«خريجات تقنية المعلومات».. إلى أين المصير؟!

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٨/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٤٠ ص
«خريجات تقنية المعلومات».. 

إلى أين المصير؟!

ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com

يعود إليكم عمود «نبض قلم» لتقديم رسالته فيما يتعلق بطرح مناشدات القراء، تلكم المناشدات التي تتصف بالعمومية دون الخصوصية وتهدف لطرح القضايا المجتمعية.

في هذا المقال يتبنى عمود «نبض قلم» طرح مناشدة كان من الضروري طرحها لما تمثله من أهمية قصوى ولما لها من تبعات نفسية واجتماعية على المتضررين منها.. ندعكم مع المناشدة وكما جرت العادة فنحن نطرحها كما وصلت بكل أمانة ومصداقية:
«إلى متى سيظل وضع «خريجات تقنية المعلومات»! لا أعلم كيف أبدأ كلامي هذا! ففي القلب فرح وحسرة وحزن ومشاعر مختلطة، بين إكمالي دراسة البكالوريوس وبين احتباسي بين جدران الباحثين عن عمل! ها هي السنون تمضي وما زال باب الأمل مفتوحاً في قلوبنا وقلوب من ربانا وسهر معنا الليالي وأفنى عمره وماله في سبيل دراستنا.. لنكون يوما ما عوناً لهم ونرد لهم الدين!

كثير من آبائنا اقترض مالاً ومنهم من باع ممتلكاته في سبيل إعطاء ابنته حقها من الدراسة.. وكانت الأحلام وردية جميلة قبل التخرج في الحصول على وظيفة في مجال التخصص ولكن وا أسفاه على وضع خريجات تقنية المعلومات! وعلى عدم الإلتفات لهن منذ سنين عدة! كلماتنا تتعثر والقريحة لا تجيد لتعبر عما تكنه خواطرنا من آلم وقهر.

دراسة خمس سنوات في تخصص تقنية المعلومات وبعدها سنة دبلوم تأهيل تربوي البعض صرفت عليهم حكومتنا الرشيدة أموالاً باهظة لتخريج أفواج كثيرة وأكملن التأهيل بعد ذلك بأنفسهن وتغربن عن أهلهن وأبنائهن، وبعض منا صرف أهلها عليها من الصفر ومن بداية مشوار دراستها إلى دبلوم التأهيل التربوي المئات وربما آلاف الريالات، أين حقوقنا في وظيفة محترمة لنستقل بأنفسنا ونعين أهلنا ولنكون سواعد بناء يساهم في بناء مستقبل وطننا الغالي عُمان؟!
أليس لنا حق نحن خريجات تقنية المعلومات ممن حصلن على دبلوم التأهيل التربوي أن نأخذ مسارنا في بناء هذا الوطن؟! ونعلم أجيال المستقبل ونعطيهم مما رزقنا الله به من علم! أليس هذا العصر هو عصر تقنية المعلومات؟! فكيف وهو عصر التقنية وأهم عنصر لبنائه بُخِس حقه؟! والعذر الدائم «لا يوجد شاغر»! نحن نعلم وهم بلا شك يعلمون بالنقص الكبير لمعلمي مادة تقنية المعلومات في جميع مدارس المحافظات بل وفي الجهات الحكومية كافة فلم التهاون؟!
أعذار كثيرة شتى بعدم وجود شواغر والميزانية هي الشماعة؟! هل سنعطيكم الحلول والأسباب لسوء التخطيط من المسؤولين؟! تكدس الخريجات بطريقة تقشعر لها الأبدان لسماع الأعداد الهائلة التي تنتظر...! معلمات تكاد طاقتهن تنطفئ وأعمارهن تصل إلى الخامسة والثلاثين فمتى سيتم تعيينهن، هل عندما تنفد طاقاتهن؟!
نحن خريجات تقنية المعلومات لا نطالب إلا بحقوقنا من التوظيف فإن كنتم وجدتم الحل قبل سنين بإعطاء غير المؤهلين وظيفة معلم تقنية معلومات، فبإمكانكم أن تجدوا الحل اليوم لهذا الكم الهائل من الخريجات! والبدائل موجودة وأنتم أدرى بها! نحن لا نتمنى سوى أن تسمع كلماتنا وتؤخذ مشكلتنا بعين الاعتبار فنحن من حقنا الحصول على وظيفة تفرح قلوبنا أهلنا.
نداء إلى كل مسؤول يعنيه أمرنا ويهتم لحالنا، هل من مستجيب وهل من مشمر لمساعدتنا؟».
مناشدة اعتقد أنها شرحت واقع الحال بكل أبعاده ولا أفهم حقيقة كيف من الممكن أن يدرج تخصص مثل (تقنية معلومات) في الجامعات مع تأهيل تربوي دون أن يكون هناك تنسيق بين الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم لتوزيع وتعيين الخريجين فيما بعد؟! والأغرب حين علمت أن إعلانات التوظيف مؤخراً التي جاءت للتخصص نفسه كانت مقتصرة على الخريجين الذكور فقط دون الخريجات!
الظاهر أن ثمة ضبابية وعدم وضوح صورة في إيجاد شواغر سواء في المدارس أو الجهات الحكومية الأخرى، وللعلم فالخريجات سبق أن طرقن باب الجهات المختصة كوزارة التربية والتعليم ولكن دون جدوى، فقط وعود تتبخر دون تنفيذ!
أرجو أن تصل المناشدة للجهات ذات العلاقة دون تحديد فمن الواضح أن الموضوع متشعب الأطراف، كما أرجو تجد هذه المناشدة صداها وفي أقرب فرصة ممكنة فالسنون تمضي وقطار العمر لا يتوقف.