20 مليوناً على شفا الموت جوعاً لا يجدون من يغيثهم الإغاثة الدولية.. هل يقوِّضها ترامب؟

الحدث الاثنين ٠٣/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
20 مليوناً على شفا الموت جوعاً لا يجدون من يغيثهم

الإغاثة الدولية.. هل يقوِّضها ترامب؟

مسقط - محمد البيباني

في الوقت الذي تحذر فيه تقارير دولية من وجود 20 مليونا مهددين بالجوع حول العالم يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تقليص مساعدات بلاده للأمم المتحدة.

تداعيات مساعيه لخفض المساعدات تتعدى الجانب الإنساني وقد تنال من مفهوم الأمن القومي الأمريكي ذاته.

هذا واقع تحذيرات عديدة وجهت للرئيس الأمريكي جراء تعجله لإقرار الكونجرس لخفض المساعدات الأجنبية والنقدية للأمم المتحدة.
مجاعات في أماكن عديدة بالعالم تكاد تفتك بأرواح الملايين بحسب تقارير أممية وعالمية يجب أن تدفع بتكثيف المساعدات الإنسانية والإغاثية لا إلى خفضها كما يطالب ترامب.

مجاعات

في قراءة سريعة لأوضاع الجوعى في العالم نجد أن الحروب والصراعات المسلحة من جهة، والجفاف من جهة أخرى قد ضاعفا الأزمات الإنسانية التي تواجهها البشرية. فبحسب تقارير أممية وعالمية، هناك 4 مجاعات على حافة الاندلاع في 4 دول أفريقية، من بينها ثلاث عربية هي الصومال واليمن وجنوب السودان، إلى جانب نيجيريا.

في جلسة العاشر من مارس لمجلس الأمن الدولي، أكد منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة ستيفن أوبراين، أن الأمم المتحدة بحاجة إلى 4.4 بليون دولار لإغاثة 20 مليوناً يواجهون خطر المجاعة في جنوب اليمن وجنوب السودان وشمال شرق نيجيريا والصومال.
بينما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن العالم يواجه أكبر حالة طوارئ للانعدام الغذائي في العالم، واصفاً الوضع بالخطير. فالملايين من الناس هم بالكاد على قيد الحياة بين سوء التغذية والموت، وعرضة للأمراض واضطروا إلى قتل الحيوانات وأكل الحبوب التي يخزنونها ليسدوا جوعهم، مشدداً على ضرورة جمع المبالغ التي تحتاجها منظمات الإغاثة والتي لا يتوفر منها حالياً سوى 90 مليون دولار.

الأطفال أكثر تضررا

«اليونيسيف» وجهت نداءً عاجلاً لتوفير مبلغ 255 مليون دولار للاستجابة للاحتياجات «الملحة» للأطفال في شمال شرق نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن.

وتابعت على لسان كريستوف بوليارك، المتحدث باسمها، «لقد تعلمنا الدرس من مجاعة الصومال عام 2011 إذ مات عدد غير معلوم من الأطفال، ولا يمكن أن يحدث ذلك مجدداً، كذلك لا يمكن أن نترك الأطفال حتى تعلن المجاعة لنتحرك لإنقاذهم». وكان المسؤولون الأمميون شددوا مراراً على أن «المرونة» أكبر الدروس المستفادة من مجاعة الصومال الفائتة، والتي لقى ربع مليون حتفهم خلالها، كما أنها أوضحت أن مفهوم المجاعة لا يقتصر على نقص الطعام فقط بل أيضاً على نقص المياه، العنصر الأكثر حيوية. 22 مليون طفل يواجهون الجوع والمرض، وقد شردوا وحرموا من التعليم في الدول الأربع. ويواجه نحو 1.4 مليون طفل خطر الوفاة المحدق هذا العام بسبب سوء التغذية الحاد، بحسب اليونيسيف.

تحذيرات

حذرت مرشحة الرئاسة الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خفض الإنفاق في المساعدات الخارجية.

