تصوت اليوم على قرار يرفض سيادة إسرائيل على القدس «اليونيسكو».. هل تستمر في تحدي «ترامب»؟

الحدث الاثنين ٠١/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٣٧ ص
تصوت اليوم على قرار يرفض سيادة إسرائيل على القدس

«اليونيسكو».. هل تستمر في تحدي «ترامب»؟

مسقط - محمد البيباني

في الوقت الذي يمارس فيه الرئيس الأمريكي ضغوطا على الدول الأعضاء بمنظمة العلوم والتربية والثقافة التابعة للأمم المتحدة «اليونسكو»، من أجل إلغاء القرار الذي تم تبنيه من قبل باعتبار المسجد الأقصى ليس من المقدسات اليهودية، تتأهب المنظمة للتصويت اليوم على قرار آخر أشد وطأة برفض سيادة إسرائيل على القدس.

تأتي هذه التطورات قبل أسابيع من زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي لإسرائيل مقررة خلال النصف الثاني من الشهر، يبدو أن القدس ستكون على مائدة الزيارة وستطالها مباحثات خلال تلك الزيارة.
ماذا يمكن أن تسفر عنه تلك الزيارة بشأن القدس؟ وماذا يمكن أن يسفر عنه تصويت اليونسكو بشأنها اليوم؟ وما هو موقف ترامب من تلك الخطوة ؟ وأخيراً ما تأثير التصويت إذا ما قررت المنظمة رفض السيادة الإسرائيلية عليها؟

رفض سيادة إسرائيل على القدس

ذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن منظمة اليونسكو ستصوت على طلب الفلسطينيين أن إسرائيل لا تتمتع بالسيادة في القدس اليوم الاثنين، عشية يوم الاستقلال في إسرائيل، لافتة إلى أن اليونسكو أقدمت على قرارات استثنائية عدة في ميولها المعادية لإسرائيل، لكن مشروع القرار الجديد سيتفوق على الجميع. وكتب في مشروع القرار أن «كل نشاط تقوم به إسرائيل، القوة المحتلة، لفرض قوانينها وسلطتها في القدس، يعتبر غير قانوني وغير ساري المفعول»، كما يطلب القرار المصادقة على قرارات سابقة ضد إسرائيل في موضوع القدس.

وأوضحت الصحيفة أنه في البند السادس، مثلاً، يدعو مشروع القرار إلى الاعتراف بكل القرارات الـ18 التي اتخذت في السابق ضد إسرائيل، خاصة القرار الذي يحدد أن الحرم القدسي هو مكان مقدس للمسلمين دون الإشارة إلى قدسيته لليهود، كما يتضمن المطالبة بالإعلان عن قبور الآباء في الخليل وقبر راحيل في بيت لحم، أنها أماكن مقدسة للمسلمين فقط.
ويعمل سفير إسرائيل لدى اليونسكو كرمل شاما هكوهين، على تفكيك التحالف الذي عمل معه الطرف الفلسطيني من أجل تمرير القرار.

ترامب واليونيسكو

منذ أيام قليلة فائتة كشفت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي، النقاب عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمارس ضغوطا على الدول الأعضاء بمنظمة العلوم والتربية والثقافة التابعة للأمم المتحدة «اليونسكو»، من أجل عرقلة القرار الذي تم تبنيه من قبل باعتبار المسجد الأقصى ليس من المقدسات اليهودية.

ونقلت القناة عن مصادر لها في واشنطن، أن هذه الضغوط تسبق تصويت الأمم المتحدة على القرار الذي تبنته «اليونسكو» هذا الأسبوع ليكون قرارا ملزما لإسرائيل.
وأوضحت القناة، أن سفراء الولايات المتحدة في الدول الأعضاء باليونسكو يمارسون ضغوطا بتكليف من الخارجية الأمريكية بهدف التصويت لإحباط القرار ضد إسرائيل.
وكانت منظمة «اليونسكو» قد تبنت في أكتوبر الفائت قراراً بناء على تصويت الأعضاء على أن المسجد الأقصى وحائط البراق ليسا من ضمن «المقدسات اليهودية» في القدس، وحينها صوتت الولايات المتحدة ضد القرار من أصل 58 دولة. وأكدت القناة، على أن تبني الأمم المتحدة قرار «اليونسكو» سيؤدي إلى عرقلة مساعي السلام التي تقوم بها الولايات المتحدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

زيارة مهمة

ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن إسرائيل والولايات المتحدة تقومان باتصالات حالية للترتيب لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شهر مايو المقبل لتل أبيب.

