تمكين الاتصال الحكومي.. والشباب

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٣/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
تمكين الاتصال الحكومي.. والشباب

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby
malrahby

قضايا مهمة، يبدو النقاش فيها واسعا، كاتساع التحديات أمام المجتمعات، في محيطنا الخليجي كأبرز مثال، إذ محدودية الشراكة بين الحكومة والمجتمع، والصعوبات الناشئة من القبول بجيل الشباب كشريك أساسي في عملية التنمية، وتحديد خيارات الحاضر والمستقبل.

في الشارقة، حيث حضرت المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، برفقة مجموعة كبيرة من الإعلاميين والطلبة، يغدو البحث عن التحديات هاجسا كبيرا، لأن مفهوم «التنمية المستدامة» له شروطه، والعمل على بناء اقتصاد مستدام ومتماسك له عقباته، ولإهماله.. عواقب.
كثر المتحدثون، وتعددت المحاور وورش العمل، وكان المكان خلية نحل، يتحرك في دائرتها البشر والأفكار، على مدار يومين، وكان أبرز ما طرح الحوارية مع نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل جور، لم يتحدث عن إنجازات كما فعل نائب رئيس وزراء أذربيجان، بل وضع الجميع أمام حقائق لا ينبغي تغييبها إذا ما أردنا أن نحدث التغيير الذي لا مناص عنه ولا حياد.. وكان حديثه عن التغير المناخي، فمنطقتنا عامرة بمخزون هائل من النفط، ولكنها تحتوي أيضا على ثروة ضخمة من الطاقة الشمسية، وفي الولايات المتحدة هناك حديث عن 75 بالمائة من الطاقة يجري استخراجها من الهواء والشمس.
الحديث عن المستقبل، ماذا أعددنا له من بناء يبدأ من اليوم، عبر تواصل حكومي، لا يعني أن تتواصــل الحكومـــة بين مؤسساتها، بل كيف هي الشراكة بينها والمجتمع، خاصة الشباب، وكيف تبدو الحكومات المعتمدة على إرسال رسائلها من طرف واحد في مأزق، مقابل حكومات وسعت دائرة التواصل لتشمل حتى «الواتساب» مستمعة بصورة مباشرة إلى ما يريده الناس، ليس من باب التنفيس، ولكن بالعمل على وضع حياة الناس على قطار المستقبل.
«لنكن نحن التغيير» الشعار الذي يسعى المنتدى ليؤمن به الأفراد، وهم يجلسون على مقاعد الحكومة، أو في قطاعات المؤسسات الخاصة، لأن التغيير في خطوته الأولى يبدأ بالطفل، وتأسيسه علميا وتربويا، كما تحدث بذلك سمو الشيخ حاكم الشارقة وهو يسرد مشاريع الحضانات المخصصة لرعاية الأطفال (66 حضانة)، مرورا بالتدرجات العمرية في رحلة التنشئة، مشيرا إلى تجربة «برلمان الأطفال» كنوع من تعويد الجيل على المشاركة في القرارات التي تهم المجتمع، حيث لا يمكن أن تنفرد بها الحكومة.
حضرت التحديات بقوة على ألسنة غالبية المتحدثين، ولفتني حديث عن ركيزتين ذكرهما الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي تتعلقان بتعزيز الثقة بين دول المنطقة، وتعزيز الثقة بين الحكومات والشعوب.. وتلك هي القضية!