أسئلة شائكة حول مصيره تثير الريبة وأحياناً السخرية أين يختبئ أبو بكر البغدادي؟

الحدث الخميس ٠٦/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٥٠ ص
أسئلة شائكة حول مصيره تثير الريبة وأحياناً السخرية
أين يختبئ أبو بكر البغدادي؟

مسقط – محمد البيباني

هل يمتلك «داعش» قدرات تفوق طبيعة البشر وتؤهله للإفلات من أجهزة استخبارات دولية تعجز حتى عن تحديد مكانه وتتبعه؟

يثير زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي الكثير من علامات الاستفهام في ظل التخبط الواضح وتضارب التقارير الصحفية والمخابراتية عن مكان اختفائه من جهة وقدرته على الفرار من مدينة الموصل من جهة أخرى، إذا كان بالفعل قد نجح في الإفلات من جحيمها، هل مات البغدادي وهل ثمة مصلحة غربية في عدم الإعلان عن وفاته؟
إن كان حياً فكيف استطاع أن يفك حصاره في الموصل وينجو بنفسه؟
أسئلة كثيرة لا تجد إجابة شافية ولكنها في الوقت نفسه تلقي بالكثير من الشكوك في صحة التقارير الاستخبارية والإعلامية الغربية حول مصيره وتجعلها أحيانا محل سخرية.

وقع بالحصار

من المعروف أن البغدادي ظهر لمرة واحدة فقط منذ 2014 من مسجد في الموصل، إذ أعلن نفسه «خليفة» للتنظيم. وكانت آخر رسائله تسجيل صوتي يحث فيه أتباعه على القتال للدفاع عن الموصل.
في أوائل مارس نسبت تقارير صحفية لمصدر محلي عراقي في نينوى، تصريحاً أكد من خلاله أن زعيم داعش أقصى قادته العراقيين من إدارة معركة الموصل الأخيرة بسبب خسائر التنظيم الكبيرة.
وقال المصدر في حديث لوكالة «السومرية نيوز»، إن «البغدادي أصدر قراراً يقضي بإعفاء شامل لقادته العراقيين من إدارة المعركة الأخيرة غرب الموصل من خلال إعطاء مهمة الدفاع عن ما تبقى من أحياء إلى قيادات عربية وأجنبية».
وكان مصدر عسكري عراقي مطلع قد أكد في حديث لوكالة «نوفوستي» الروسية بحسب «روسيا اليوم»، أن قوات بلاده ترجح أن يكون البغدادي، وقع في الحصار داخل الموصل وأن نهايته صارت قريبة.

موجود بالموصل

في نوفمبر الفائت أشارت صحيفة إندبندنت إلى أن الجيش العراقي دخل الموصل للمرة الأولى بعد أكثر من سنتين على بداية المعركة التي من المحتمل أن تنتهي بنصر حاسم على تنظيم داعش.
وأشارت الصحيفة إلى أن معركة الموصل تزداد أهميتها للتنظيم لأن هناك اعتقاداً بأن خليفته أبا بكر البغدادي لا يزال في المدينة، كما صرح مسؤول كردي كبير.
وفي مقابلة حصرية مع الصحيفة قال فؤاد حسين رئيس ديوان الرئيس الكردي مسعود البارزاني، إن حكومته لديها معلومات من مصادر متعددة أن «البغدادي موجود هناك، وإذا قتل فسوف يعني ذلك انهيار كل التنظيم». وعقبت الصحيفة بأنه سيتعين على التنظيم اختيار خليفة جديد في خضم المعركة، لكن لن يكون لأي خليفة الحجة والهيبة التي لدى البغدادي.
وألمحت إلى أن وجود البغدادي في الموصل قد يعقد ويطيل أمد معركة استعادة المدينة، لأن أتباعه الباقين على قيد الحياة يقاتلون حتى الموت دفاعا عنه.

