رغم أن احتمالات نشوبها أصبحت واردة بشكل غير مسبوق 5 أسباب تدفع ترامب إلى تجنب محاربة بيونج يانج

الحدث الاثنين ١٧/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٠٧ ص
رغم أن احتمالات نشوبها أصبحت واردة بشكل غير مسبوق 

5 أسباب تدفع ترامب إلى تجنب محاربة بيونج يانج

مسقط – محمد البيباني

كثيراً ما شهدت الساحة الدولية سجالاً كلاميّا بين قوى نووية على خلفية تهديدات الطرفين بشن حرب نووية على الآخر، الأزمة الكورية الشمالية شهدت على مدار الأعوام الفائتة سجالاً وتصعيداً، إلا أنه لم يصل إلى حد الاحتكاك المباشر، فكثيراً ما أجرت بيونج يانج تجارب على أسلحتها النووية، وكثيراً ما صدر عن واشنطن تعليقات تدين التجربة، ويهدد بردعها دون الوصول إلى حد الحرب الحقيقة.

التوتر الحالي والتصعيد الراهن رغم أنه يختلف عما سبقه من حيث ارتفاع منسوب التوتر، الأمر الذي دفع الخبراء إلى توقع احتمالية نشوب حرب بين البلدين، ورسم سيناريوهات مختلفة لها، إلا أن قراءة في الأخبار الواردة من الجانب الأمريكي وفهم النتائج المحتملة للحرب يدفعان باتجاه آخر.

لماذا قد يكون الرئيس الأمريكي مضطراً لتجنب الحرب؟ وما هي المحاذير التي قد تمنعه من الإقدام على إطلاق شرارتها الأولى؟

مخاوف غير مسبوقة

رغم أن ترامب المنتشي بقصف القاعدة السورية وبرغم القنابل التي وجهها لأفغانستان في أمس الحاجة لتحقيق المزيد من المكاسب لتوطيد أركان إدارته ورسم صورته كرئيس استثنائي في التاريخ الأمريكي، ورغم أنه يقف وجها لوجه مع رئيس شاب يبدو أن قرار الحرب بالنسبة له أهون من رحلة صيد وأقرب إلى مغامرة قد تتوق إليها نفسه، إلا أن السيناريو المتوقع لتلك الحرب حال اندلاعها قد يدفعه بعيداً عن قرار بدئها.

مؤشرات عديدة تؤكد زيادة المخاوف الدولية من الوصول إلى الصدام النووي خلال هذه الجولة من التصعيد

ولعل ما أشارت إليه صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، حول ما أسمته «الهوس بفكرة اندلاع حرب عالمية»، الذي سيطر على الناس مؤخراً، لافتة إلى أن ذلك ما يظهر في محرّك البحث «جوجل».
وقالت الصحيفة اللندنية، إن عدد مرات البحث عن «حرب عالمية ثالثة» هذا الشهر، على موقع البحث «جوجل»، وصل إلى أعلى مستوياته منذ تدشين خاصية تسجيل معدلات البحث في الموقع العام 2004، وذلك وفقاً لبيانات نشرها موقع Infowars الأمريكي.

وكان عدد مرات البحث عن كلمات «حرب» و»حرب نووية» قد وصل أيضاً إلى أعلى مستوياته منذ بداية هذا العام، 2017.

ويبحث مستخدمو موقع «جوجل» أيضاً عن معلومات تخصّ «حرب ترامب» فبينما هدأ غبار الضربة الصاروخية على سوريا، أمر ترامب بإعادة توجيه المجموعة الجوية البحرية المنتشرة حول حاملة الطائرات كارل فنسون القتالية إلى شبه جزيرة كوريا، بعد أن كان مقرراً لها التوقف في أستراليا.
وأطلق ذلك شرارة التوتر المتصاعد، وحرب الكلمات، على مدار عدة أيام، بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي، كيم جون أون، الذي استنكر هذا التحرّك، واصفاً إياه بـ«المتهور».
ولكن رغم كل هذه المخاوف إلا أن ثمة أسباب ومتغيرات قد تؤشر لصعوبة نشوب حرب:

