كيف يرى ترامب والعالم أيــــامــه الـمــئــة الأولــى؟

الحدث الثلاثاء ٠٢/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٣١ ص
كيف يرى ترامب والعالم أيــــامــه الـمــئــة الأولــى؟

مسقط – محمد البيباني

«100 يوم في منصب الرئيس».. عدد سحري بالنسبة للأمريكيين، إذ يُعد تقليداً ابتكره الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت، وهو الرئيس الـ32 للولايات المتحدة، في الفترة من العام 1933 حتى وفاته في العام 1945، فقد أقرّ خلال أول مئة يوم من حكمه، مجموعة تشريعات اتحادية لم تشهدها البلاد.

لا شك أن حالة الجدل حول شخص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انعكست على تقييم المئة يوم الأولى له في البيت الأبيض، ففي الوقت الذي دافع فيه الرئيس الأمريكي عن إنجازات هذه الأيام المئة، تواصل الهجوم عليه بمناسبة مرور تلك الفترة عليه سيداً للبيت الأبيض.
كيف رأى العالم بداية حقبة ترامب؟ وهل أثّرت تصريحاته المثيرة للجدل في تقييمه كرئيس لأقوى دولة في العالم؟
وهل استطاع ترامب الرئيس أن ينفذ وعود ترامب المرشح الرئاسي..
في التقرير التالي نستعرض أبعاد رؤية الصحافة الغربية لبداية حقبة ترامب ونجاحاته وإخفاقاته..

قرارات تراجع عنها

أمضى دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي رقم 45، أول 100 يوم له في سدة الحكم، أصدر خلالها عشرات القرارات التنفيذية، وعقد عدداً كبيراً من اللقاءات الداخلية والخارجية، كما أطلق العديد من الوعود التي نفذ بعضها، فيما ذهب بعضها أدراج الرياح دون تنفيذ، لتبقى مجرد وعود لم تترجم على أرض الواقع.
في هذا الصدد، نشرت شبكة «روسيا اليوم» الإخبارية، تقريراً، لعدد من الوعود التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال تلك الفترة الوجيزة من حكمه للولايات المتحدة الأمريكية، والتي لم يتم تنفيذها بعد، فقد وصفت تلك الفترة بأنها «100 يوم من تغيير المواقف».

وعود ما زالت عالقة

1 - كانت أولى وعود «ترامب»، إلغاء إصلاحات أوباما الصحية، المعروفة بـ»أوباما كير»، والواقع هنا أن إصلاحات «أوباما»، ما زالت حية، ولم يستطع «ترامب»، تمرير القانون في الكونجرس.

2 - كما وعد بأنه سيمنع دخول المهاجرين من بعض الدول الإسلامية إلى أمريكا، وقال حينها: «إنني دونالد ترامب، أطالب بوقف تام وكلي، لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة»، ولكن الواقع هنا يتمثل في خروج احتجاجات ضخمة في الولايات الأمريكية المختلفة، أدّت إلى إلغاء هذه الرغبة، كما أن المحكمة الفيدرالية أعاقت تنفيذها».
3 - في محاولة منه لحماية الأمن الأمريكي، حسبما قال في ذلك الوقت، وعد «ترامب»، ببناء جدار على الحدود مع المكسيك، وبالفعل تم إعلان مناقصة لتنفيذ المشروع، وقال- حينذاك- «هذا سيحدث، تذكروا ذلك، سنقوم ببناء جدار»، ولكن الواقع أنه لا يوجد جدار حتى الآن، كما أنه وعد بتعزيز الأمن القومي للبلاد، وقال: «على أمريكا القيام بالكثير لحماية مواطنيها خصوصاً الضحايا المحتملين للجرائم»، فيما توجه بالوقت نفسه، لتنفيذ ضربات على القاعدة الجوية في سوريا، إضافة إلى تنفيذ عمليات عسكرية في اليمن، والعراق، وأفغانستان.
4 - خلال حملته الانتخابية، وعد «ترامب»، بزج «هيلاري كلينتون» في السجن عقاباً على سوء تصرفها ببريدها الإلكتروني عند توليها وزارة الخارجية، وقال لـ»كلينتون»، خلال إحدى المناظرات، «ستكونين في السجن!»، إلا أن «كلينتون» ليست من بين كثير من المساجين في الولايات المتحدة.
5 - كذلك وعد «ترامب»، بإضفاء صفة محتكر العملة الصعبة على الصين، إذ قال في إحدى كلماته التلفزيونية: «وزير ماليتي سيعلن الصين، دولة متلاعبة بالعملة»، ولكن فيما يبدو أن الـ100 يوم الأولى من حكم الرئيس الأمريكي، هي فترة إطلاق الوعود دون تنفيذ.

