سوق النفط لا تزال هشة

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٦/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٤٢ ص
سوق النفط لا تزال هشة

أولي هانسن
شهدت سوق السلع دفعة قويّة وتجدداً في عمليات الشراء لأول مرّة منذ 5 أسابيع، وجاءت المكاسب مدفوعة في المقام الأول بالمعادن الصناعية والثمينة، وذلك خلال أسبوع تخلله رفع لأسعار الفائدة الأمريكيّة. ولجأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة خلال هذه الدورة الاقتصادية. وكانت السوق قد تهيأت جيداً لاحتمالات زيادة مسار التوقعات وتسجيل ارتفاعات أخرى مستقبلاً. ولكن الاحتياطي الفيدرالي حافظ على مسار توقعاته دون تغيير، محدداً وتيرة رفع الأسعار عند مرتين هذا العام ثم حوالي 3 ارتفاعات أو أكثر في العام 2018. وساعد ذلك على انتعاش سوق السندات، في وقت لامس فيه الدولار الأمريكي أدنى مستوياته خلال 5 أسابيع. وقد لعبت هذه التطوّرات دوراً مهماً في تلاشي بعض التأثيرات السلبيّة التي طالت الذهب والفضة، لاسيما قبيل الإعلان عن تلك الخطوة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.

من جهة ثانية، تعافت المعادن الصناعيّة بعد شهر حفل بعمليات البيع وانخفض خلاله الزنك والنيكل والنحاس بنسبة تخطّت 10 %. ولكن لم تظهر حتى الآن أي بوادر لحل مشكلة تعطّل الإمدادات المتعددة التي تؤثر على النحاس، وهو ما سيوفر باعتقادنا بعض الدعم الأساسي لهذا المعدن. وانحسرت موجة التصحيح الشرسة التي واجهت سوق النفط الخام، وذلك على خلفيّة التصريحات المُهدّئة التي صدرت عن المملكة العربية السعودية، إضافة إلى الانخفاض الأول -وإن كان محدود النطاق- في مخزونات النفط الأمريكيّة هذا العام. ولكن لا تزال المعنويات والتوجهات هشة في سوق النفط خلال هذه المرحلة، وسط ترجيحات أن تضطر منظمة ’أوبك‘ إلى تمديد خطة تخفيض الإنتاج الحاليّة إلى ما بعد فترة الأشهر الستة المحددة بهدف إعادة التوازن والاستقرار إلى سوق النفط.

في سياق آخر، شهدت السلع الخفيفة صعوداً جاء مدفوعاً بالكاكاو الذي ارتفع بعد بلوغه أدنى مستوياته في 10 سنوات خلال الشهر الفائت. وقد انتعشت الأسعار بسبب جملة من العوامل التي شملت الإخفاق بتمديد التراجع إلى ما دون 1900 دولار/‏‏ للطن، إضافة إلى تسجيل عمليات مضاربة قياسيّة قصيرة الأجل، وبلوغ أنشطة البيع لمستويات الذروة. وقد ارتفع الذهب والفضة في أعقاب اجتماع ’مجلس الاحتياطي الفيدرالي‘ في حادثة تتكرر للمرة الثالثة. وكانت السوق متخوّفة من تبنّي رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي جانيت يلين لنبرة أكثر تشدداً خصوصاً بعد صدور بيانات اقتصادية قوية مؤخراً. وقد ساهم الارتفاع الإيجابي لأسعار الفائدة، كما اتضح لاحقاً، في تعزيز تغطية مراكز التداول المفتوحة قصيرة الأمد، كما عاد الذهب إلى مستويات السلامة النسبية فوق 1221 دولارا للأونصة.
بعد حصوله على دعم فوق مستوى 1193 دولارا للأونصة -في أعقاب موجة تصحيح بنسبة 50 % أثرت على الارتفاع المسجل بين شهري ديسمبر وفبراير- واصل الذهب خلال الأسبوع حتى يوم الأربعاء الفائت تماسكه حول المستوى النفسي عند 1200 دولار للأونصة. وقد انحسرت مشاركة المستثمرين خلال تلك الفترة خاصة فيما يتعلق بالتركيز على مراكز التداول المفتوحة لصناديق التحوّط.
وقامت الصناديق بخفض صافي مراكز تداولها طويلة الأجل بنسبة 23 % لتسجل بذلك مستوىً قدره 94 ألف حصة، أي أدنى بقليل من المعدل المتوسط لأجل 5 سنوات والبالغ 104,000 حصّة. وخلال الفترة التي سبقت رفع أسعار الفائدة الأمريكية هذا الأسبوع، ساهمت المخاطر المتعلقة بالزيادة المتشددة للأسعار في التخفيف من ذلك التوجّه إلى حد ما. حيث كانت مراكز التداول المفتوحة للمستثمرين محط تركيز ومناقشة خلال إعلان الاحتياطي الفيدرالي، ولكن دون تحديد اتجاه أو مسار واضح.

رئيس استراتيجية السلع لدى ’ساكسو بنك‘