قرية إندونيسية لا تدفن موتاها وتعاملهم كأحياء!

مزاج السبت ٢٢/أبريل/٢٠١٧ ١٦:١٠ م
قرية إندونيسية لا تدفن موتاها وتعاملهم كأحياء!

دبي - ش
في قرية توراجان بإندونيسيا لا تنقطع صلة الأحياء بالأموات؛ إذ ثمة طقوس متوارثة جيلاً بعد جيل، تتعلق بإبقاء الأموات بلا دفنٍ لفترة طويلة من الزمن، والأمر يتعلق بما لدى الميت من أموال تبقيهِ دون دفن!
بعد أن يموت الشخص في القرية، يظل الاعتقاد بأنه لم يمت إنما هو مريض، يعاني من علة ما فصلته عن العالم الخارجي، فأمر التشييع والجنازات عندهم قد يستغرق كل العمر، بحسب العربية نت.
لكن في واقع الأمر فإن بقاء الميت بين الأحياء قد يتعلق في أغلب الأحيان بما يدخره من مال في حياته يكفي لتسيير أموره بعد الموت، وشراء متطلباته، وبعدها يمكن أن تقطع الصلة به.
هذا الطقس يخالف أغلب الطقوس في العالم، إذ إنه بمجرد موت الإنسان تنقطع الصلة به ويؤخذ إلى المدفن أو القبر، ليبعد تماماً عن عالم الأحياء.

غرفة منفصلة واهتمام
في توراجان من العادي جداً أن يظل الشخص في بيت العائلة ولسنين قد تمتد كثيراً، بحيث يرافقهم- اسمياً- دون أن يتحرّك له ساكن.
ولا يعتبر الشخص ميتاً بالمعنى الحقيقي عند القرية، إلا بعد أن يتم دفنه نهائياً، إذ يظل الاعتقاد أنه مريض وقد يُشفى.
وللاحتفاظ بالجثة يتم حقنها بمادة حافظة تُعرف باسم "الفورمولين" لمنعها من التحلل، ويتم توفير غرفة في المنزل للميت لكي يعيش فيها.
وعادة يقوم الأقارب بإحضار الطعام والدخان للميت في غرفته مرتين في اليوم، كما يتم غسل الجثة روتينياً، وتغيير الملابس، كما يترك وعاء لقضاء الحاجة في ركن من الغرفة.
ويتم التحدث مع الجثة كما لو أن صاحبها حي، ويقدم لها الضيوف، ويتم طرح الأسئلة عليها حتى لو لم تكن من إجابة مسموعة.

الخوف من الأرواح
لا يترك الميت وحده لفترة طويلة، وتكون الغرفة مشتعلة الإضاءة دائماً، فالاعتقاد أن الظلام سيجعل الأرواح تدخل إلى المكان فتعمل على التسبب في حالة من الاستياء والمتاعب للميت.
ويعتبر طقس الجنازات عند التوراجان أمراً مليئاً بالتفاصيل قد يستمر لسنة، إذ يأتي الأقارب من جميع أنحاء العالم، ويتم الذبح والتضحية بعدد كبير من البهائم.

تجاوز الأحزان ببطء
كما سبقت الإشارة فإن بقاء الميت مع أهله غالباً ما تحكمه الظروف الاقتصادية، وتقول امرأة تدعى ماماك ليزا، إنها احتفظت بجثة والدها لمدة 12 سنة.
وتقول إن الاحتفاظ به لفترة طويلة مكنها من تجاوز الألم؛ لأن الدفن السريع يعني حزناً مضاعفاً لسرعة الفقدان، فالإنسان يحتاج إلى بعض الوقت لكي يتعامل مع الأحزان ويتجاوزها.