إنجاز استثنائي للحارثي وعمان لسباقات السيارات في «مونزا» الإيطالية

الجماهير الأربعاء ٢٦/أبريل/٢٠١٧ ١٨:٣٩ م
إنجاز استثنائي للحارثي وعمان لسباقات السيارات في «مونزا» الإيطالية

رسالة ميلان: من الموفد الإعلامي ممتاز البلوشي

إنجاز تاريخي عُماني في رياضة المحرّكات سُجِّل بأحرف من ذهب في سجلات حلبة مونزا الإيطالية العريقة، عندما عُزف السلام السلطاني في الحلبة بمناسبة فوز فريق عُمان لسباقات السيارات بقيادة البطل العُماني أحمد الحارثي وزميله بالفريق جوني ادام بالمركز الأول لسباق بلانك بان الأوروبي للتحمّل في جولته الأولى هذا الموسم وسط حضور جماهيري غفير اصطفوا على جنبات وأمام منصة التتويج في هذه الحلبة الشهيرة، والتي تبلغ مسافتها ما يقارب الستة كيلومترات متوزعة على منحنيات عدة وزوايا ضيّقة ومسارات طويلة.

وسجل الثنائي أحمد الحارثي وجوني ادام زمناً بلغ 3 ساعات و25 دقيقة و30 ثانية فاصل 571 جزءاً من ألف من الثانية بسرعة وسطية بلغت 158 كيلومتراً بالساعة ولحوالي 87 لفة حول مضمار الحلبة الشهيرة ومتقدماً بفارق ثانيتين عن ملاحقه المباشر من فريق كياسي على متن سيارة فيراري، فقد جاء هذا الفوز بعد عناء وتعب ومشقة عندما دخل السباق ما يقارب 53 سيارة من الطرازات والشركات المصنّعة المختلفة للظفر باللقب الأول للعام الجاري، لكن الفريق العُماني والذي انطلق من المركز الأول في فئة البرو أم عند بداية السباق في نقطة الانطلاقة واجه صعوبات كثيرة أثناء السباق نظراً لشدة المنافسة بين الأسماء الكبيرة الموجودة في هذا السباق لحين حسمه للقب وكذلك درجات الحرارة والضغط داخل السيارة.

قصة الفوز والنجاح

في بداية السباق جلس المتسابق المتألق أحمد الحارثي خلف مقود السيارة استون مارتن فانتاج جي تي 3، والتي تحمل الرقم 97، إذ كان عليه قيادة السيارة لمدة ساعتين متتاليتين بحسب قوانين البطولة، ومن ثم عليه تسليم السيارة للمتسابق الآخر جوني ادام، بينما دخلت معظم الفرق المشاركة في السباق بثلاثة سائقين لتوزيع الأدوار بينهم لقيادة السيارة لمدة ساعة واحدة فقط لكل سائق.

الفريق العُماني والذي حدد إستراتيجية معيّنة قبل السباق نظراً لوجود سائقيْن فقط بالفريق، قدّم عطاءً كبيراً أثناء مجريات السباق، فاستطاع المتسابق أحمد الحارثي رغم الإرهاق والضغوطات التي واجهها من المتسابقين الآخرين والقيادة لمدة ساعتين متتاليتين، أن يحافظ على هدوء الأعصاب والتركيز طوال مدة الساعتين رغم فقده لمركز أو مركزين بعد الساعة الأولى وكان عليه تحمّل مزيد من الضغط بعد مرور الساعة الأولى من السباق، وكعادته وبعزيمته المعهودة والقوية تمكن من إيصال السيارة إلى نقطة الصيانة وهو في المركز الثاني وتسليمها للمتسابق جوني ادام والذي دخل الحلبة وهو في المركز الثاني، ولم يتمكن ادام من تجاوز المتسابق صاحب الصدارة إلا في الدقائق الأربع الأخيرة من السباق وسط تصفيق حار وفرحة من الفريق الفني بقيادة توم فيرر وباقي الحضور من الداعمين والشركات الرعاية إضافة إلى المتابعين عن كثب لمجريات السباق، محققاً بذلك فوزاً تاريخياً يسجل في دفاتر وسجلات حلبة مونزا كأول فوز عربي وعُماني بالمركز الأول وعزف السلام السلطاني بالحلبة.

**media[655272,655273,655274]**
إنجاز للتاريخ

عقب ختام السباق، واحتفال الفريق العُماني بهذا الإنجاز التاريخي لرياضة السيارات العُمانية والذي لم يسبق تسجيله على حلبات أوروبا بخاصة حلبة مونزا الإيطالية العالمية الشهيرة، فقد وقف الثنائي العُماني أحمد الحارثي والأسكتلندي جوني ادام من عمان لسباقات السيارات على منصة التتويج وتم عزف السلام السلطاني العُماني ورفع العلم العُماني عالياً لأول مرة في حلبة مونزا وسط حضور مئات المشجعين والإعلاميين والشركات الرعاية وجمهور غفير من عشاق رياضة السيارات وعبر بث مباشر إلى دول العالم المختلفة، إذ تم نقل الحدث من قِبل قنوات رياضية عالمية عدة على مستوى أوروبا.

