يترقبون قرارات تساهم في تخفيف معاناتهم ماذا تنتظر الشعوب العربية من قمة اليوم؟

الحدث الأربعاء ٢٩/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٠٩ ص
يترقبون قرارات تساهم في تخفيف معاناتهم
ماذا تنتظر الشعوب العربية من قمة اليوم؟

مسقط - محمد البيباني

هل تتجه أنظار العرب لقمة عمّان؟ سؤال صادم يفرض نفسه بالتزامن مع انعقاد القمة العربية بالعاصمة الأردنية عمّان وسط حالة غير مسبوقة للواقع العربي ومعاناة العديد من شعوبه جراء الحروب والإرهاب.

آلة القتل دائرة في سوريا واليمنيون يواجهون الموت جوعاً والأمر ليس بأفضل منه في العراق وليبيا.
السؤال الذي يفرض نفسه هو.. هل بإمكان قمة عمّان التي تنطلق اليوم أن تساهم بقدر في نجدة كل هؤلاء والمساهمة في إنهاء معاناتهم وتخفيف سخونة البؤر المشتعلة هنا وهناك.. أم إن الأمر وصل لمرحلة يصعب السيطرة عليه؟
وهل يستطيع القادة العرب اللحاق بآخر عربات قطار العمل العربي المشترك وتجديد الأمل لدى الشعوب العربية بالقدرة على إعادة الثقة بمكانة جامعة الدول العربية وفكرة الشراكة العربية ذاتها؟
خصوصاً أن كل قطر عربي منشغل بمشاكله وتحدياته كالإرهاب وفقدان أرواح مواطنيه بسبب آلة الدمار والحرب، ناهيك عن التحدي الاقتصادي الذي يعصف بالمنطقة.

القدس

قبل يومين من انعقاد القمة ألقى نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، خطاباً حماسياً في المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، وتعهد باسم الإدارة الأمريكية بتطبيق أجندة سياسية مؤيدة لإسرائيل من دون تردد، والتي تشمل- على حد قوله- نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وقال بنس في كلمة له نشرها موقع «تايمز أوف إسرائيل»، إن رئيس الولايات المتحدة يولي اهتماماً جدياً في نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب. كما تطرّق نائب الرئيس إلى الموضوعات الرئيسية للسياسة الخارجية للإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط وهي تعزيز العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، والسعي نحو اتفاق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال بنس، إن الرئيس ترامب أوضح أن أمريكا ملتزمة أن الدفاع الإسرائيلي غير قابل للتفاوض، وأضاف: ليس الآن، وليس في أي وقت كان. وتابع بنس أن القائد العام للبلاد معني في إيجاد حل منصف وعادل للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وأشار إلى جولة المحادثات الأخيرة بين مبعوث ترامب الخاص إلى المفاوضات الدولية جيسون جرينبلات ووفد إسرائيلي- التي حاول خلالها جرينبلات التوصل إلى تفاهم حول المستوطنات وإيجاد ظروف لبدء مفاوضات.

نازحون ولاجئون

6 سنوات على اندلاع الأزمة في سوريا، والتي انطلقت منتصف مارس 2011، إذ اضطر ملايين السوريين للنزوح واللجوء داخل البلاد وخارجها، إلى مناطق أكثر أمناً، وبعضهم عبر البحار للوصول إلى أوروبا.
وتقدر أرقام النازحين داخل البلاد بأكثر من 7 ملايين نازح، فيما يبلغ عدد اللاجئين خارج البلاد أكثر من 7 ملايين لاجئ أيضاً، ويشكل الأطفال أكثر من 50 % منهم، بينما تبلغ نسبة النساء 35 %، و15 % رجال.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد احتلت تركيا صدارة الدول التي استقبلت لاجئين، إذ بلغ عددهم نحو 3 ملايين لاجئ، وتؤكد معطيات حكومية هذا الرقم، فيما بلغ عدد اللاجئين في لبنان أقل من مليونين، ونحو مليون ونصف المليون آخرين في الأردن، فيما يبلغ عددهم في العراق أكثر من 500 ألف، وما لا يقل عن 270 ألفاً في مصر، فضلاً عن لجوء قرابة 40 ألف لاجئ إلى تونس والجزائر وليبيا.
وهناك لاجئون وصلوا إلى أوروبا أرقامهم غير واضحة، إلا أنها تقدر بمئات الآلاف.
وقدّرت الشبكة أعداد النازحين بقرابة 7.4 مليون شخص، وقد ارتفع عددهم بعد تهجير الناس من أحياء حلب الشرقية، وداريا، والمعضمية، والزبداني بريف دمشق.
وتؤكد الشبكة أن الأطفال النازحين والمشرّدين من منازلهم عددهم لا يقل عن 2.7 مليون طفل، والأطفال خارج العملية التعليمية داخل سوريا 2.4 مليون طفل، والأطفال خارج العملية التعليمية خارج سوريا 1.3 مليون طفل.

