تقرير إخباري نساء وأطفال اليمن فصول معاناة تكتبها آلة الحرب يومياً

الحدث الأحد ٢٣/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص

عدن - إبراهيم مجاهد
لا يكاد يمر يوم في أفقر دولة في منطقة الشرق الأوسط، إلّا وثمة مئات بل آلاف من قصص المعاناة التي تمر بها المرأة اليمنية التي تعد الشريحة الأكثر نزيفاً جرّاء الحرب التي تشهدها اليمن منذ أكثر من عامين تسببت في مقتل الآلاف من المدنيين وجرح عشرات الآلاف أيضاً، بينهم الكثير من النساء.

فما أن تشرق شمس يوم جديد إلّا وتبدأ معه فصول جديدة وعديدة في مجلدات معاناة المرأة اليمنية، التي كتبت حروفها آلة الحرب باحتراف، مخلِّفة في نفوس ملايين اليمنيات ليس الوجع والخوف فحسب، فمعركة الجوع والبحث عن مصدر رزق، بعد توقف صرف مرتبات موظفي الحكومة اليمنية في معظم المحافظات اليمنية منذ ستة أشهر، تُعد المعركة الأكثر ألماً وجرح غائر قد لا يندمل قريباً؛ فلا مؤشرات لتوقف الحرب عما قريب.

خطر الموت جوعاً

تقول «أ. ع» من صنعاء وهي أم لولد وبنت أعمارهما تتراوح بين الـ»18- 16» عاماً، إنها اضطرت من شهر أكتوبر من العام الفائت للعمل لدى معمل خياطة طوال ساعات النهار مقابل أجر زهيد قد يصل إلى «100» دولار أمريكي، كمرتب تتقاضاه آخر كل شهر، لتوفر لقمة عيش كريمة لها ولولديها وأم زوجها المتوفي، التي تدهورت حالتها الصحية مؤخراً بشكل كبير نتيجة تدهور خدمات أو شبه انعدام خدمات القطاع الصحي في البلد. وتروي «أ. ع» لـ»الشبيبة» معاناتها وأسرته جراء توقف صرف مرتبات الموظفين الحكوميين والمتقاعدين في اليمن، فراتب زوجها التقاعدي الذي لا يصل إلى «130» دولاراً أمريكياً، كان يغطي شيئاً لا بأس به من احتياجاتهم اليومية من غذاء وماء ومتطلبات العيش البسيط، إلى جانب ما كانت تجنيه من أجر مقابل خياطة ملابس النساء من منزلها لمَن يأتين إليها، وكلاهما توقفا، فراتب زوجها المتوفي توقف منذ أشهر، وتدهور القدرة الشرائية لدى ملايين اليمنيين نتيجة الشلل الاقتصادي بسبب النزاع المسلح الذي تشهده البلد فعزفت كثير من النساء عن شراء الأقمشة والذهاب إليها كي تخيطها لهن؛ ما اضطرها للعمل لدى أحد معامل الخياطة بصنعاء مقابل أجر زهيد يقيها وأولادها وعمتها، خطر الموت جوعاً.

تضحية قد تفقدها الحياة

وتضيف أن تدهور حالتها الصحية مؤخراً قد يضطرها لترك العمل، إلّا أنها تخشى أن تفقد هذا الدخل الزهيد رغم أن الأطباء نصحوها بضرورة إجراء عملية جراحية لاستئصال ورم خبيث ظهر مؤخراً في جسدها، ولكونها لا تمتلك إجراء هذه العملية وباتت المستشفيات الحكومية لا تقدم الخدمات الصحية لحالة كهذه، تكتفي «أ. ع» بأخذ مسكنات وتواصل كفاحها من أجل أسرتها الصغير، من خلال مواصلة العمل لساعات طويلة قد يفقدها حياتها- لا سمح الله.

«أ. ع» ليست الوحيدة التي تمر بظروف ومعاناة قاسية كهذه، فهناك عشرات الآلاف من النساء اليمنيات يدفعن فاتورة باهظة لحرب مجنونة لم يكن لهن فيها خيار أو قرار إلّا أنهن وجدن أنفسهن مجبرات على تحمّل تبعات هذا الصراع بكل عنفوانه.

أطفال بلا غذاء ولا تعليم

أما أطفال اليمن الذين بات ملايين منهم مهددون بخطر المجاعة ويعانون من سوء التغذية، فلم تقتصر معاناتهم على انعدام المأكل والمشرب والمسكن الآمن، فتقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن 4.5 مليون طفل يمني قد لا يستكملون عامهم الدراسي بسبب الأزمة الاقتصادية في البلاد.

وحذّرت الأمم المتحدة من أن الحرب المستمرة منذ عامين في اليمن قد تحرم جيلاً من الأطفال من التعليم مما يجعلهم أكثر عرضة للزواج المبكر أو التجنيد للقتال في الصراع الذي راح ضحيته عشرة آلاف شخص على الأقل.

وقالت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) باليمن ميرتشيل ريلانو، في مؤتمر صحفي بالعاصمة صنعاء عُقِد مؤخراً، إن عدم دفع الرواتب لشهور أثّر على ثلاثة أرباع المعلمين في البلد الفقير مما يعني أن ما يصل إلى 4.5 مليون طفل قد لا يستكملون عامهم الدراسي.

التجنيد والزواج المبكر

وأضافت: لدينا في الوقت الحالي أكثر من 166 ألف معلم لم يتلقوا راتباً منذ أكتوبر العام الفائت. ويمثل هذا تقريباً 73 في المئة من العدد الإجمالي للمعلمين في البلاد.

وتابعت: هؤلاء الأطفال الذين لا يذهبون للمدرسة عرضة لخطر التجنيد أو تصبح البنات عرضة للزواج المبكر.