«الاستهداف».. شعور طبيعي أم هاجس يلازمه؟ من أي شيء يتخوف ترامب؟

الحدث الأربعاء ٢٢/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٣٥ ص
«الاستهداف».. شعور طبيعي أم هاجس يلازمه؟
من أي شيء يتخوف ترامب؟

مسقط - محمد البيباني

بين مقتضيات الظروف السياسية التي تحيط بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب والخاصة بحالة الانقسام حول شخصه من جهة وتراجع شعبيته في الآونة الأخيرة من جهة أخرى وبين الظروف النفسية الخاصة به، تتأرجح محاولات فهم سر شعوره الدائم بأنه مستهدف ومهدد من قبل أطراف ليسوا بالضرورة من ضمن خصومه السياسيين.

الاتهامات المتكررة من قبل ترامب بتعرضه للتجسس تعكس حالة الحذر الناتجة من إحساسه بالترصد له ومحاولة النيل منه سياسيا، وهجومه المستمر منذ البداية على الصحافة يوحي أن ثمة شيئا يخشى الكشف عنه ويستبقه بالهجوم على الجهة التي قد تكون كاشفة له في يوم ما، وأخيرا مبالغته في الإنفاق على حراسته بشكل أثار حفيظة بعض الأمريكيين قد يعطي انطباعا بتزايد شعوره بأن ثمة ما يهدد وجوده.

ما الذي يخشى الكشف عنه؟

ألمح مقال بـ»نيويورك تايمز» إلى أن الحساسية التي يواجه بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصحافة كلما اقتربت من موضوع العلاقات الروسية وعوائده الضريبية تشي بأن لديه ما يخبئه في هذا الشأن ويخشى من كشفه.
وقال الصحفي والكاتب بـ»نيويورك تايمز» هيدريك سميث إن خمسة عقود من العمل الصحفي علمته أنه كلما بدأ رئيس أمريكي يصرخ ضد الصحافة، «فمن المؤكد» أنه يواجه معضلة ويخشى الكشف إما عن إحدى كوارثه السياسية أو كذبة مدمرة أو جريمة سياسية، مضيفا أن ذلك يسري حتى على الرؤساء أصدقاء الصحافة سواء كانوا ديمقراطيين أم جمهوريين.
وأورد عددا من القصص التي عاشها مع الرؤساء الأمريكيين السابقين جون كنيدي بشأن حرب فيتنام، وليندون جونسون في هذا الشأن، وريتشارد نيكسون.
وتساءل سميث عن السبب وراء رفضه الكشف عن ضرائبه الأخيرة حتى بعد الكشف عن ضرائبه عام 2005.
وقال «يبدو أن الإجابة على هذه الأسئلة ربما تكشف عن شيء يجعله مدينا بالفضل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وموسكو».
واستمر الكاتب في تساؤلاته «إذا كانت حملة ترامب الانتخابية بريئة من علاقات مشبوهة بروسيا، فلماذا لا يرحب بالتحقيق في ذلك «وينهي الموضوع»؟، وإذا كان ما قاله ترامب عن براءة مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين صحيحا، فلماذا اضطر فلين للكذب»؟

فرض الولاء

من جانبها قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن البيت الأبيض وضع مساعدين سياسيين في الوكالات الحكومية لمراقبة مدى الولاء للإدارة الجديدة، ولكي يكون «عيني ترامب وأذنيه» بحسب تعبير الصحيفة.
وتحدثت الصحيفة عن بعض نماذج لمثل هؤلاء المساعدين، وقالت إنه في وزارة الدفاع «البنتاجون»، يسمون ضابط المارينز السابق والطيار المقاتل الذي يفترض أن يكون عينه على وزير الدفاع جيمس ماتيس «المفوض»، وفقا لما قال مسؤول دفاعي رفيع المستوى على علم بالموقف، وهي إشارة إلى مسؤولي الحزب الشيوعي في العهد السوفييتي الذين تم إدخالهم على الوحدات العسكرية لضمان أن يظل قادتهم موالين.
وتشير الصحيفة إلى أن أغلب أعضاء حكومة الرئيس ترامب ليس لهم بعد فرق قيادة موجودة -وحتى مرشحين لمناصب كبار المساعدين-، لكن لديهم مجموعات مؤثرة من كبار المساعدين الذين وضعهم البيت الأبيض ومهمتهم الأساسية مراقبة ولاء الوزراء، حسبما أفاد ثمانية مسؤولين من داخل وخارج الإدارة.

