تعرف على العوامل التي ساعدت على اختيار السلطنة لاستضافة تجربة محاكاة العيش في المريخ

بلادنا الخميس ٢٠/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٥٥ ص
تعرف على العوامل التي ساعدت على اختيار السلطنة لاستضافة تجربة محاكاة العيش في المريخ

مسقط - سعيد الهاشمي

أشارت الجمعية الفلكية العمانية إلى أن منتدى الفضاء النمساوي أعلن عن فوز السلطنة باستضافة تجربة محاكاة العيش في المريخ في فبراير 2018.

نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس اللجنة التوجيهية لتجربة محاكاة العيش في المريخ المكرم الشيخ د.الخطاب بن غالب الهنائي بارك للسلطنة هذا الفوز، وقال: سيأتي فريق من النمسا وسيقومون خلال فترة مكوثهم في السلطنة بإجراء تجارب محاكاة لكيفية العيش في المريخ.

وأكد د.الهنائي لـ «الشبيبة» أن هناك مجموعة عوامل ساعدت على اختيار السلطنة لاستضافة هذه التجارب منها التنوع الجغرافي، والتضاريس المتباينة من منطقة إلى أخرى، بالإضافة إلى السمعة الطيبة عن السلطنة وإنجازات النهضة المباركة، وكذلك التوجهات المتزايدة في مجال البحوث والدراسات.
وأضاف الهنائي أن الفريق النمساوي أعجب، عند زيارته للسلطنة، بالبنية الأساسية الموجودة فيها، والخدمات المختلفة المـــــتوفرة كالخــــــدمات الصحية على سبيل المثال، بالإضافة إلى أن المنتدى النمساوي عندما زار السلطنة وجد المكان المناسب الذي يتلاءم مع متطلبات التجربة وهي وجود منطقة ذات تضاريس متنوعة جــــــغرافيا وجيولوجيا وخلوها من الشــــــجيرات والنباتات بشكل عام.
وعن الاستفادة العملية للسلطنة من هذه التجارب أكد الهنائي أن هناك مكاسب متنوعة لفوز السلطنة بهذه الاستضافة أولها أن المنتدى النمساوي من خلال هذه التجارب التي سيقيمها قدم دعوة عالمية لمختلف الجهات الأكاديمية والبحثية لتقديم تجارب مخصصة للعيش بكوكب المريخ، كما ستكون هناك زيارة للطلاب المتفوقين لموقع التجربة والتعرف عن كثب على بدلات الفضاء التي يتم اختبارها واللقاء برواد الفضاء المدربين والمؤهلين للقيام بهذه المهام فضلا عن تعريف شريحة كبيرة جدا من المجتمع العماني بهذه التجارب وأهميتها، وأيضا من المكاسب العلمية الإشادة بدور السلطنة في دعم البحوث والدراسات العالمية والفــــــضائية، وهذا من شأنه أيضا أن يوطد التعاون البناء في هذه القضايا مستقبلا.

كما سيتم إبراز إسهام السلطنة في المحافل الدولية، وهذه التجربة فرصة لإثارة الفضول الشباب العماني وتطلعاتهم المستقبلية، وسيكون حافزا لهم للإبداع والتفكير بالمستجدات الفضائية.

وعن المتطلبات الواجب توفيرها في السلطنة لهذه التجارب أكد الهنائي أن السلطنة ممثلة بالجمعية الفلكية العمانية وعدد من الجهات الرسمية الحكومية والخاصة مستعدة لاستضافة التجربة وستتكاتف مع بعضها البعض لتقديم الدعم اللوجستي والتصاريح الإدارية والموافقات الرسمية، وستقوم باستضافة هذه التجربة ورواد الفضاء الذين سيشاركون فيها لقرابة شهر مطلع العام المقبل، وستسهل مهامهم من ناحية التواصل بين موقع التجربة ومركز العمليات في النمسا، وبإذن الله ستكون تجربة ناجحة وستشكل صورة مشرفة للتعاون العالمي البناء في المجالات الفضائية.
وتوضيحا لمفهوم محاكاة العيش على الكوكب الأحمر المريخ قال نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس اللجنة التوجيهية لتجارب محاكاة العيش بالمريخ: إن محاكاة العيش على الكوكب الأحمر هي مجموعة من التجارب التي تقوم بها عدة مؤسسات منها المنتدى النمساوي للفضاء، وهذه التجارب هي من باب التحضير المبكر والاستعداد المسبق لاستكشاف بيئات المريخ واختبار جاهزية الأجهزة، مضيفا أن أهمية هذه الخطوة تأتي من التطلعات المستقبلية بإرسال رواد فضاء إلى كوكب المريخ للمستقبل القريب، وعلى ضوء التشابه بين كوكب المريخ وكوكب الأرض والفوارق بينهما في الغلاف الجوي والتضاريس، لذلك فإن نجاح تلك المهمات المستقبلية يتطلب تطوير وتصميم بدلات فضاء مخصصة تتعامل مع بيئة المريخ ومناسبة مع الظروف السائدة لذلك الكوكب، وبدأ صنع هذه البدلات منذ سنين وجزء من خطة التطوير والتصنيع والتحسين في الأداء لهذه الأجهزة هو إجراء تجارب مشابهة هنا على كوكب الأرض لاختبار هذه المعدات وكفاءتها ومقدار حمايتها لرواد الفضاء.

يضاف إلى ما تقدم إمكانية القيام بتجارب مختلفة، وكذلك اختبار الأنظمة البيولوجية وأجهزة دعم الحياة الموجودة في هذه البدلات الفضائية، فضلا عن قدرة هذه الأجهزة على توفير بيئة تسمح لرواد الفضاء بالعيش في المريخ لأسابيع إن لم يكن لأشهر، فبيئة المريخ وإن كانت تشبه الأرض في بعض ملامحها إلا أنها تختلف في جوانب كثيرة وعليه فمن المهم اختيار مناطق تشابه المريخ.