مؤتمر جنيف لا يوقف الحرب لكن يؤجل موت اليمنيين!

الحدث الأحد ٣٠/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٢١ ص

عدن - إبراهيم مجاهد

يبدو أن موت طفل يمني كل عشر دقائق بسبب الجوع أو المرض لم يكن كافياً لرفع منسوب الإنسانية لدى ممثلي الدول الذين حضروا مؤخراً إلى جنيف للمشاركة في مؤتمر «تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن»، الذي دعت إليه الأمم المتحدة وذلك للحد من تدهور الأوضاع الإنسانية. فمَن شاركوا في هذا المؤتمر اكتفوا بإعلان الأرقام التي ستتبرع بها كل دولة لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن، الأمر الذي يعطي الشعب اليمني رسالة مؤلمة مفادها أن الحرب ما زالت طويلة ولا توجد نية حقيقية للمجتمع الدولي والمحيط الإقليمي للعمل على إيقافها، فقد ذهب المشاركون في هذا المؤتمر إلى جمع الأموال فقط ولم يذهبوا لإيقاف السبب الحقيقي الذي جعل ثلثي سكان هذا البلد الفقير مهددين بالموت جوعاً، رغم علم جميع من اجتمعوا في جنيف أن الحرب التي جرّت 17 مليون يمني إلى العيش تحت خط الفقر، ما يقارب 7 ملايين منهم على حافة المجاعة، هي السبب الحقيقي لأكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم كما قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية. فبدلاً من أن يحشدوا تلك الطاقات لإيقاف الحرب في أفقر بلد في منطقة الشرق الأوسط، حشدوها لجمع المال بهدف تقديم مساعدات إنسانية لإيقاف المعاناة الإنسانية في اليمن، إلّا أنها في الحقيقة لن تتوقف طالما أن الحرب لم تتوقف بعد.

وفي السياق فقد أعلنت عدد من دول العالم، تقديمها قرابة (بليون دولار)، لمساعدة اليمن إنسانياً، وفي بداية مؤتمر الاستجابة الإنسانية لليمن الذي عقدته الأمم المتحدة يومي الثلاثاء والأربعاء في مدينة جنيف السويسرية أعلنت السعودية تقديم 150 مليون دولار إضافية.

وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية التبرع بـ75 مليون دولار للأعمال الإنسانية وأعمال والإغاثة في اليمن.
كما أعلنت بريطانيا التبرع بـ139 مليون جنيه استرليني للأعمال الإنسانية في البلاد، وأعلنت الصين تقديم 60 مليون دولار إضافية، وبلجيكا أعلنت التبرع بـ10 ملايين يورو، وإيطاليا أعلنت التبرع بـ5 ملايين يورو، وأعلنت كوريا الجنوبية تقديم 4 ملايين دولار للأعمال الإنسانية في اليمن.

من جانبه أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن تعهدات المانحين لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن قد بلغت في المؤتمر الدولي رفيع المستوى لدعم اليمن (الثلاثاء) 1.1 بليون دولار من إجمالي 2.1 بليون دولار طلبتها الأمم المتحدة في نداء الاستجابة للوفاء بالاحتياجات الإنسانية حتى نهاية العام الجاري. وقال جوتيريش- في لقاء صحفي- إن ما تحقق في المؤتمر هو مؤشر إيجابي للغاية وإنجاز يعكس تضامناً دولياً كبيراً مع الشعب اليمني، مشيراً إلى أنه إذا كان النصف قد تحقق في أبريل، فهذا يعني أنه سيمكن الوصول إلى التمويل المطلوب للاستجابة الإنسانية، وسيتحقق الهدف لهذا العام.

وأضاف أن الأهم هو توجيه هذا التمويل إلى المحتاجين في اليمن في القطاعات الإنسانية المختلفة، بخاصة في ظل الأزمة الإنسانية الكبيرة التي يعاني منها الشعب جرّاء النزاع، لافتاً إلى أن المطلوب هو تسهيلات الوصول إلى المتضررين في كل أنحاء اليمن، مشدداً على أن هذا الوصول والسماح به من قواعد القانون الإنساني الدولي ويجب الالتزام به.
وتابع جوتيريش أن الحل للأزمة في اليمن ليس حلاً إنسانياً، لكنه حل سياسي، داعياً إلى بذل الجهود الدبلوماسية كافة من أجل التوصل إلى وقف للأعمال العدائية بأقصى سرعة ممكنة، على أن يحدد اليمنيون مستقبل بلادهم بأنفسهم.
وخلّفت الحرب في اليمن معاناة إنسانية كبيرة مع انتشار حالات سوء التغذية بين الأطفال بسبب نقص الإمدادات.