«بصيرة الصين» تختار المنحوتة العُمانية «الحــرف العــربي» للفنــان أحمد جعبوب

مزاج الاثنين ٠١/مايو/٢٠١٧ ٠٤:١٣ ص
«بصيرة الصين» تختار المنحوتة العُمانية «الحــرف العــربي» للفنــان أحمد جعبوب

صلالة -
تصدرت منحوتة الخط العربي للفنان التشكيلي العماني أحمد بن مهدي جعبوب خمسة أعمال اختيرت كأعمال فائزة في الدورة الثانية من الفعالية التشكيلية الدولية «بصيرة الصين» من بين أعمال 12 نحاتا ونحاتة ذوي خبرة مثلوا 10 دول عربية هي: سلطنة عمان، ومصر، وسوريا، ولبنان، والسودان، والكويت، والأردن، وتونس، والجزائر، والمغرب.

هذا الإنجاز وضع منحوتة «الحرف العربي» للفنان التشكيلي والنحات أحمد جعبوب في صدارة خمسة أعمال اختيرت في ملتقى الصين والتي ستكبر إلى حدود الأمتار الثمانية، منحوتة حازت لتكون معلما فنيا ضمن أعمال أخرى منتقاة للمدينة ولحديقة الصداقة الصينية العربية في مدينة ينتشوان الصينية. عمل نحتي حمل عصارة الانتماء والحب للغة العربية والاعتزاز بها ويظهر حب النحات لهذا الوطن الغالي الذي أخرج لنا الكثير من المبدعين ممن شرفوا الوطن بمشاركاتهم، أحمد مهدي حقق مركز الصدارة ضمن خمسة أعمال اختيرت لتبقى معلما في الصين، وهي رسالة حب وسلام وتآخي للعالم ضمن رسائل هذا الوطن الغالي والذي شعاره السلام والحب والانفتاح على الغير.

رمزاً للصداقة

البداية كان سؤالنا عن مشاركته وكيف جاء اختياره لتمثيل السلطنة يقول أحمد جعبوب: حللت ضيفاً على الصين كمشارك في الحلقة الدولية العربية للنحت في دورتها الثانية، لمصلحة مشروع حديقة الصداقة الصينية - العربية، والتي أنشئت لتكون رمزا للصداقة والتعايش وتطوير العلاقات الثقافية بين الصين والدول العربية، ولتتزين الحديقة بأعمال نحتية عربية، بأحجام تصل إلى عشرة أمتار. بعد أن جرى اختياري للمشاركة وقبول أعمالي من قبل اللجنة المنظمة بالصين أدركت تماما أهمية المسؤولية التي تقع على عاتقي لتمثيل السلطنة خير تمثيل وخاصة علمي بوجود نخبة منتقاة من النحاتين والنحاتات العرب في هذا الملتقى فكان هاجس التحدي وإثبات الذات من الدوافع المعززة لبذل المزيد من الجهد والتركيز والإبداع النحتي.
وفور وصولي بفترة قصيرة بدأت بالعمل اليدوي للمنحوتات المصغرة التي سيعتمد عليها في عملية اختيار الخامات للمنحوتة بحيث تتكامل كل هذه المكونات والخامات لتتناسب والارتفاع الذي سيتجاوز الأمتار في حالة تصنيف وقبول العمل وهذا ما جرى والحمد لله.

ويضيف: رغم تحقيقي لهذا الإنجاز وفرحتي، إلا أن ما شدني في هذا الملتقى هو ما قدم من تجارب وأعمال فنية في غاية الإتقان النحتي، قدمها صينيون وعرب ومدى حرص الجميع تقديم أجمل ما لديهم من أعمال نحتية، وهذا كان أيضا دافعا للإصرار والعزيمة لتحقيق الهدف وليس المشاركة والاطلاع على التجارب والخبرات فقط.

