات إيجابية

ومما ساهم في ارتفاع نفط عُمان ومعه أسعار النفط العالمية، التصريحات المتتالية لعدد من الدول المعنية مباشرة بالقطاع، إذ ويؤكد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أن أسواق النفط تستعيد توازنها بعد سنوات من تخمة المعروض، متوقعاً تمديد اتفاق قادته أوبك لخفض الإنتاج في النصف الأول من العام ليغطي 2017 بالكامل، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز».

ويقول الفالح من العاصمة الماليزية كوالالمبور: «بناءً على المشاورات التي أجريتها مع الأعضاء المشاركين أنا واثق من تمديد الاتفاق للنصف الثاني من العام وربما لما بعد ذلك». ويوضح أن هبوط الأسعار في الآونة الأخيرة يرجع إلى موسم انخفاض الطلب وأعمال صيانة مصافي النفط وكذلك نمو الإنتاج من خارج أوبك وبخاصة في الولايات المتحدة.

وكان إنتاج الولايات المتحدة من النفط أكثر من عشرة في المئة منذ منتصف 2016 إلى 9.3 مليون برميل يومياً مقترباً من مستويات إنتاج روسيا والسعودية وهما من كبار المنتجين.
ويضيف: «أعتقد أننا تجاوزنا الأسوأ حالياً في ظل مؤشرات رئيسية عديدة تظهر أن ميزان العرض والطلب يسجل عجزاً وأن السوق تتحرك صوب استعادة التوازن».

ويتوقع الفالح أيضاً نمو الطلب العالمي على النفط بمعدل يقترب من مستوى العام الفائت، ويؤكد أن نمو الطلب الصيني على النفط سيماثل مستويات العام الفائت بفعل قوة قطاع النقل في حين من المنتظر أن يسجل الطلب من الهند مستوى نمو جيداً.

تفاؤل روسي

وتأتي تصريحات الفالح بالتزامن مع تصريحات روسية تدعم التوجه لتمديد الاتفاق، إذ تؤكد المتحدثة باسم وزارة الطاقة الروسية لرويترز أن أحد الخيارات التي تبحثها روسيا ومنتجون كبار للنفط في العالم يتمثل في تمديد تخفيضات إنتاج الخام بعد 2017. وتعد روسيا أكبر منتج للنفط من خارج أوبك، وتعتبر طرفاً أساسياً في الاتفاق النفطي. وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قال بدوره، إن روسيا تؤيد تمديد تخفيضات إنتاج النفط التي ينفذها منتجون كبار لمدة أطول.
كما روسيا والسعودية، لا تبدو ماليزيا بعيدة عن هذا التوجه العام، إذ يقول الرئيس التنفيذي لشركة بتروناس الماليزية للنفط المملوكة للحكومة، إن الشركة ستدعم أي تمديد لتخفيضات إنتاج الخام التي تنفذها أوبك ومنتجون من خارج المنظمة.

ارتفاع عالمي

وكرد فعل مباشر على مجموعة التصريحات المتزامنة ارتفعت أسعار النفط أمس، إذ ارتفع خام برنت 40 سنتاً إلى 49.50 دولار للبرميل. وزاد الخام الأمريكي الخفيف 30 سنتاً إلى 46.52 دولار للبرميل. ومن المتوقع أن تستمر أسعار النفط بتعافيها في الأيام القليلة المقبلة في حال استمرت الجهود التي تُبذل من قِبل المنتجين لدعم الأسواق، فهل يمكن أن تستعيد الأسعار عافيتها وأن تخترق جدار الستين دولاراً مع نهاية العام؟