1 - وجود خيارات بديلة

تحدثت شبكة NBC التلفزيونية الأمريكية عن حلول مطروحة، بخلاف خيار الحرب، بالفعل على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل الملف الذي يسبب صداعاً لأمريكا وهو النووي الكوري الشمالي:

وقالت الشبكة الأمريكية إن من بينها اغتيال كيم جونج أون وغيره من قادة كوريا الشمالية الذين يتحكمون في تشغيل «الزر النووي»، إذ تنقل الشبكة قول مارك ليبرت، السفير الأمريكي السابق في كوريا الجنوبية، الذي اعتبر أن لهذا الإجراء جوانب سلبية خطيرة، كردة فعل حادة من قبل الصين، وغموض المستقبل السياسي لكوريا الشمالية بعد اختفاء كيم جونج أون وزوال النظام القائم في البلاد. أما الخيار الآخر المطروح من قبل مجلس الأمن القومي الأمريكي هو إرسال عناصر القوات الخاصة الأمريكية والكورية الجنوبية إلى كوريا الشمالية من أجل إجراء عمليات تخريبية تستهدف المنشآت والمواقع الحيوية للبنى الأساسية في البلاد.

2 - ثوابت جيواستراتيجية

رغم قدرة واشنطن في غضون ساعات قليلة على قصف كوريا الشمالية بقنابل نووية، وبالإضافة إلى شن هجوم نوويّ على كوريا بواسطة السفن والغواصات، حيث تقيم واشنطن تحالفاً عسكرياً منذ فترة طويلة مكوناً من الولايات المتحدة صاحبة المرتبة الأولى في ميزان القوة العسكرية، واليابان، وكوريا الجنوبية، إلا أن النقطة الأكثر ضعفاً في التحالف العسكري الأمريكي الكوري الياباني في الحرب المحتملة مع بيونج يانج هي عاصمة كوريا الجنوبية سول، التي يفصلها عن الحدود مع كوريا الشمالية فقط 24 كلم. فهذه المدينة التي يسكنها 10 ملايين شخص قد تتعرض للتدمير من قبل مدفعية وراجمات الصواريخ الضخمة لجارتها الشمالية.

3 - تفوق شمالي

يرجع الخبراء قدرة الشماليين على اختراق كوريا الجنوبية لتفوق بيونج يانج في أسلحة الدمار وعدد الجنود، وهو الأمر الذي يجعل الولايات المتحدة مضطرة لإشراك قوات برية كبيرة في الحرب، لكن وبحسب أحد المراقبين الروسيين فإن دخولها «لن يكون مجرد نزهة كما كان في أفغانستان والعراق».

4 - إمكانات الرد

وبحسب موقع «روسيا اليوم» أيضاً فإن بيونج يانج قد لا تنتصر في أي حرب محتملة مع هذا التحالف، ولكن هذا لا يعني أن نظامها العسكري الدفاعي والهجومي ليس قادراً على المقاومة الشديدة، وبما في ذلك إصابة عدوها بالكثير من الخسائر والأضرار التي لا يمكن إصلاحها، فالجيش الكوري الشمالي مزود بتكنولوجيا سوفييتية وصينية وأنماط غير مكشوفة من إنتاجه الخاص.
ورغم أن الحلقة الأضعف لديه تتمثل في سلاحي الجو والمدرعات، إذ إن هناك نسبة عالية جداً من المعدات القديمة، ومثل ذلك في البحرية الكورية الشمالية، إلا أن لدى كوريا الشمالية مخزوناً هائلاً من الأسلحة الكيميائية التي يمكن استخدامها من قبل سلاح المدفعية.

5 - قدرة نووية

لدى كوريا الشمالية صواريخ باليستية عابرة للقارات خطيرة من الممكن استخدامها في حربها تجاه سول، وهذا النوع من الصواريخ يعتبر الأدق، إذ تملك بيونج يانج الجيل الجديد من الصواريخ الباليستية، كما نجحت كوريا الشمالية في إنشاء أنظمة مدفعية وصواريخ قصيرة المدى ومتوسطة، كما أن لديها قوة صاروخية هائلة، إذ تمتلك المئات من قاذفات الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية.