هذا هو السر وراء تغيير "ترامب" لوعوده

الحدث السبت ٢٢/أبريل/٢٠١٧ ١٨:٥٤ م
هذا هو السر وراء تغيير "ترامب" لوعوده

برلين – ش
قامت صحيفة "دي تسايت" الألمانية بتحليل التغيير المفاجئ الذي طرأ على سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخارجية، مشيرة إلى أن "ترامب" بدأ حملته الانتخابية بصورة متطرفة إلى حد ما ألا أن الواقع السياسي دفعه إلى تعديل مواقفه والتماشي مع سياسة الإدارة الأمريكية مع الدول الأخرى.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها، أن دونالد ترامب بدأ حملته الانتخابية بشكل هجومي وعدواني إلى حد كبير، لافتة النظر إلى أن هذه المواقف المتطرفة لاقت استحسان عدد من أنصار ترامب، الذي رأوا في وعوده عودة بأمريكا للريادة العالمية، إذ وعد "ترامب" أنصاره بتصعيد الخطاب تجاه الصين ومراجعة الاتفاقيات التجارية بما يتفق مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب البعد ببلاده عن التدخلات العسكرية، كما تعهد "ترامب" برفع الدعم عن حلف الناتو، مبرراً أن لا فائدة من هذا الحلف على أرض الواقع.
وتابعت الصحيفة، أنه برغم من أن مواقف "ترامب" بدأت غير اعتيادية، إلا أن السياسة الخارجية الأمريكية تبدو إلى حد الآن تقليدية، فقد وجه المسؤولون الأمريكيون رسالة سلام لدول حلف الناتو؛ مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية متضامنة معهم، كما أعرب ترامب خلال لقائه بنظيره الصيني، شي جين بينج، عن استعداد بلاده للتخلي عن سياسة استعراض القوة، وقد كان الرئيس الأمريكي خلال اللقاء ودوداً ومتفاهماً إلى حد كبير.
وأرجعت الصحيفة، أن تغيير مواقف الرئيس الأمريكي هو مجاراة للواقع السياسي ليس أكثر، فقد سار "ترامب" على نهج أسلافه من الرؤساء السابقين، كما أن تخلي ترامب عن "خطاباته" العدائية بمجرد وصوله إلى السلطة، يوضح لنا أنه اكتشف أن الواقع السياسي معقد بشكل يفوق توقعاته، بالإضافة إلى أن المعارضة الشديدة التي لقيها "ترامب" بشأن بعض القرارات التي اتخذها، على غرار منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، دفعته إلى تعديل مواقفه الهجومية.
وأشار التقرير، إلى التغييرات الفعلية التي حدثت، فعلى المستوى العسكري ضرب "ترامب" بوعوده الانتخابية عرض الحائط إذ شنت واشنطن هجوماً على مطار الشعيرات في سوريا عقب مجزرة "خان شيخون" الكيميائية، التي راح ضحيتها مئات الأطفال السوريين، بالإضافة إلى ذلك، استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأسبوع الفائت أقوى قنبلة غير نووية في أفغانستان تُعرف باسم "أم القنابل"، موجهة بذلك تحذيراً إلى كل خصومها ما دفع وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيرسلون، بتعليق على ذلك قائلاً: "إن هذه الهجمات تعكس سياسة أمريكية أكثر هجوماً".
بينما اختتمت الصحيفة تقريرها، بأن التغيير المفاجئ الذي طال السياسة الخارجية الأمريكية لا يعكس وعي الرئيس الأمريكي بالواقع السياسي، بل يدل على أن هذا الرجل لا يستقر على رأي، إذ إنه قادر على تغيير مواقفه في وقت قصير، وبالتالي، إن دل ذلك على شيء، فإنه يدل على أن ترامب عاجز عن اتخاذ مواقف حاسمة، مضيفة أن آخر شخص يجلس معه- ترامب- يأخذ رأيه فهو شخصية "ليست لها كلمة".