«البغدادي».. هل يكون إنجاز ترامب المنشود؟

الحدث الخميس ٣٠/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٥٠ ص
«البغدادي».. هل يكون إنجاز ترامب المنشود؟

مسقط – محمد البيباني

أسبوع عاشر يشارف على الانقضاء بلا أي إنجاز للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على صعيد الوعود التي قطعها على نفسه في حملة انتخابية صاخبة على الرغم من تعهده بالبدء في تحقيق تلك الوعود فور تسلمه مهامه رسمياً.

«أوباما كير» كان ثاني الوعود التي لم يتمكن من تحقيقها خلال الأسابيع المنقضية من رئاسته، وهو الأمر الذي لم يتحمله ترامب وحاول إلقاء المسؤولية على غيره.
لا شك أن ترامب يحلم بإنجاز كبير يحققه يكون بداية حقيقية لفترة رئاسته ويحشد الأمريكيين حوله منهياً حالة الانقسام التي تعرقل سياساته.
هاجس الإرهاب الذي يؤرق العالم قد يكون المنطقة التي من المنطقي أن يركز عليها ويحقق فيها إنجازا يقترب من إنجاز سلفه باراك أوباما حينما أعلن على العالم مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
هل يكون زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي هدفاً يحقق ترامب من خلال قتله إنجازا يقلل خسائره الماضية ؟

مسألة وقت

الأربعاء الفائت، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خلال اجتماع للتحالف الدولي المناهض للإرهاب أن مقتل زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي «مسألة وقت».
وقال تيلرسون لدى استقباله في واشنطن مسؤولي الدول الـ67 الأعضاء في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد الارهابيين في سوريا والعراق «قتل تقريبا كل معاوني أبو بكر البغدادي بمن فيهم العقل المدبر لاعتداءات بروكسل وباريس. وأن يلقى البغدادي المصير نفسه مسألة وقت».
قبلها وفي فبراير الفائت قال مسؤول أمريكي رفيع إن الولايات المتحدة الأمريكية تحتفظ بأسماء نحو عشرة من أبرز قيادات تنظيم داعش كأهداف لضرباتها الجوية، ولعل الاسم الأبرز في هذه القائمة هو زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي.
وأكد المسؤول أن البغدادي واثق كل الثقة أن واشنطن تستهدفه، ومن أجل ذلك، يختفي حالياً عن الأنظار، إذ مضت عدة شهور على آخر تقرير استخباراتي يكشف عن الموقع المحتمل لاختباء الرجل الأول في التنظيم.
وقد تمكنت القوات الأمريكية حتى الآن من قتل العشرات من عناصر التنظيم الموجودة أسماؤهم في القائمة ومن بينهم الخبير في الأسلحة الكيميائية، كما ذكر المسؤول لشبكة CNN، إلا أن هناك حاجة كبيرة إلى المزيد من المعلومات الاستخباراتية حول هوية قيادات التنظيم المستهدفين.
ورغم وجود أسماء مثل «الجهادي جون» على قائمة الأهداف، تركز القوات الأمريكية على قتل شخصيات قد تضعف التنظيم بشكل أو بآخر، وهي ما تبدو مهمة صعبة خصوصاً وأن البنية التنظيمية لداعش تمتد لتشمل مصر، واليمن، وأفغانستان، وباكستان، وليبيا.
وفي هذا الصدد، يقول مارك هيرتلنج، المحلل العسكري في شبكة CNN: «يجب علينا النظر إلى كل منظمة إرهابية في كل بلد ككيان مستقل، فلا يمكننا معاملته ككيان واحد، إذ أن ذلك قد يؤدي إلى تضييع الكثير من الفرص».

مكافأة للإرشاد عنه

في منتصف مارس الجاري عرض الحساب الرسمي لفريق التواصل الإلكتروني بوزارة الخارجية الأمريكية، مكافأة مالية ضخمة لمن يدلي بمكان أو معلومات تخص زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق أبوبكر البغدادي.
ونشر الحساب الرسمي صوراً للبغدادي بلحيته وأخرى من دونها، معلقًا: «أيامه أمست معدودة. بلغ عنه واكسب الجائزة مكافأة تصل إلى 25 مليون دولار».
وحرص الحساب الرسمي لفريق التواصل، على استخدام «هاشتاجات»، تابعة لتنظيم «داعش»، ليصل العرض المغري لأعضاء التنظيم الإرهابي.
قبلها وفي ديسمبر من العام الفائت قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن «الولايات المتحدة زادت قيمة المكافأة المرصودة لمن يدلي بمعلومات تقودها إلى أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي».
وأضافت الخارجية الأمريكية «إنه تم رفع قيمة المكافأة إلى 25 مليون دولار، من مبلغ 10 ملايين دولار الذي تم عرضه لأول مرة العام 2011، عندما أضيف اسم البغدادي إلى قائمة الإرهاب الأمريكية»، منوهة إلى أن التهديد الذي يشكله البغدادي «زاد بشكل كبير».
وقالت وزارة الخارجية إنه «في ظل زعامة البغدادي، أصبح التنظيم الإرهابي مسؤولاً عن مقتل الآلاف من المدنيين في منطقة الشرق الأوسط، ومن بين ذلك عمليات القتل الوحشي للعديد من الرهائن المدنيين من اليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة».

رأسه.. أولى الإنجازات؟

قالت شبكة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية إن قتل أبو بكر البغدادي ربما يكون أول إنجازات الرئيس الأمريكي ترامب في محاربة الإرهاب، مشيرة إلى أن القوات الخاصة الأمريكية والـ»سي آي إيه» ربما يقدمان لترامب فرصة التخلص من أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش في سوريا والعراق، إذا سنحت الفرصة.
ولفتت الشبكة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إلى أن أوباما كان يتردد في الموافقة على تنفيذ هجمات جوية لتقليل الأضرار الجانبية والخسائر البشرية التي يمكن أن يتعرض لها المدنيون، خاصة عندما تكون هناك حلول بديلة للتعامل مع الإرهابيين، لكن ترامب لن يتردد في اتخاذ أي قرار مهما كانت الخسائر ما دام سيحقق هدفه العسكري.
وألمحت إلى حديث ترامب في خطاب تنصيبه، الذي أوضح فيه أنه سيعمل على تقوية التحالفات القديمة وإيجاد تحالفات جديدة وتوحيد العالم للقضاء على الإرهاب من على وجه الأرض، مشيرة إلى تقييمات قادة عسكريين لوضع البغدادي في العراق وأنه لم يتحرك بعيدًا عن الموصل التي يحتلها داعش منذ 2014.
وأوضحت أن قتل البغدادي كان على رأس قائمة أولويات الرئيس السابق باراك أوباما، لكن وجوده في منطقة ذات كثافة سكانية عالية جعل الأمر عصياً عليه ولم يستطع إنجازه قبل نهاية رئاسته، لكن ترامب لن يتردد في تنفيذ هجمات جوية على الموصل إذا حصل على معلومات تشير إلى أنها يمكن أن تقضي عليه.
وأشارت الشبكة إلى قول خبراء عسكريين إلى أنه حتى لو تم هزيمة داعش في الموصل فإنه من غير المنتظر أن يفر البغدادي ورجاله إلى مدينة الرقة السورية وهو ما يعني إمكانية استهدافه فيها.