التأهيلات الأولية

كعادتها في جميع السباقات توجد هناك تأهيلات غير رسمية أو ما يسمى التأهيلات الأولية وهي تعتبر تجربة لتأهيلات رسمية تُقام في نفس يوم التأهيلات أو قبل التأهيلات الرسمية بيوم واحد، فقد أُقيمت هذه المرة التأهيلات الأولية قبل الرسمية على حلبة مونزا الإيطالية الشهيرة بيوم واحد من السباق الرسمي، وتمكن فيه الفريق العُماني من احتلال المركز الثاني وهو مؤشر جيّد على استعداد المتسابقين على تسجيل زمن أفضل في التأهيلات الرسمية للسباق وسجل الفريق العُماني زمناً بلغ 1 دقيقة و48 ثانية فاصل 883 جزءاً من ألف من الثانية محتلاً المركز الثاني خلف سيارة أودي التابعة للألماني هاس.

التأهيلات الرسمية

قسمت التأهيلات الرسمية والتي جرت في الفترة الصباحية في يوم السباق نفسه، إلى 3 فترات إذ يدخل كل سائق من السائقين الثلاثة لمدة 15 دقيقة لتسجيل أفضل زمن ويُحسب الزمن الأسرع للفريق، ونظراً لوجود سائقين فقط في الفريق العُماني وهما أحمد الحارثي وجوني ادام فإن الفريق دخل التأهيلات الثانية والثالثة فقط ولم يسجل حضوراً في التأهيلات الأولى وتم احتساب تأهيلات جوني ادام كونه هو من يقوم دائماً بالدخول في تسجيل أرقام التأهيلات الرسمية.

عمان لسباقات السيارات سجل زمناً بلغ 1 دقيقة و27 ثانية فاصل 807 أجزاء من ألف من الثانية محققاً المركز الأول في الفئة برو ام ومسجلاً التوقيت السابع بين 53 سيارة دخلت التأهيلات الرسمية بغيت الحصول على مراكز المقدمة عند انطلاق السيارات من نقطة الانطلاقة الأولى في موعد السباق الرسمي.

فرحة الانتصار

بعد فوز عمان لسباقات السيارات المدعوم من وزارة الشؤون الرياضية والطيران العُماني والبنك الوطني العُماني وبر الجصة وعمانتل وأمواج، بالمركز الأول وتتويجه وللمرة الأولى بمركز المقدمة في بطولة عالمية كبطولة بلانك بان الأوروبية للتحمّل، فقد سادت فرحة عارمة وسط وبين جنبات الفريق العُماني من متسابقين وفريق فني ومتابعين وشركات راعية حاضرة للحدث وبعض أفراد الأسرة والأصدقاء الذين حضروا خصيصاً لمتابعة السباق الافتتاحي للبطولة، فقد ارتسمت على شفاه الجميع ابتسامة عريضة عقب وصول سيارة الفريق لخط النهاية بعد إكمالها لـ87 دورة حول المضمار وهتف الجميع بالسلام السلطاني عند إذاعته في المنصة.

إهداء للمقام السامي

وحول هذا الفوز الاستثنائي والتاريخي يقول البطل العُماني أحمد الحارثي: «لا شيء يوصف بعد هذا الفوز، فأشكر الله وأحمده حمداً كثيراً أن وفقنا لاعتلاء منصة التتويج بالمركز الأول، وهذا الفوز أهديه إلى المقام السامي لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- باني نهضتنا المباركة وراعي الشباب الأول على دعمه اللامحدود للرياضة في السلطنة، كما أهدي هذا الفوز إلى فئات المجتمع العُماني والمقيمين على أرض هذا الوطن الغالي كافة، وأقدّم شكري وامتناني لجميع الداعمين والشركات والرعاة الذين وقفوا معي هذا العام وأهديهم هذا الفوز، وإن شاء الله إلى مزيد من الإنجازات والبطولات هذا العام، وأتمنى أن يكون الفريق ونتائجه عند حسن ظن الجميع، وهذه بداية خير لنا جميعاً».

