معاليه في «الباص»!

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٦/أبريل/٢٠١٧ ٠٥:٠٨ ص
معاليه في «الباص»!

محمد بن سيف الرحبي

قلنا له: اخرج من مكتبك لترى الواقع، وحينــمــا فـعــل اتهــمناه بـ«سوء نيته»، وقلنا إنه يريــد «التباهي» و«فلاشات» عدسات التصوير..

يا معالي الوزير زيارتك للمشروع مجرد «شو» لن يخدعنا، وتصويرك لنفسك وأنت تستقل حافلة النقل العام التي تدعمه وزارتك من أجل شتى منافع للناس لم نر في الخطوة جديدا، حيث عقولنا معلقة بالصور الآتية من خارج الديار، فما يأتون به مثالي ونكرر «أين نحن منه؟!».. وما تقوم به، أنت وغيرك من أصحاب المعالي، لا يخدم.. إلا مصالحكم.
حينما نشر صورته ليوضح أنه يختبر الخدمات بنفسه، وأنه غير مجبر على ذلك مع وجود المرسيدس الفاخرة، والسائق المطيع، وكوبون الوقود المجاني، نظرنا للحدث بزاوية من العين، فلن نعدم وسيلة لنستصغر ما يقوم به، طالبناه أن يمنع الحرارة عن الواقفين بانتظار الحافلة، أن يكيّف البلد، وأن يجعل من الجميع «مرتاحين»، فلا يفترض أن يوجد شقي في بلادنا، حيث على السعادة واجب الرفرفة على رؤوس الجميع، مع أن خالقهم، القادر على كل شيء، والذي رحمته وسعت كل شيء، لم يجعل خلقه متساوين، حيث فروقات المال والسعادة والراحة والصحة وغيرها ضمن سياقات الحياة الطبيعية، على امتدادات الزمان، وامتداد المكان.. إنما نتوقع أن يكون دور الحكومة، ممثلة بالوزراء وكبار المسؤولين، فعل ذلك!!
يصعب علينا (والأمر ليس للتعميم، لا فيما سبق، ولا فيما سيلحق) أن نرى ميزة في مسؤولينا، حيث لا نريد منهم إلا عدم خذلان نظرتنا المستصغرة لكل شأن يفعلوه، حتى أكاد أخشى بأن رد الفعل (عبر وسائل التواصل الاجتماعي) سيحدث رد فعل (مواز) لدى المسؤول حينما يشعر بأن خطوته (الإيجابية) ينظر إليها بسلبية تخرجها من مضمونها الأساسي، بدلا من الدفع به لمزيد منها، ومن الصعب تجاهل الجانب النفسي لدى الإنسان، وزيرا كان أو مراسلا، وهو يتلقى وابل الاتهامات، مع أنه فعــل «واجــبا» ليــس محاسبا عليه لو لم يقم به.
أجزم أن دورنا الدفع بالآخرين لمغادرة مكاتبهم.. أن يشعر الوزير «نفسه» بأن هناك من يزور «وزارته» ليرى دورة العمل وقدرتها على «ضبط» الالتزام (كما رأيت بيان المطالبة به موقعا من وزير الديوان) من أعلى الهرم في المبنى إلى أصغر موظف، وأن تشعر المديريات الحكومية في جميع المحافظات بأن «المدير» الذاهب لشراء سمك أو عزاء جاره يتوقع زيارة وكيل الوزارة إن لم يكن الوزير..
نتطلع أن نرى وزير الإسكان يستمع للمراجعين في إحدى مديريات وزارته، وأن يدخل وزير الصحة على المنتظرين أمام باب طبيب يتعامل معهم كطالبي صدقات، وأن يتناول وزير التنمية الاجتماعية غداءه مع أسرة من الأسر المحسوبة على «الضمان».. وووو.
حسنا، نعرب عن إعجابنا بوزيري النقل والسياحة، فتنقلاتهما للوقوف على المشاريع تدفعنا للتفاؤل، إنما هناك ممارسات ترفع منسوب التشاؤم، حيث «الترهل» واضح للعيان، ونشارك به جميعا، كما ندعم مشروع المحسوبية تحت بند «تعرف حد؟».
نعم، اخرجوا من مكاتبكم، لتسمعونا، فما تأتيكم به دوائر «الإعلام والعلاقات العامة» لا يعني أن كل شيء «تمام التمام»!