القاهرة والرياض على طريق التلاقي

الحدث الأحد ٢٣/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص
القاهرة والرياض على طريق التلاقي

القاهرة- خالد البحيري

يحل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم ضيفاً على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في زيارة تستغرق يومين يجري خلالها زعيما البلدين مباحثات موسعة على مستوى القمة فضلا عن لقاءات تجمع الوفد المصري المكون من عدة وزراء بنظرائهم في المملكة.

وتأتي الزيارة التي تستضيفها العاصمة الرياض تلبية لدعوة وجهها الملك سلمان للرئيس السيسي على هامش لقاء جمعهما في القمة العربية التي عقدت نهاية شهر مارس بمنتج البحر الميت في الأردن.
وتكتسب الزيارة أهمية استثنائية كونها جاءت بعد عدة شهور من الفتور في العلاقات بين البلدين، فضلاً عن الظروف الصعبة التي تمر بها مصر نتيجة توغل الإرهابيين في شبه جزيرة سيناء وانتقال بعض العناصر الجهادية الخطرة لتنفيذ عمليات نوعية في أكثر من محافظة مصرية منها الغربية والإسكندرية وجنوب سيناء التي شهدت خلال الأسبوعين الفائتين تفجير كنيستين واستهداف تمركز أمينا بالقرب من دير سانت كاترين.
وبرغم المحاولات المستمرة لإضعاف العلاقة بين الشقيقين إلا أنهما بحكمة القيادتين أحبطا أية مخططات تصب في اتجاه الفرقة، ووقفت المملكة موقفاً مشرفاً مع مصر سواء عبر الدعم المادي والمعنوي أو ضخ مزيد من الاستثمار لإنهاء حالة التصلب التي تعاني منها شرايين الاقتصاد المصري.

التوافق لحل الخلاف

الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى قال في اتصال هاتفي: «العلاقات المصرية السعودية يجب أن تكون مرتبة ووثيقة ومنظمة لصالح العرب جميعاً ولصالح المنطقة، وأي توتر في العلاقات بينهما يدفع ثمنه العرب أيضا».

وأضاف: يجب أن نحصر أسباب الخلاف، لنحل ما يمكن حله بالتوافق، وما يمكن تأجيله أو إزالته من الأساس، فالمنطقة أمام العديد من التحديات منها ما هو متعلق بإيران وتركيا، أو القيادة الأمريكية الجديدة، فضلا عن التحدي الروسي، الأمر الذي يستوجب التوافق حول رؤى عربية يتم بلورتها والاتفاق حولها.

عمق العلاقات

الرئيس السابق لمجلس الشؤون الخارجية المصري السفير عبد الرؤوف الريدي قال: تأتي زيارة الرئيس السيسي للرياض اليوم لتؤكد على عمق العلاقات بين البلدين، وأنهما قادرتان على تجاوز نقاط الخلاف، وما حدث خلال الفترة الفائتة لا يعدو كونه «سحابة صيف»، إذ لا يمكن اختزال العلاقات الممتدة منذ مئات السنين في اختلاف أو تباين الرؤى السياسية.

وأضاف: خلال الفترة الفائتة كانت العلاقة دافئة أيضا وهناك تبادل وتنسيق في الآراء بين الدولتين باعتبارهما صمام الأمن والأمان للمنطقة العربية ككل، والاستثمارات السعودية في مصر في تنامٍ مستمر، والتواصل الثقافي والاجتماعي، وغيره من المجالات على أعلى مستوى، ولا يكاد يمر أسبوع إلا ويلتقي مسؤولون من كلا البلدين للتباحث والتشاور حول أمور مشتركة.
وتابع: تبقى العلاقات المصرية السعودية متجذرة وضاربة في عمق التاريخ، فالدولتان بمثابة جناحي طائر للأمة العربية لا يمكن لأحدهما أن يحلق دون مساعدة الآخر، وتفرض الظروف الإقليمية والدولية وتوغل الإرهاب في مناطق متعددة من العالم العربي ضرورة تجاوز الخلاف وتوسيع نقاط الاتفاق لرأب أي صدع، وهو المنطلق تغلبه الآن القاهرة والرياض.

مصالح مشتركة

عضو مجلس النواب الإعلامي مصطفى بكري قال إن برنامج الزيارة سيكون حافلاً بالنقاشات حول العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والمصالح المشتركة، فضلا عن ملفات السياسية الخارجة بالمنطقة العربية وعلى رأسها تطورات الملف اليمني، والسعي باتجاه حل سياسي، وكذلك الملف السوري، والتهديدات الإيرانية للأمن القومي العربي، فضلا عن ليبيا والعراق.

وتابع: تتميز العلاقات بين القاهرة والرياض بالقوة والاستمرارية للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، فهما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي كما أن التشابه في التوجهات بين السياستين المصرية والسعودية يؤدي إلي التقارب إزاء العديد من المشاكل والقضايا الدولية والقضايا العربية والإسلامية.
واختتم بالقول: تداخلت أبعاد العلاقات الاقتصادية والسياسية عقب ثورة 30 يونيو فأعلن خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز رفض التدخل الدولي في الشأن الداخلي المصري، وعلى نفس الخطى كان الدعم واضحاً من قبل جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز.