من مفارقات الحياة المجنونة..

7 أيام الثلاثاء ١١/أبريل/٢٠١٧ ١٩:٣٠ م
من مفارقات الحياة المجنونة..

(1)
أن يصبح "أحدهم" مشهوراً لأنه "سخيف"..
ويستعذب الإهانة ويجعل من نفسه أضحوكة..
ليُقال عنه إن "دمه خفيف"..
ومن مفارقات الحياة أن تصبح إحداهن مشهورة لأنها أفرطت في الاستفزاز..
أو لأنها تعرت في زمن أصبح العري فيه حضارةً.. وتمدناً..
ولجوعى الشهرة – بالذات – نقطة ارتكاز!
فالناس تنتقد هؤلاء ولكنهم.. يحومون حولهم كالذباب..
فالذبابة تهوى كل قبيح.. ومثلها المتناقضون خفيفو الألباب!

**********

(2)
تنتظر – بفارغ الصبر – أن تكبر..
أن تملك رخصة قيادة..
أن تكون حراً في حركتك..
وأن تنطلق في الحياة بلا هوادة..
تنتظر – بفارغ الصبر – أن تكون مستقلاً..
أن تكون "رجلاً"..
وعندما تبلغ المراد.. تبقى مشتاقا لباقي سنوات حياتك لسنوات صباك..
لتلك اللحظات التي كنت تلعب فيها في الزقاق..
لحبك الأول الذي كان من طرف واحد..
لدهشتك من كل جديد..
لحضن أمك وحتى لقسوة أبيك..
تشتاق.. للأيام التي كنت فيها تجهل أكثر مما تعلم..
وتستمتع – حتى الثمالة – بأشياء بسيطة وتعتبر كل ما تأتي به الحياة مغنما..
تتمنى أن تكبر لأنك كنت تظن أن الحياة مدينة ملاهي كبيرة..
ثم تكتشف الخدعة.. الخطيرة..

**********

(3)
تتبع القواعد.. وتمشي بمحاذاة الجدار..
وتتلقى صفعات الحياة وأنت هادئ وقاعد..
تتبع القواعد..
تدرس كما يجب.. وتحصل على الشهادة..
تتزوج في الوقت الذي حدده المجتمع لك وتنجب كما هي العادة..
وتعمل كأي ثور في الساقية..
تتبع القواعد..
تفكر كما يفكر القطيع..
تكون "أمعة" مهمته في الحياة أن يؤمر فيُطيع..
لا تتمرد على عرف لأنك لا تريد أن تعيش كشخص منبوذ..
فالمجتمع لا يحب المختلفين.. ولا أصحاب الآراء.. ولا من يقفزون الحدود..
تمشي "على السطر" وإن كان السطر حاداً..
تنزف ولا تُبالي..
دامك على الدرب المستقيم..
ورغم كل ذلك يتخلى عنك القطيع..
ولا ترحمك الحياة ولا تعطيك فرصة لتستكين وتستريح..
ويسقط عليك الجدار الذي تمشي بمحاذاته وتكتشف أنك أخطأت الطريق..
حرمت نفسك من الحرية والطيران والحلم البديع..
لتُرضي ما لم يرضوا عن الأنبياء قبلك..
ولن يرضوا عنك ولو كنت ببراءة الطفل الرضيع!

**********