وأضاف الحارثي: «لقد حققنا الحلم في الفوز في واحد من أكبر وأصعب السباقات على مستوى أوروبا، وهذا الفوز هو دليل بأننا على الطريق الصحيح هذا الموسم وهي بداية قوية لموسم طويل بالنسبة لنا، فهناك سباقات عدة قوية مقبلة ونتوقع أن تُعيد الفرق المشاركة حساباتها بعد هذا الحساب وتقوم بإجراء تعديلات عدة بالسيارات والعمل على سيناريوهات عدة في السباقات اللاحقة. كما أثبتنا للجميع أن تغيير الجهاز الفني المساند يعتبر مفيداً في بعض الأحيان وهذا هو الدليل فقد قدّم الفريق الفني الجديد تي إف خدمة مناسبة للفريق وقام بتجهيز السيارة بالصورة المناسبة لمتطلبات السائقين ونحن سعداء بالتعاون مع الفريق، وأنا من طرفي أقدم التحية لزميلي جوني ادام على أدائه المميّز في الساعة الأخيرة من السباق وإنهائه السباق بالمركز الأول في اللحظات الأخيرة من السباق».
وأكد الحارثي على ضرورة العمل على وضع إستراتيجية الفوز من الآن في السباق المقبل في مدة أقل من شهر على أرضية حلبة سلفرستون البريطانية وهي بلد سيارة استون مارتن إذ ستكون المنافسة على أشدها هناك؛ نظراً لوجود عدد كبير من المتسابقين الكبار بالإضافة إلى المساندة التي سنتلقاها من الجمهور الإنجليزي المساند لسيارة استون مارتن».

سعيد للغاية

الأسكتلندي جوني ادام زميل أحمد الحارثي بالفريق والذي يعتبر واحداً من أسرع السائقين في البطولة، وصف السباق بالرائع رغم صعوبته، فقال: «أنا مسرور جداً بما تحقق من إنجاز للفريق، فقد كانت السيارة في قمة عطائها وقام الفريق الفني بعمل مميّز لتجهيز السيارة بالصورة التي أردناها نحن السائقون، والشكر للمدير الفني للفريق توم فيرر على جهوده، كما أشكر زميلي أحمد الحارثي الذي تحمّل عبء قيادة السيارة لساعتين متتاليتين وهو ليس بالأمر السهل، ولكن أداءه كان مميزاً كالعادة وهو يبرهن أنه سائق مثالي يتطور من سباق لآخر وما زال لديه الكثير ليقدمه للجمهور ومتابعيه في السباقات المقبلة، وأهدي الفوز للجميع هناك في عُمان وأن متفائل بنتيجة السباق المقبل على أرضنا في بريطانيا».

السيارة مميّزة

أما مدير فريق تي إف، البريطاني توم فيرر، والذي يقوم بالإشراف على صيانة وتجهيز سيارة استون مارتن فانتاج جي تي 3 والتي تحمل الرقم 97، فقد أثنى على الجهود التي قام بها المتسابقان أحمد الحارثي وجوني ادام لتوصيل الفريق إلى منصة التتويج في أول مشاركة له مع الفريق العُماني، وقال: «في البداية أشكر الثنائي على القيادة الموفقة وتحقيقهما حلم الحضور على منصة التتويج بالمركز الأول. لقد قمنا بواجبنا على أفضل صورة وفي الحقيقة كانت السيارة في يومها، ولم يكن هناك ما يعكر صفو الجميع؛ فأداء السيارة كان مثالياً وقدم السائقان سباقاً مشهوداً وهما يستحقان الفوز بعد هذا التعب والعناء والمنافسة الصعبة والشرسة حتى الرمق الأخير من السباق والذي استمر لثلاث ساعات ونصف الساعة تقريباً مع احتساب وقت دخول سيارات السلامة والرافعات لأرضية المضمار».

الحضور والتغطية

حضر وتابع السباق ولمدة يومين بعض أفراد الأسرة والأهل للمتسابق أحمد الحارثي إضافة إلى مندوبي الشركات الراعية والداعمة للفريق العُماني، فقد حضر التأهيلات والسباق المتسابق العُماني الشاب الفيصل الزبير لمتابعة الحدث واكتساب المزيد من الخبرة في مثل هذه الفعاليات والسباقات الطويلة والخاصة بالتحمّل بالإضافة إلى مدير التسويق في وزارة الشؤون الرياضية أحمد بن فيصل الجهضمي وكذلك مدير التوزيع لعطورات أمواج في ميلان ومدير مبيعات الشركة والراعي للفريق لهذا العام ومتابعة مباشرة ونقل حي لأحداث السباق والتأهيلات كافة من قِبل قناة «الشبيبة» العُمانية بوجود إيناس الشيادية من القناة.

الجولة المقبلة

حلبة سلفرستون البريطانية الشهيرة شمال العاصمة لندن ستكون مسرحاً للجولة الثانية من بطولة بلانك بان الأوروبية للتحمّل يومي السبت والأحد 13 و14 مايو المقبل، إذ من المتوقع أن تشهد الجولة تحدياً قوياً بين السيارات المشاركة كون الفرق قد عرفت قدرات المتسابقين الآخرين من الفرق المشاركة في البطولة، لذلك ستعمل على تغيير إستراتيجياتها والعمل على وضع خطط وخيارات جديدة للوصول إلى منصات التتويج في السباقات المقبلة على حلبة سلفرستون البريطانية وحلبة بول ريكارد بفرنسا وحلبة سبا فرانكو شامب في بلجيكا وحلبة كتالونيا ببرشلونة الإسبانية.