ملفات «عالقة» بانتظار الحسم في قمة عمّان

الحدث الثلاثاء ٢٨/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص
ملفات «عالقة» بانتظار الحسم في قمة عمّان

القاهرة - خالد البحيري

ملفات عدة تحتل موقع الصدارة في القمة العربية الـ28 والتي تستضيفها العاصمة الأردنية عمّان، تأتي على رأسها التحديات الكبيرة التي تواجه الأمن القومي العربي، وحلحلة القضية الفلسطينية، والعمل من أجل نزع فتيل الأزمة في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا. الأمين العام المساعد للجامعة العربية ورئيس قطاع الأمن القومي العربي السفير خليل إبراهيم الذوادي قال لـ«الشبيبة» عبر اتصال هاتفي من الأردن: إن الأمن العربي بمفهومه الشامل يعاني من تهديدات كبيرة للغاية، ولذلك سيأخذ نصيبه الوافر من النقاشات من أجل الوصول إلى معالجات قوية تحفظ لهذه الأمة سلامتها وتصون استقرارها، موضحاً: «المنطقة العربية تمر بمرحلة «مهمة وحرجة» يتعرّض فيها الأمن القومي العربي لتهديدات كبيرة منها ما هو متعلق بتأثيرات التغيّرات التي حدثت في بعض الدول مثل سوريا واليمن وليبيا، وما هو متعلق بزيادة معدلات التجارة في السلاح والمخدرات، وتكون بؤر إرهابية في العديد من بلداننا».

الملف السوري

وأضاف: فيما يخص الملف السوري سيتم التأكيد على أن مستقبل السوريين هم من يحددونه، وأنه قد آن الأوان من أجل الانخراط في عملية تسوية حقيقية لهذه الأزمة والبدء فوراً في عملية الإعمار التي ستستغرق سنوات عديدة، «سوريا بلد مؤسس للجامعة العربية، ومن واجبنا عليها أن نقف إلى جوارها وأن ندعمها، وأن نأخذ بزمام المبادرة وتكون الجامعة العربية طرفاً أصيلاً في الحل، وهو ما ستناقشه القمة باستفاضة». وأردف: ستعلن القمة العربية كذلك دعمها للشرعية في اليمن والإبقاء عليه موحداً، ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار بعيداً عن الطائفية والمذهبية والتدخلات الخارجية، فاليمن دولة كبيرة وذات تاريخ عريق وشعبها يستحق حياة أفضل بعيداً عن الحروب والنزاعات التي تأكل الأخضر واليابس.

الملف الفلسطيني

المستشار بجامعة الدولة العربية خالد بن محمد بن علي الكثيري أكد لـ«الشبيبة» أن الملف الفلسطيني سيستحوذ على نصيب كبير من المناقشات في دورة القمة رقم 28، بعد سنوات من الجمود، وسيتم طرح تسوية للأزمة؛ لأن غياب الحل الشامل للقضية هو غياب العدل للشعب الفلسطيني، ولذلك اتخذت الأمة العربية قراراً استراتيجياً بأن يكون هناك توافق على إنهاء الصراع على أساس «حل الدولتين».
وأضاف: الكل جادون في إنهاء حالة الجمود، والدفع بالتسوية نحو أرض الواقع بعد سنوات من الجمود فرضها المفاوض الإسرائيلي، وبالتالي فإن حضور الزعماء والقادة العرب وتناول القضية الفلسطينية بمرتكزاتها ومحاورها وأبعادها له أهمية قصوى، ويدلل على أن العرب أهل السلام.
وتوقع الكثيري أن يتضمن «بيان عمّان» الصادر عن القمة التأكيد على استمرار العرب في الدفع بمبادرة السلام العربية، وتبنّيها كأساس لحل القضية، فهناك توافق حول هذه المبادرة وبنودها، وقطع القادة شوطاً كبيراً في سبيل إقرارها.
واختتم بالقول: يحظى جلالة الملك عبدالله بن الحسين باحترام شديد بين القادة والزعماء العرب، ما يؤشر إلى تزايد فرص نجاح القمة العربية، وتحقيق اختراقات مرضية في أكثر من ملف وعلى رأسها العلاقات العربية- العربية التي أصاب بعضا منها الفتور نتيجة التباين في وجهات النظر حيال بعض الملفات بخاصة سوريا واليمن.

محاربة الإرهاب

وفي السياق قال أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية اللواء أحمد عبدالحليم: «لا يمكن أن تتجاوز قمة عمّان ملف تحديات الإرهاب التي تعصف بالمنطقة العربية، ويكتوي العالم أجمع بنيرانها، وستكون هناك وقفة جادة في هذا الملف، سواء كان إرهاباً تمارسه تنظيمات خارجة عن القانون ضد قوات الأمن في دولة ما مثل ما هو حاصل في شبه جزيرة سيناء المصرية، أو ما تمارسه فصائل من المجتمع بعينه، مثل الحالة اليمنية، وخروج الحوثيين على الدولة ومحاولة فرض واقع جديد على الأرض وتقسيم وتجزئة اليمن بشكل طائفي».
وتابع: «يعاني العراق مشكلات كبيرة للغاية على رأسها الإرهاب والطائفية، وسيكون هدف القمة المقبلة واضحاً وهو أن نحافظ على عروبته من التشرذم أو انسلاخ الهوية، ودعم استقراره ووحدته الترابية، فهو قوة هائلة وعلى مدار تاريخه هو بلد موحد ويتماس جغرافياً مع العديد من الدول، وبالتالي استقراره يعم على الجميع».
واختتم بالقول: «سيحظى الملف الليبي بنقاشات موسعة للغاية فهو أحد الملفات المهمة بالنسبة للقادة العرب، وليبيا دولة مترامية الأطراف وتتماس في حدودها مع الكثير من الدول، ولذلك سيكون السعي بكل قوة للحفاظ على وحدته واستقراره».