أما عن المشاركة وإضافتها له يقول التشكيلي أحمد بن مهدي جعبوب: ما لفت انتباهي في هذه المشاركة هو عظم الاهتمام والمتابعة من قبل الجهة المنظمة وحرصهم اليومي على متابعة الأعمال المشاركة، ويمكن أن أقول هنا بضرورة الاهتمام والمتابعة للنحات والفنان التشكيلي في السلطنة وما لهذا الفن والأعمال من دور في إبراز ثقافة وحضارة أي بلد والسلطنة لها تاريخها العريق وثقافة منبع لكل إبداع ورمز لكل عمل نحتي، وهنا أتمنى التركيز على هذه النقطة وما سوف يقدمه النحات والفنان التشكيلي العماني من رسالة في ملتقى تلك التجمعات العالمية. ويقول: كانت المشاركة قوية جدا مع وجود مشاركين أصحاب خبرة وأعمار سنية كبيرة لديهم التخصص في مجال النحت، وبعضهم أساتذة في الجامعات ولهم سجل نحتي جدير بالتقدير والثقة، أيضا وجود لجان التقييم المصاحبة، ووجود تصويت من قبل سكان المدينة على الأعمال المشاركة والمنحوتات، ولله الحمد مثلت السلطنة خير تمثيل، وبذلت ما بوسعي لتحقيق المطلوب من المشاركة وهو حصولي على مركز متقدم ضمن اختيار عملي ليبقى في الصين ضمن المنحوتات العالمية المتنوعة التي ستختار للمدينة.

تفاصيل

أما عن تفاصيل هذه العمل النحتي فيقول أحمد: قبل ذهابي للصين كانت الفكرة موجودة لدي وهي التركيز على نحت الحرف العربي وتحديدا حرف الطاء والتشكيلات الحروفية له على قاعدة العمل من الخلف وعلى أطراف قاعدة المنحوتة، ورغم أن اختياري لفكرة المنحوتة كان يكتنفها الكثير من الصعوبة النحتية والدقة إلا أنها كانت الفكرة الرئيسية التي اتخذت القرار بشأنها، والبداية الفعلية للعمل من خلال نموذج من الطين والجبس وتم صبه في قالب جبسي ثم يتم صب مادة الفايبر عليه. بعد ذلك مرحلة التلوين وقد اخترت اللون الأبيض لأنه لون السلام، وأصعب ما واجهني في هذه المراحلة هي صب مادة الفايبر بحكم أن المواد المستخدمة ضارة إلى حد ما وتحتاج المزيد من الحذر في التعامل والتركيز والدقة لإظهار العمل والمنحوتة بالشكل الذي تم تحديده في المرحلة الأولى من العمل.
أما عن سبب اختياره الحرف العربي ليكون المنحوتة التي ستشارك بها في هذا التجمع النحتي فيقول: هدفي الأساسي لاختيار الحرف العربي ليكون عنوان وجسد منحوتتي هو حرصي أن يكون الحرف العربي موجود في الصين، وإيصال رسالة مفادها أن لغة الضاد موجودة وباقية وأن اللغة العربية وحروفها هي الوعاء الذي احتضن عبر قرون طويلة هويتنا الإسلامية، وهذه الحروف العربية ترجمت لنا النفوذ والسلطة والعلم والشعر والفن والأدب عبر حقب وعقود تاريخية مشرقة، امتدت وانتشرت لتصل أطراف الصين وشطآن المحيط الهادي وأدغال أفريقيا.
وحروف اللغة العربية تحمل في ثنياها تاريخ شعوب وحضارات وأعراق مختلفة يوحدها هذا الحرف العربي باختلاف ثقافاتها ولهجاتها ولغتنا العربية هي ذاكرة أمتنا وهويتنا، فرأيت أن مساهمتي في هذا المحفل بالحرف العربي هو شرف لي ولقناعتي الشخصية بحبي ووفائي له.
هل توقعت اختيار عملك وهو منحوتة الحرف العربي ليكون ضمن الأعمال المختارة لتكون من معالم مدينة ينتشوان؟ يقول التشكيلي أحمد بن مهدي جعبوب: قناعتي الشخصية وحرصي على تمثيل السلطنة تمثيلا مشرفا كان هدفي الأساسي وكذلك حبي وشغفي بالحرف العربي كان العامل المعزز لتحقيق الهدف وإبراز هوية لغتنا العربية في هذا المحفل، وعندما أنجزت العمل كان المشرفون على الملتقى قد أبدوا إعجابهم بالعمل، حتى أن البروفيسور في النحت أبدى إعجابه الشديد بالمنحوتة عند اكتمالها. ومتابعتهم لعملي والتركيز عليه كان مؤشرا إيجابيا ودافعا لمزيد من الإتقان والجهد في المنحوتة.