التغطية على الفشل

من جانبه سلّط موقع «دويتشه فيله» الألماني، الضوء على قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد مئة يوم على توليه الرئاسة في البيت الأبيض، مشيراً إلى أن القرارات العسكرية التي اتخذها «ترامب» مؤخراً، كضرب مطار الشعيرات السوري، وضرب أفغانستان بأم القنابل، ما هي إلا وسيلة «مستهلكة» من قِبله؛ للتغطية على إخفاقاته كرئيس لأكبر دولة في العالم.
وأضاف الموقع في تقريره، أن استخدام «ترامب» أو الإدارة الأمريكية، صواريخ «توماهوك» في سوريا وأم القنابل في أفغانستان يعد بمثابة تحوّل بنسبة 180 درجة في السياسة الخارجية لترامب، مشيراً إلى أنه ينبغي التوقف عند توقيت هذين الإجراءين العسكريين من حيث دلالتهما السياسية والإعلامية وأيضاً الإستراتيجية، فهو استغل ذلك أولاً، لتعزيز صورة الرئيس الحاسم أمام مؤيديه من المحافظين، وثانياً للاستعانة بهم أمام معارضيه من الديمقراطيين وحتى بعض الجمهوريين وسط تعثر أغلب قراراته الرئاسية، وهو يكمل الأيام المئة الأولى في البيت الأبيض دون تسجيل أي مكاسب تشريعية أو سياسية مهمة.

7 من أصل 38

فيما قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نجح في تنفيذ 7 وعود فقط من أصل 38 وعداً قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية.
وأوضحت صحيفة «الإندبندنت» في تقريرها، أن الرئيس الأمريكي قبل أقل من شهر واحد من الانتخابات، وعد جمهور من المؤيدين في جيتيسبورج بنسلفانيا، أنه سينفذ كل اقتراح نص عليه في «عقده مع الناخبين الأمريكيين»، وهو خطة مدتها 100 يوم، تتضمن 38 وعداً، تهدف إلى استعادة الرخاء للاقتصاد الأمريكي والأمن والحرية للمجتمع الأمريكي كله.
ومن ضمن الوعود الذي لم ينفذها ترامب حتى الآن: تجميد التوظيف على الموظفين الاتحاديين، وتعديل دستوري لفرض حدود على أعضاء الكونجرس الأمريكي، وفرض حظر كامل على جماعات الضغط الأجنبية لجمع الأموال للانتخابات الأمريكية، وإلغاء جميع التمويل الاتحادي، وقانون نقل الأعمال إلى الخارج، وفرض التعريفة الجمركية.

ماذا يرى ترامب؟

من الطبيعي أن تختلف رؤية ترامب للمئة يوم التي قضاها رئيساً للولايات المتحدة وما عبّر عنه- في مقال له نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس الأول الأحد على موقعها الإلكتروني- فقد قال الرئيس الأمريكي «قبل مئة يوم، أديت اليمين الدستورية وأخذت على نفسي عهداً: بأننا لا ننقل السلطة السياسية فقط من طرف إلى آخر، ولكن بدلاً من ذلك ننقلها من واشنطن العاصمة ونعيدها إلى الشعب الأمريكي كافة».
وأضاف ترامب أنه «في المئة يوم الفائتة، حرصت على الوفاء بهذا الوعد- وأكثر من ذلك».
وذكر: «أنه مروراً بكل قضية وأخرى، وبتناول مجريات كل وزارة وأخرى، نحرص على إعادة هذا الوطن لشعبه مرة أخرى، فبعد عقود من تآكل الطبقة الوسطى، وفتح الحدود وتجريد جماعي للثورة وللوظائف الأمريكية، تعمل هذه الحكومة من أجل مواطني دولتنا وليس لأحد آخر».
وأشار ترامب إلى أن «التغيير بدأ بإنهاء اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ» وهي اتفاقية تضم 12 دولة كان من شأنها أن تشحن ملايين الوظائف إلى دول أخرى- على حد قوله.
واستطرد: «أن الانسحاب من هذه الاتفاقية كان مجرد بداية. فلقد فتحنا أيضاً تحقيقاً في الانتهاكات التي تحدث في ملفات التجارة الخارجية واتخذنا خطوات لحماية إنتاج الصلب الأمريكي والألمنيوم.
وفيما يتعلق بمجال الطاقة، مضى ترامب يقول: «إن التغيير كان عميقاً. فنحن ألغينا القيود المفروضة على إنتاج النفط والغاز الطبيعي والفحم النظيف».
وأضاف: «إن ما حققناه في مجال الهجرة وتطبيق القانون الجنائي ليس بالأمر التاريخي. ولكن بعد عقود من الهجرة غير القانونية التي لا نهاية لها والدخول الجماعي غير المنضبط، قمنا بتحويل المد كما لم يحدث من قبل- وانخفضت معابر الحدود غير الشرعية بنسبة 73 %».