فر منها

أمس الأول قال مسؤولون أمريكيون إن القوات الأمريكية تجهل المكان الذي يختبئ البغدادي، بحسب أحدث معلومات استخباراتية. ونقلت شبكة abc الإخبارية الأمريكية عن مسؤول رفيع بمكافحة الإرهاب قوله إن البغدادي غير موجود في الموصل، ولا يوجد أي معلومات مؤكدة عن مكانه أو متى غادر الموصل.
وأضاف أنه منذ الأسبوع الأول لتولي الرئيس دونالد ترامب، اعتقدت الفرق الأمريكية لمكافحة الإرهاب أنها قد حددت بالفعل مكان زعيم «داعش»، وأنها حاصرته داخل الموصل، إلا أن المعلومات الاستخباراتية الأخيرة تشير إلى خطأ ذلك الاعتقاد، وأنه لم يعد محاصراً في الموصل، التي تم تحرير أجزاء كبيرة منها مؤخراً.
وقال مسؤول رفيع آخر إن القوات الأمريكية اعتقدت أن زعيم «داعش» يختبئ في مكان، ذي طابع ديني، وسط شوارع المدينة المكتظة بالسكان، حيث لم تستطع القوات أن تستهدف المكان خوفاً من سقوط أعداد كبيرة من المدنيين، وكذلك خوفاً من الاستنكار «الإسلامي» إذا ما تم استهداف موقع ذي طابع ديني.
وأضاف المسؤول: «نحن لا نعتقد أنه ما زال في الموصل.. هو دائم التحرك» مدار الأشهر الفائتة، ونقلت الشبكة الإخبارية عن المسؤول قوله: «لدينا الكثير من المعلومات الاستخباراتية حول البغدادي.. لكن لا يوجد شيء مؤكد.. إذا كان البغدادي ما زال في الموصل، فهو على الأغلب يقبع تحت الركام.. لكن لا تأكيد لذلك»، مرجحاً أن زعيم «داعش» على الأغلب يختبئ بإحدى القرى في الصحراء. إلا أن مسؤولاً آخر أكد أنها مسألة وقت قبل إلقاء القبض على البغدادي.

فر في اللحظات الأخيرة

في التاسع من مارس الفائت كشف مسؤول أمريكي في وزارة الدفاع، أن «البغدادي» قد فر من مدينة الموصل العراقية، وذلك قبيل فترة وجيزة من تمكن قوات حكومة بغداد وميليشيات الحشد من محاصرة المدينة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المسؤول الأمريكي قوله «إن البغدادي كان في الموصل، قبل الهجوم. نعلم أنه كان هناك»، مضيفاً: «لقد غادر قبل أن نعزل الموصل وتلعفر (غرب الموصل)».
ورجح المسؤول أن يكون البغدادي أعطى توجيهات استراتيجية عامة وترك الأمر لقادة ميدانيين، مشيراً إلى أن التنظيم يدرس مرحلة ما بعد خسارته التي تبدو محققة لمعاقله في مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية.
وأردف «لا اعتقد أنهم تخلوا عن رؤيتهم بشأن الخلافة بعد»، مشيراً إلى أن التنظيم يأمل بالاحتفاظ بأجزاء من شرق سوريا وغرب العراق. وأضاف «إنهم لا يزالون يعتقدون أنهم يستطيعون الصمود، ولا يزالون يخططون لمواصلة العمل كدولة وهمية تتركز في وادي الفرات».
ويقدر المسؤول في البنتاغون أعداد مقاتلي التنظيم في العراق وسوريا بنحو 15 ألفاً، من بينهم نحو 2500 في الموصل وبلدة تلعفر المجاورة في العراق، ونحو أربعة آلاف في الرقة في سوريا.
في شأن متصل، اعتبرت مصادر في الاستخبارات الأمريكية أن عدم صدور أي بيان لقيادة تنظيم «داعش» وفقدان سيطرته على مناطق في الموصل مؤشران إلى أنه غادر المدينة التي تعد أكبر مركز سكاني خاضع لسيطرته.
وأضافت المصادر لصحيفة «الحياة» اللندنية أن «البغدادي هدف مراوغ، نادراً ما يستخدم وسيلة اتصال تمكن مراقبتها، ويتنقل باستمرار، وفي كثير من الأحيان أكثر من مرة خلال اليوم الواحد».

لا يزال حياً

في مارس الفائت أيضا كشف، قائد القوات البريطانية التي تحارب تنظيم «داعش» في الأراضي العراقية، الجنرال روبرت جونز، أن غالبية قيادات التنظيم، لقوا حتفهم، مضيفا أن الموصل على وشك التحرير، مما سيجعل من هزيمة الجماعة الإرهابية في العراق «لا مفر منها».
وأكد جونز أن المتشددين الباقين على قيد الحياة هم حوالي 1500 مقاتل محاصرين في المناطق الغربية، في ثاني أكبر المدن العراقية، والتي أعلن فيها أبو بكر البغدادي، زعيم «داعش»، الخلافة الإسلامية في مسجد نوري العام 2014. وتعهد التحالف بقيادة الولايات المتحدة بملاحقة قادة «داعش»، والقضاء على «رأس الأفعى».
وأضاف جونز، أن البغدادي هو رأس الجماعة وقائدهم الأعلى، وعلى حد علمنا وفي ضوء المعلومات الواردة عنه، أنه لا يزال على قيد الحياة، ولكن «الغالبية العظمى من مساعديه لقوا حتفهم. وهو يعلم جيدًا أنه لو تم تحديد مكانه، ستنتهي حياته سريعًا جدًا وستكون نهاية سابقة لأوانها».