العراق

منذ أيام قليلة فائتة أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية ارتفاع عدد النازحين من مدينة الموصل، إلى 355 ألف نازح، مشيرة إلى عودة 81 ألفاً إلى مناطقهم المحررة في المدينة نفسها. وأعلنت وزارة الهجرة في آخر بياناتها، نزوح أكثر من 180 ألف شخص من الساحل الأيمن لمدينة الموصل، منذ البدء بعملية تحريره.
ومنذ الأيام الأولى للمعركة بدأ «نزيف» نزوح المدنيين من الموصل؛ إذ شهد أسبوع المعركة الأول فقط نزوح 4 آلاف مدني من الموصل، بحسب ما أعلن التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا لمواجهة «تنظيم داعش» في سوريا والعراق.
وبمرور الوقت ازدادت معدلات النزوح بشكل ملحوظ، ليبلغ متوسط النزوح اليومي للمدنيين من غرب الموصل، خلال الأسبوع قبل الفائت، أربعة آلاف نازح يومياً، وهو أعلى معدل للنزوح منذ بدء معركة استعادة الموصل، بحسب ما أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، في تقرير لها نشرته في الرابع من مارس الجاري.
ووفقاً للتقرير نفسه فإن 191.800 عراقي نزحوا من الموصل والمناطق المحيطة بها منذ بدء معركة استعادتها، وتزداد المخاوف على ربع مليون مدني قد ينزحون من غرب الموصل، من أصل 750 ألفاً يُعتقد بأنهم ما زالوا يعيشون هناك.
ويبدو أن عدد نازحي الموصل تخطى 200 ألف مدني، بعدما أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية السبت الفائت، نزوح 12458 شخصاً من غرب الموصل، خلال يوم الجمعة الفائت فقط.

اليمن

على صعيد الأزمة في اليمن التي بدأت منذ حوالي ستة أعوام، بخروج متظاهرين يطالبون بالإطاحة بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وزادت حدة الأزمة بانطلاق عملية «عاصفة الحزم» في مارس 2015.
وقدّرت الأمم المتحدة عدد القتلى إثر النزاع في اليمن إلى حوالي 7700 شخص. وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أن 1546 طفلاً قتلوا في اليمن. وأصيب 2450 شخصاً، وذلك منذ تدخل التحالف بقيادة السعودية في الحرب.
وأحصت الأمم المتحدة عدد الهجمات على المدارس بـ212 هجوماً، بينما وقع 95 هجوماً على المستشفيات خلال الفترة نفسها. ومن جانبها، أعلنت وزارة حقوق الإنسان اليمنية، مقتل 10 آلاف و811 شخصاً، وإصابة 37 ألفاً، و888 آخرين خلال عامين من الحرب في اليمن. وأوضحت الوزارة في تقرير نشرته، يغطي الفترة الممتدة بين 1 يناير 2015 وحتى يناير 2017، إلى أن عدد الإصابات بين المدنيين بلغت حوالي 27 ألفاً و77 جريحاً، بينهم 3875 امرأة، و3334 طفلاً و19 ألفاً و868 رجلاً، دون أن يشير إلى تصنيف بقية الجرحى.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن المجاعة قد تقضي على حياة ملايين الأشخاص في اليمن. ودعا إلى توفير الدعم للتصدي لهذا الخطر، وتلبية الحاجات الغذائية هناك.