وقالت الصحيفة إن وفدا أمريكيا رفيع المستوى زار تل أبيب الخميس الفائت، للتنسيق حول الزيارة التي ستكون في النصف الثاني من شهر مايو المقبل، إذ ستكون الزيارة الأولى له منذ توليه الرئاسة الأمريكية في 20 يناير الفائت.
وأوضحت الصحيفة أن الزيارة جاءت تلبية لدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لترامب والتي وجهها له عندما قام بزيارة البيت الأبيض في شهر فبراير الفائت. وسيلتقي ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي في مكتبه بالقدس لعقد جلسة مباحثات وسيلتقي الرئيس الإسرائيلي رؤفين ريبلين كما سيزور النصب التذكاري لضحايا النازيين وغيرها من الأماكن في إسرائيل.

القدس بين ترامب ونتنياهو

من جانبها، ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن ينقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وذلك بناء على «معلومات خاصة» قالت الصحيفة إنها حصلت عليها من الطرفين الإسرائيلي والأمريكي.
وكتبت «معاريف» أن الرئيس الأمريكي «سيعوّض» الإسرائيليين بخطاب يعترف فيه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبعد أسبوعين من زيارته سيمضي على الاتفاق الذي يقضي بتأجيل نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.
وقرار نقل السفارة إلى القدس وافق عليه الكونجرس، إلا أن الرؤساء استمروا بتأجيله، وهو على الأرجح ما سيحصل مع ترامب. في إسرائيل يتم تباحث فكرة أكثر عمقاً، وهي أن يتم «التنازل» لترامب ووقف الضغط عليه في قضية السفارة ونقلها، ولكن الحصول على رسالة ضمانات أمريكية تضمن بقاء سلطة إسرائيل على الجولان المحتل، وتشبه الرسالة ورقة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش لرئيس الحكومة الإسرائيلية حينها أرئيل شارون حول الكتل الاستيطانية في العام 2004. وقال مصدر رفيع المستوى للصحيفة: إن «نقل السفارة الأمريكية للقدس هي خطوة رمزية لن يتلوها اعتراف أمريكي أن القدس المحتلة تتبع لإسرائيل». وأضاف المصدر أن «الاعتراف باستمرار الوجود الإسرائيلي في الجولان هو خطوة دبلوماسية مهمة جداً، ولها قاعدة داعمة ولكن ما زالت إسرائيل لا تملك قاعدة داعمة كافية لهذه الخطوة». وبحسب الصحيفة، فقد بات واضحاً «السبب الذي يدفع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى تأخير استمرار البناء الاستيطاني الذي أعلنته حكومته قبل أشهر، وهو التجهيزات لزيارة الرئيس الأمريكي التي يـــريد لها نتنياهو أن تنجح».

مطالبات أمريكية

في تطور ذي صلة ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أنه في خطوة نادرة من التعاون بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في مجلس الشيوخ الأمريكي، وقع 100 نائب من أعضاء المجلس، على رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتريش، يطالبونه فيها بالعمل ضد جدول العمل المعادي لإسرائيل في الهيئة الدولية، على حد قولهم. وكتب أعضاء المجلس، في رسالتهم للأمم المتحدة، إنه رغم اختلاف مواقف الطرفين في قضايا كثيرة، إلا أنهم موحدون في طموحهم لرؤية الأمم المتحدة تحسن من تعاملها مع إسرائيل.
وأوضحت الرسالة أن الولايات المتحدة هي المانحة الأكبر للأمم المتحدة، ومن حقها أن تحتج على نهج الأمم المتحدة ضد إسرائيل. وقال النواب الأمريكيون في الرسالة: «نطالب بعدم التمييز ضد إسرائيل ومساواتها في المعاملة مثل باقي الدول الأعضاء، وإننا ملتزمون التزاما عميقا بتعزيز قضايا حقوق الإنسان، لكن استمرار الهجوم ضد إسرائيل في مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة وهيئات ثانية تابعة للمنظمة غير مقبولة».
وأضاف نواب الكونجرس الأمريكي: «من حقنا أن نطالب بهذا التغيير مع العلم أن الولايات المتحدة هي المانحة الأكبر للأمم المتحدة». وعلى الفور، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الشكر للنواب الأمريكيين كاتبا على صفحة الحكومة الإسرائيلية بموقع «الفيسبوك»: «أتوجه بالشكر للـ100 سناتور الأمريكي لوقوفهم إلى جانب إسرائيل».