هل انتهى الاحتفال في الأسواق؟

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٦/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٤٢ ص
هل انتهى الاحتفال في الأسواق؟

حسين السيد
هل كان ما رأيناه في الأسواق هو عبارة عن تصحيح صغير؟ أم أننا أمام بداية شيء أكبر من ذلك بكثير؟ ولماذا حاولت عناوين الأخبار تضخيم هذا التراجع الذي حصل في أسواق الأسهم الأمريكية بأكثر من 1%؟ هل يجب الدخول الآن والشراء نتيجة التراجع أم أن الأفضل هو أن أحمي نفسي من الهبوط؟

هذه هي الأسئلة الأهم التي تلقيتها منذ تسجيل هذا التراجع بنسبة 1%‏ يوم الثلاثاء في البورصات الأمريكية، ولكن لسوء الحظ ليس هناك إجابات بيضاء أو سوداء في عالمنا الرمادي.

لا يعد هذا التراجع بنسبة 1%‏ مخيفاً. ففي 2016 رأينا أكثر من 21 يوماً حصل فيها تراجع بأكثر من 1%‏ في مؤشر (S&P500)، ومع ذلك فإن هذا المؤشر نجح في تسجيل ارتفاع بنسبة 5%‏ منذ يناير 2016 وحتى يوم الانتخابات الأمريكية في 8 نوفمبر. وكانت معظم المكاسب المتحققة منذ 9 نوفمبر وحتى بداية شهر مارس بنسبة 12.4% تعزى إلى التداول على أساس وعود ترامب، وتحسن الظروف الاقتصادية في أمريكا والعالم.
لكن الحركة السعرية التي رأيناها في اليومين الفائتين تشير إلى أن المرحلة الأولى من هذا التداول المرتبط بترامب قد انتهت. وبالتالي فإن الأسهم الأمريكية حالياً في سعرها المثالي (priced for perfection)، ويجب أن نبحث عن مبررات لهذه التقويمات المرتفعة زيادة عن اللزوم.

الإشارات المقلقة

يجري محللو الأسهم حالياً مراجعة لتوقعاتهم لنمو الأرباح ويخفضون هذه التوقعات، كما أن شعبية دونالد ترامب انخفضت إلى 37% بحسب استطلاعات غالوب، في حين أن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) جيمس كومي أضر بمصداقية الرئيس بشكل أكبر.
وهناك علامات أخرى مقلقة نراها في عدد من فئات الأصول الأخرى. فعلى سبيل المثال، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بأكثر من 20 نقطة أساس مقارنة مع المستويات المرتفعة المسجلة أواسط مارس. وإذا كان هذا التراجع في العوائد يذكرني بأي شيء، فهو يذكرني بنيل كاشكاري، رئيس البنك الفدرالي في مينيابوليس الذي كان الشخص الوحيد الذي خالف إجماع زملائه بخصوص رفع الفائدة في آخر اجتماع للفيدرالي. لقد كان كاشكاري قلقاً بخصوص البيانات الاقتصادية والتي قال إنها لا تدعم الاعتقاد السائد أن الأمور قد سجلت تحسناً كبيراً، ويبدو أن الأسواق تدعم شكوكه من خلال الهروب الكبير إلى السندات التي تعتبر ملاذاً آمناً.
كما أن الوضع مشابه في أسواق الطاقة أيضاً. فرغم أن أسعار النفط كانت قد تعرضت إلى ضغوط كبيرة بسبب تزايد المخزونات الأمريكية، إلا أن الأسعار كان يجب أن تحلق عندما يتراجع الدولار لكن هذا الأمر لم يحدث. لذلك نحن بحاجة إلى الكثير من الأخبار السارة لكي يستمر المستثمرون في الشراء في ثاني أطول سوق صاعدة (bull market) في التاريخ.

إلغاء قانون الرعاية الصحية (أوباما كير)

اليوم سنكون أمام اختبار أساسي لحالة التداول بناء على وعود ترامب. فالكونجرس الأمريكي سوف يصوّت على مشروع قانون لإلغاء قانون الرعاية الصحية (أوباما كير) بعد إدخال بعض التعديلات يوم الاثنين. وإذا صدر القانون، فإننا قد نرى بعض الارتياح في أسواق الأسهم. لكن هناك فرصة كبيرة أن يصوّت أكثر من 21 من النواب الجمهوريين ضد خطة الرعاية الصحية، الأمر الذي سيكون إن حصل أول خسارة كبيرة لإدارة الرئيس ترامب. وسوف يُنظرُ إلى هذه الخسارة بوصفها تهدد أجندة الرئيس، ويمكن أن يقود ذلك إلى هزة في ثقة المستثمرين. أنا لا أقول أننا سنشهد تصحيحاً كبيراً بعد، ولكن بالنسبة للمستثمرين الذين يريدون مواصلة الاستثمار بقدر كبير في أسواق الأسهم، فإنني أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لشراء ما يؤمّن الحماية للاستثمارات من أي هبوط حاد في الأسواق.

كبير استراتيجي الأسواق في FXTM