ضحايا داعش

وعلى بند قمة عمّان أيضاً مخاطر الإرهاب الذي تمارسه الجماعات التكفيرية والتي وجدت مرتعاً خصباً في سوريا والعراق والتي أصبحت لها خلايا في كل الدول العربية إذ لم تعد أي دولة عربية بمنأى عن هجمات واعتداءات أولئك الإرهابيين، وقد عانى الأردن من العديد من تلك الاعتداءات الإرهابية، وكذلك فإن مصر ما زالت تدفع ثمناً غالياً للقضاء على الجماعات الإرهابية بخاصة في شبه جزيرة سيناء.
وقد أصبح هذا الإرهاب مشكلة عالمية إذ انتشرت خلاياه في دول العالم كافة، وأصبح خطراً دولياً يهدد جميع دول العالم، والأمر المؤسف أن أولئك الإرهابيين يزعمون أنهم يرتكبون جرائمهم الإرهابية بزعم نشر الإسلام وإقامة الخلافة الإسلامية.
ولا شك أن قمة عمّان ستخرج بقرارات حاسمة ومواقف محددة إزاء ذلك الإرهاب الذي أساء للإسلام والمسلمين أعظم إساءة، إذ أن معظم ضحاياه من المدنيين وهو يمارس القتل من أجل القتل ويزرع الرعب والخوف والموت والدمار، ولذا لا بد من موقف عربي موحد من أجل القضاء على هذا الخطر الذي يهدد الوجود العربي بأكمله.

عواصم - وكالات:اختُتم أمس الأول اجتماع وزراء الخارجية العرب، بتأكيد أن القمة العربية التي ستنطلق اليوم، ستتمسك بمبادرة السلام العربية كما طُرحت في قمة بيروت العام 2002، وسترفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.

كما ستطالب القمة، الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين بالقيام بذلك، مع تشديدها على أن القانون الإسرائيلي بضم القدس الشرقية المحتلة، لاغٍ وباطل، وعدم إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس أو نقل تلك البعثات إليها.

جاء ذلك في نص القرار الذي اعتمده وزراء الخارجية العرب، ورفعوه إلى القمة العربية تحت عنوان «متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي-الإسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية».
من جانب آخر، تواردت أنباء عن أن قيادة السلطة الفلسطينية تعكف، بتوجيه وإشراف مباشر من الرئيس محمود عباس، على طرح مبادرة جديدة تتعلق بالقضايا الفلسطينية المهمة، ومصير السلام مع «إسرائيل».
ورغم نفي مسؤولي السلطة وحركة فتح، والهجوم الحاد على الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الذي كشف عن ملامح المبادرة، فإن قيادياً في حركة فتح أكد وجود تحرّك «فلسطيني- عربي» يجري بشكل سري لطرح رؤية فلسطينية حول القضايا بشكل نهائي، وإنهاء الصراع مع «إسرائيل».
في حين قال مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية، نبيل شعث: إن «القمة العربية ستبحث المحاولات الإسرائيلية والأمريكية لقلب مبادرة السلام العربية وفقاً لما بات يُعرف بالحل الإقليمي للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي»، مشدداً على ضرورة وجود خطة واضحة تنطلق من مبادرة السلام لدعم الموقف الفلسطيني، والضغط على «إسرائيل» لإنهاء استيطانها واحتلالها.
وفيما يلي أهم النقاط الواردة في القرار الذي اعتمده وزراء الخارجية العرب، ورفعوه إلى القمة العربية:

التأكيد مجدداً على مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين.

إعادة التأكيد على حق دولة فلسطين بالسيادة على الأرض الفلسطينية المحتلة كافة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، ومجالها الجوي، ومياهها الإقليمية، وحدودها مع دول الجوار.

التأكيد على تمسك والتزام الدول العربية بمبادرة السلام العربية كما طُرحت في قمة بيروت العام 2002.

مطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام (2016)، والذي أكد أن الاستيطان الإسرائيلي يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وعقبة في طريق السلام.

إدانة سياسة الحكومة الإسرائيلية الهادفة إلى القضاء على حل الدولتين، وتكريس نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) بدلاً منه.

دعوة جميع الدول التي تؤيد حل الدولتين ولم تعترف بعدُ بدولة فلسطين، لا سيما الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ودول الاتحاد الأوروبي، إلى سرعة الاعتراف بدولة فلسطين.

مطالبة جميع الدول بالالتزام بقراري مجلس الأمن 476 و478 لعام (1980)، اللذين يعتبران القانون الإسرائيلي بضم القدس الشرقية المحتلة، لاغياً وباطلاً، وعدم إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس أو نقل تلك البعثات إليها.

رفض ترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن عامي 2019-2020؛ لعدم انطباق مقومات الترشح بموجب ميثاق الأمم المتحدة.

التنديد بإحياء مناسبة مرور 100 عام على وعد بلفور المشؤوم في بريطانيا، ومطالبة الحكومة البريطانية بالاعتراف بدولة فلسطين.

تفعيل تشكيل لجنة قانونية استشارية في إطار جامعة الدول العربية لتقديم المشورة حول رفع قضايا أمام المحاكم الدولية بشأن الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته.

التأكيد مجدداً على رفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.

فلسطين تعود للصدارة