وقالت في خطاب ألقته حول حقوق المرأة في جامعة جورج تاون الجمعة الفائتة اقتراح ترامب بخفض المساعدات الدولية في ميزانيته سيقوض الدبلوماسية الأمريكية.
وأضافت كلينتون «إننا نشهد إشارات عن تحول يجب أن ينبهنا جميعا، هذه التخفيضات المقترحة من قبل الإدارة من أجل الصحة والتنمية والدبلوماسية الدولية ستكون ضربة للنساء والأطفال وخطأ فادحا لبلدنا».
قبلها عبّرت فيديريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، عن قلقها من اقتراح إدارة الرئيس دونالد ترامب لتخفيض كبير في المساعدات الخارجية الأمريكية معتبرة أنه قد يزعزع الاستقرار في مناطق رئيسية من العالم ويلحق ضررا بالأمن القومي الأمريكي.
وقالت موجيريني خلال مؤتمر دولي عن السياسة النووية في واشنطن «الاستثمار في أمريكا يعني الاستثمار في أماكن بعيدة للغاية».

2 بليون دولار

بات خطر المجاعة يهدد اليمن هذا العام. ما دفع الأمم المتحدة في شهر فبراير الفائت، لإطلاق نداء لجمع 2.1 بليون دولار لتوفير مساعدات واحتياجات ضرورية لنحو 12 مليون شخص في هذا البلد الذي يعيش حربا منذ عامين.

وأطلقت الأمم المتحدة مناشدة لجمع 2.1 بليون دولار لتوفير الغذاء ومساعدات ضرورية أخرى يحتاجها 12 مليون شخص في اليمن الذي يواجه خطر المجاعة بعد عامين على الحرب.
وقال ستيفن أوبريان منسق الإغاثة في الحالات الطارئة بالأمم المتحدة في تصريحات صحفية «إذا لم يتخذ إجراء فوري، ورغم الجهود الإنسانية المستمرة فإن المجاعة باتت الآن احتمالا حقيقيا في العام 2017. سوء التغذية منتشر ويتزايد بمعدل مثير للقلق».
وتابع «هناك 7.3 مليون شخص لا يعلمون من أين ستأتي وجبتهم التالية».
وتظهر أرقام الأمم المتحدة أن نحو 3.3 مليون شخص بينهم 2.1 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. ويشمل ذلك 460 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من أسوأ درجات سوء التغذية ويواجهون خطر الوفاة بالالتهاب الرئوي أو الإسهال.

جنوب السودان

وكانت ثلاث منظمات أممية هي منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وبرنامج الغذاء العالمي، قد أعلنت المجاعة في أجزاء من جنوب السودان في العشرين من فبراير الفائت.

وأكدت المنظمات أن «الأشخاص بدأوا يموتون بالفعل بسبب الجوع»، فيما أكدت حكومة جنوب السودان أن ثلاث سنوات من الحرب والصراع العسكري أفضت بنصف الشعب إلى الجوع، لافتةً إلى أن الصراع العسكري المستمر أدى لتوقف الزراعة وانهيار الاقتصاد وارتفاع جنوني لأسعار مختلف السلع والخدمات.
وهناك 5 ملايين شخص بحاجة للغذاء في جنوب السودان إلا أن ما يزيد التحديات التي تواجه جهود الإغاثة قتل عمال إغاثة وتعرض مجموعات تقديم المساعدات الإنسانية والإمدادات لهجمات وللسرقة، بحسب أوبراين.

الصومال

لا يختلف الوضع كثيراً في جنوب الصومال حيث أدى الافتقار إلى المياه أو الجفاف والصراع بين القوات الحكمية وعناصر حركة الشباب الجهادية، وانتشار وباء الكوليرا وبعض التغيرات المناخية إلى إعلان السلطات الحكومية حالة «كارثة وطنية».

وبحسب رئيس العمليات الإقليمية هناك عبدالله عمر، فقد قتل 110 أشخاص في يومين أغلبهم من الأطفال وكبار السن، بسبب نقص المياه وعدم وجود علاج للكوليرا التي بدأت في التفشي بسبب ضعف إجراءات النظافة العامة. وأكدت الأمم المتحدة أنه في حال لم تعزز المعونات الإنسانية فإننا على أعتاب مجاعة ثانية في الصومال، حيث يعتمد 6.2 مليون شخص، نصف السكان، على المعونات الإنسانية.
الجدير بالذكر أن المجاعة تهدد 3 ملايين شخص في الصومال بينهم سبعون ألف طفل، كما يعاني 360 ألف طفل صومالي من نقص حاد في التغذية ويحتاجون بصورة عاجلة إلى العلاج الطبي.