العائلة الفرنسية المغامرة تصل السلطنة في تطوافهم البحري حول العالم

بلادنا الأربعاء ١٩/أبريل/٢٠١٧ ١٧:١٦ م
العائلة الفرنسية المغامرة تصل السلطنة في تطوافهم البحري حول العالم

مسقط -العمانية
يوجد في السلطنة حاليا المغامر والبحار الفرنسي فيليب بوبون الذي يقوم مع عائلته برحلة بحرية بدأت قبل أكثر من سبع سنوات أمخر خلالها عباب الكثير من البحار والمحيطات والقارّات بهدف التوعية بالتغيرات المناخية وقضايا التلوث البحري والحفاظ على كوكب الأرض.
ولعل أكثر ما يثير الدهشة في رحلة المغامر الفرنسي فيليب بوبون هو أنه يبحر مع كامل أفراد عائلته المكونة من زوجته جير الدين دانون، وأبنائهما الأربعة نينا، ولوب، ولورا، وماريون، حيث يقضي هذا الطاقم العائلي أغلب وقتهم في البحر وقد تأقلموا على هذه الحياة، وتعايشوا مع تفاصيلها، حتى إن تعليم الأطفال مستمر رغم بعدهم عن المدارس. وقد وصل المستكشف الفرنسي مع عائلته إلى مياه السلطنة على قاربهم "زهرة الجنوب" الذي يبلغ طوله 60 قدما بعد رحلة طويلة وحافلة بالأحداث من القطب الشمالي، نزولا بمحاذاة الجهة الغربية من القارة الأوروبية، ثم دخولا إلى حوض البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق جبل طارق ثم إلى البحر الأحمر عبر قناة السويس وبعدها جيبوتي وخليج عدن قبل انطلاقهم إلى ولاية صلالة بمحافظة ظفار.
وكان معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة قد أعرب عن سعادته بوصول المستكشفين إلى مياه السلطنة وأراضيها قائلا "تفخر وزارة السياحة ومكتبها التمثيلي في فرنسا بتنظيم رحلة السفينة الشراعية الفرنسية زهرة الجنوب إلى السلطنة، ويسرنا أن نرحب بالعائلة الفرنسية في بلدنا لاستكشاف مياهه وأراضيه، والتعرف على ثقافتنا وقيمنا العُمانية، ونتمنى لهم كل التوفيق". وسيتضمن برنامج المستكشف الفرنسي وعائلته الذي يستمر لغاية 4 مايو في أراضي السلطنة ومياهها، زيارة العديد من المعالم والمدن مثل صلالة وفيها أشجار اللبان وموقع البليد الأثري، وجزر الديمانيات، ورأس مدركة، ثم الدقم وصحراء الخلوف، وجزيرة مصيرة، ومحمية السلاحف برأس الجنز، ووادي شاب، ومسقط وفيها المتحف الوطني والجامع الأكبر، إضافة إلى زيارة المناطق الداخلية من السلطنة مثل نزوى ومسفاة العبريين، وستكون مسندم آخر محطات الطاقم. تجدر الإشارة إلى أن القارب الشراعي "زهرة الجنوب" الذي يحمل العلم الفرنسي قد انطلق في رحلته الاستكشافية في عام 2010م من ألاسكا بالولايات المتحدة بهدف التوعية بآثار التغيرات المناخي وتقديم ملاحظات حية عن حالة البحار والمحيطات التي يعبرونها، حيث يأخذون عينات من المياه دائما موضحين وضع الحياة البحرية.
وقد خاض القارب حتى الآن المحيط الهادي، والمحيط الأطلسي، والبحر الأبيض المتوسط، والمحيط الجنوبي، والقطبين الجنوبي والشمالي، كما عبر القارب في وقت سابق بين المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي من خلال الممر الشمالي الغربي، وهم يخوضون الآن مياه المحيط الهندي باتجاه الخليج العربي، وبعدها من المقرر أن يتوجه القارب إلى الهند قبل أن ينحدر جنوبا إلى شرق أفريقيا ورأس الرجاء الصالح ثم القارة المتجمدة الجنوبية.
هذه المغامرة المثيرة تتطلب طاقما يتحلى بروح قوية، وقائدا صاحب خبرة كبيرة في مواجهة مخاطر البحر، وليس هناك أفضل من البحّار الفرنسي فيليب بوبون، المعروف باسم "فيلو" في فرنسا، حيث إن له تاريخا حافلا في الإبحار الشراعي وكان ضمن الفريق الأسطوري بقيادة الربان إيريك تابرلي في سباق وايتبريد للإبحار حول العالم بين عامي 1977-1978، ومنها صنع لنفسه سمعة واسعة كبحّار فردي بفوزه بالمركز الثالث في سباق فيندي جلوب للإبحار الفردي حول العالم، والمركز الأول في سباق روت دورام لعبور المحيط الأطلسي بين فرنسا وأمريكا الجنوبية، وفاز بلقب سباق فيجارو الفردي ثلاث مرات.