التدريب وانعكاسه على أداء الموظف

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٦/أبريل/٢٠١٧ ١٤:٢١ م
التدريب وانعكاسه

على أداء الموظف

تُعد القوى العاملة في أي شركة أو مؤسسة هي المحرك الأساسي في عملية الإنتاج، وبالتالي تحتاج إلى تجديد وتطوير، وهذا بلا شك يأتي عن طريق تزويدها بالأساليب الحديثة والمتطورة التي تعمل على زيادة الأداء وصقل المهارات. وإذا كانت المؤسسات تسعى بصفة عامة إلى تحقيق أهدافها ونشاطاتها عن طريق الأداء الصحيح فإن هذا الأداء لن يتأتى إلا عن طريق التدريب الذي يكون مبنياً على أساس من التخطيط السليم والتنفيذ المنظم والمتابعة المستمرة. وأن تدريب العاملين وصقل مهاراتهم ينعكس بشكل إيجابي على الأداء ويحسن من إنتاجية الشركة وفي زيادة مبيعاتها، ويرفع من كفاءة الموظفين، الأمر الذي يساعدهم في إنجاز العمل بأقل وقت وجهد، وتأديته على أفضل وجه ممكن، وتقليل أيضا من التكاليف، بالإضافة إلى تعزيز ميزة الشركة التنافسية في السوق. ويعد اهتمام الشركة بالعملية التدريبية جزءاً من تحفيز الموظفين ويزيد من مهاراتهم ومعلوماتهم التي تساعد في تحقيق أهدافهم وقدراتهم، كما أن للتدريب دوراً رئيسياً في تعديل السلوك والاتجاهات، وذلك بما يكتسبه الفرد من أفكار جديدة تجعله يغير سلوكه نحو الأفضل.

لذا فإن التدريب يعد استثماراً إيجابياً إذا وجّه توجيهاً سليماً يتفق مع الأهداف والسياسات المرسومة للشركة، والتي تعد بمثابة عجلة التقدم الدافعة للأداء الصحيح من قبل العاملين وفقاً للمعايير المبنية على القدرات الحقيقية التي لها أثر واضح على أرض الواقع الميداني. وتكمن أهمية الدورات التدريبية في رفع كفاءة العامل، وجعله فاعلاً في مجال عمله ومجتمعه وتكسبه ثقافات جديدة، وتصقل مواهبه وتمكنه من تقديم أفضل ما عنده، وإذا نظرنا للدول المتقدمة نجدها تولي أهمية كبيرة لتلكم الدورات، فلا يمكن للموظف أن يجتاز الترقيات والدرجات العليا إلا بعد خضوعه لعدد من الدورات التي تؤهله للمنصب، فالموظف الطموح الراغب في التغيير هو من يدرك أهمية هذه الدورات ويحرص على المشاركة فيها.
فمن الأهمية بمكان أن تعتمد الشركات في القطاع الخاص الدورات التدريبية لتطوير موظفيها وتحقيق أهدافها في النمو والتطوير، لتتواكب مع مجالات العمل الحديثة والمهارات المطلوبة، ولكن في ذات الوقت ينبغي أن لا يكون التدريب عشوائياً لا يستفيد الموظف من خلاله ولا المؤسسة منه، ويزيد من حجم النفقات. وأخيراً إن الدورات التدريبية مهمة للموظف، ولكن المطلوب إقناعه بذلك، فبعض الموظفين ما زالوا غير مدركين بأهميتها لأنها لا تطبق في الواقع العملي، وبالتالي نأمل في هذا الجانب ضرورة تقييم الموظف أولاً، ومن ثم تحديد نقاط القوة والضعف والتي يتم على أساسها تحديد نوعية الدورات التي يحتاجها، حتى لا تصبح الدورات المقدمة مجرد سد فراغ، بحيث تكون العملية منظمة، وفق الاحتياجات الفعلية للموظف والشركة، وأن تكون الدورة في نطاق عمل الموظف، حتى يستطيع بعدها رفع مستوى أدائه، ويساهم في رفع الإنتاجية بكفاءة واقتدار.. فالتدريب أصبح ضرورة وليس حاجة ترفيهية.