هاجس التجسس

منذ أيام قليلة فائتة وصف نائب وكالة الأمن القومي الأمريكي ادعاءات البيت الأبيض أن بريطانيا ساعدت في التجسس على الرئيس دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية عام 2016 أنها «مجرد جنون».
ودفعت الاتهامات التي أثارت غضب المسؤولين البريطانيين بمكتب الاتصالات الحكومية البريطاني وهو وكالة استخبارية لإصدار نفي شديد غير معهود، ما أجبر المتحدث باسم البيت الأبيض على التراجع عن تصريحاته السابقة بهذا الخصوص، ورغم ذلك فإن ترامب رفض التراجع عن ادعاءاته غير المثبتة.
وفي مقابلة مع بي بي سي قال نائب وكالة الأمن القومي ريك ليدجيت إن افتراض انحياز الاستخبارات البريطانية إلى جهة ما في العملية السياسية الأمريكية «ينطوي على نقص كامل في فهم كيف تجري العلاقة بين وكالات الاستخبارات، ويتجاهل تماما الواقع السياسي، فهل ستوافق الحكومة البريطانية على فعل ذلك؟».
وكان المعلق في قناة فوكس نيوز أندرو نابوليتانو قد زعم خلال هذا الأسبوع أن الرئيس السابق باراك أوباما قد لجأ إلى وكالة المراقبة «مكتب الاتصالات الحكومية البريطانية» للتنصت على الخطوط الهاتفية في برج ترامب في نيويورك حين كان ترامب لا يزال يقيم هناك.
وقد كرر المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر لاحقا هذه المزاعم، وتشبث بها ترامب حتى بعد نفيها من قبل مجموعة من مسؤولين رفيعي المستوى الأمريكيين والبريطانيين.

ميزانية مبالغ فيها

ومن جهة أخرى قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية -في تحليل على موقعها الإلكتروني- إن الميزانية الجديدة المقترحة للعام 2018 لاقت انتقادات بعد إلغاء برامج اجتماعية في وقت تبلغ تكاليف حماية الرئيس دونالد ترامب وأسرته ملايين الدولارات.
وأشار البعض إلى تكلفة حماية السيدة الأولى ميلانيا ترامب وابنها الصغير «بارون» المقيمين ببرج ترامب في نيويورك، حيث قدر تقرير لشبكة CNN الأمريكية بأنها تصل لمليون دولار يوميا، وتابعت الصحيفة الأمريكية قائلة: إنه كان من الممكن إلغاء تلك التكاليف إذا انضموا إلى الرئيس بالبيت الأبيض، فإن هذه التكاليف إذا كانت صحيحة جعلت رئاسة ترامب مكلفة بشكل كبير، خاصة في ضوء الميزانية المقترحة.
ولفتت «واشنطن بوست» إلى أن تكاليف حماية الأسرة يوميا علمت بها من ثلاثة مسؤولين بمدينة نيويورك، أما تقديرات تكلفة رحلات ترامب لمنتجعه، والتي نشرتها مجلة «بوليتكيو»، فاستندت إلى تقرير نادر عن مكتب المحاسبة بالحكومة الأمريكية عام 2016 عن رحلة قام بها الرئيس السابق باراك أوباما في العام 2013. وتضمنت الرحلة التوقف بشاطئ بالم بولاية فلوريدا، وتكلفت الرحلة 3.6 مليون دولار، من بينها كان 3.2 مليون دولار لتكاليف الطائرة.