تقرير إخباري أزمة المرتبات في اليمن تطال الفلسطينيين والمتقاعدين

الحدث الخميس ٢٣/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٣٧ ص
تقرير إخباري

أزمة المرتبات في اليمن تطال الفلسطينيين والمتقاعدين

عدن - إبراهيم مجاهد

لم تقتصر أزمة عــدم صرف الرواتب على الموظفيــن اليمنييــن فحسب، فثمة أشخاص آخــرون في اليمن يعانون من المشكلة ذاتها التي تفاقمت تداعياتها على كل العاملين في القطاع الحكومي اليمني.

أزمة انقطاع المرتبات في اليمن طالت عشرات المعلمين الفلسطينيين المعارين، والذين يعملون في عدد من المحافظات اليمنية. يشكو المعلمون الفلسطينيون وعددهم 60 معلماً من عدم استلام مرتباتهم التعاقدية منذ ستة أشهر على خلاف المعلمين اليمنيين الذين استلموا من السلطات بصنعاء نصف راتب ومن الحكومة في مدينة عدن راتباً بعد توجيه الحكومة لصرف مرتبات المعلمين.
ويعيش المعلمون الفلسطينيون في اليمن ظروفا قاسية سيما أنهم ليسوا من أبناء البلد وليس لهم أي مصدر آخر للعيش يعوضهم عن مرتباتهم ولا يمتلكون مرجعاً لهم في مثل هذه الأزمة التي لم تمنعهم من تحمل عبء التزامهم المستمر بمواصلة التدريس خلافا لبعض المدرسين اليمنيين الذين توقفوا عن الدوام.

ووفقا لأحد المدرسين فإن عائلات هؤلاء المعلمين الفلسطينيين تعاني بشدة من انقطاع المرتبات، كبقية الأسر اليمنية التي تعتمد على المرتبات الحكومية المتوقفة منذ خمسة أشهر، فأصحاب محلات بيع المواد الغذائية لم يعد بمقدورهم إعطاء هؤلاء المدرسين وغيرهم من اليمنيين متطلباتهم من المواد الغذائية الأساسية فالديون قد تراكمت عليهم وبات أصحاب محلات المواد الغذائية بالتجزئة يتحملون أعباء وديون سابقة عن زبائنهم من الموظفين الحكوميين، وملزمين بسداد قيمة البضائع التي يأخذونها من تجار الجملة، الذين لا يعرفون سوى شيء واحد هو أن البضائع التي ابتاعت يجب أن يأخذوا قيمتها.

أحد المعلمين الفلسطينيين المعارين في اليمن طلب من «الشبيبة» نقل مناشدتهم للحكومة اليمنية بسرعة صرف مستحقاتهم للربعين الأخيرين من السنة الفائتة والاستمرار في صرف مستحقاتهم للعام الجاري كون ظروفهم باتت قاسية جداً.

لم يكن الرجل المسن «عبدالله»، يعلم أن معاناته ستنتهي بالوقوف والانتظار في طابور الوجع اليومي للحصول على راتبه، بالانتقال إلى حياة الآخرة، تاركاً المعاناة لأسرته التي كانت بانتظاره يحمل راتبه لسد الحاجة والجوع.
فارق المتقاعد «عبدالله»، الحياة، صباح يوم السبت، أثناء وجوده أمام بوابة مكتب البريد في مديرية خور مكسر بمحافظة عدن العاصمة المؤقتة لليمن، جنوبي البلاد، أثناء انتظاره لصرف مرتبه الذي تأخر منذ أشهر عدة.
قال مواطنون: إن المتقاعد الذي غادر الحياة اسمه «عبدالله عثمان القباطي» وفق كرت استلام المرتب التقاعدي التي تم العثور عليها في جيبه.
لا يزال هناك عشرات الآلاف من المتقاعدين اليمنيين ينتظرون استلام مرتباتهم المنقطعة منذ أشهر، ولديهم الاستعداد في المشاركة في طوابير الانتظار للمرتب وليس للموت جوعاً وألماً، كما المتقاعد «القباطي» الذي نفد صبره ولم يطل الانتظار لحين أن تفي الحكومة اليمنية بواجبها تجاه المتقاعدين الذين أفنوا حياتهم في خدمة الدولة في الدوائر والمؤسسات الحكومية المختلفة، فغادر الحياة بصمت محتفظاً «بكرت المرتب» البطاقة التي كان يستلم بها شهرياً مرتبه التقاعدي الزهيد أصلاً.
وفي أول رد فعل رسمي تجاه هذه الحادثة المؤلمة، التي تعكس صورة حقيقة لشدة الوضع الذي وصل به حال ملايين اليمنيين بسبب الحرب الدائرة في البلاد منذ سنتين، وجه رئيس مجلس الوزراء اليمني د.أحمد عبيد بن دغر بتشكيل لجنة للتحقيق في وفاة المتقاعد عبدالله عثمان القباطي الذي توفي صباح أمس بجوار بريد خور مكسر.

وقضى قرار تشكل اللجنة برئاسة وكيل أول محافظة عدن أحمد سالمين وعضوية مدير أمن عدن أو من يمثله ووكيل نيابة عدن ومديري عموم الشؤون القانونية والمالية والبريد والخدمة المدنية والتأمينات في محافظة عدن، على أن تقدم اللجنة تقريرها إلى رئيس الوزراء في مدة أقصاها أسبوعا من تاريخه.

وتصرف مرتبات المتقاعدين عبر مكاتب البريد، وشهدت مكاتب البريد -خلال الأشهر الأخيرة- ازدحاماً شديداً من المتقاعدين ومرابطة بعضهم أمام بواباتها لأيام خشية أن يأتي تعزيز مالي بسيط إلى مكاتب البريد ويتم استنفاده قبل صرف مرتب المتقاعدين الذين ينتظرون في طوابير طويلة أمام مكاتب البريد.