شيء عن معرض «فرص العمل والتدريب»

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٢/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
شيء عن معرض «فرص العمل والتدريب»

فريد أحمد حسن
أياماً معدودات قضيتها الأسبوع الماضي في مسقط مرت سريعا، لم تتح لي فيها غير فرصة لقاء عدد محدود من الأهل والأصدقاء والمعارف بسبب كثرة الارتباطات، لكن الظروف يسرت لي زيارة معرض فرص العمل والتدريب الذي تقيمه جامعة السلطان قابوس سنويا ومركز المؤتمرات والمعارض الجديد الذي احتضن معرض الكتاب أخيراً.

أما معرض فرص العمل والتدريب والذي حظي بإقبال لافت من قبل الخريجين حديثاً من الجامعة والطلبة المتوقع تخرجهم قريباً منها وأقيم في القاعة الكبرى بمركز السلطان قابوس الثقافي بالجامعة فكان متميزاً إذ إنه خلا من البهرجة، واهتم المشاركون فيه بتوصيل رسالتهم وتوفير ما يلزم من معلومات لمن يحتاجها، فهذا المعرض الذي يحظى باهتمام هذه الجامعة العريقة من «المعارض المهمة الذي تلتقي فيه المؤسسات الحكومية والخاصة مع الطلاب والطالبات تحت سقف واحد وتقوم كل مؤسسة بالتعريف بسياساتها في مجال التوظيف والتدريب».

حسب الموقع الرسمي للجامعة يلقى المعرض اهتماماً كبيراً من قبل الزوار والجهات المشاركة، حيث تشير المعلومات إلى أن عدد زواره سنوياً يبلغ نحو خمسة عشر ألفا وتشارك فيه المؤسسات من القطاعين الحكومي والخاص يتم اختيارها وفق ضوابط وشروط أهمها التميز في عدد ونوعية فرص العمل والتدريب المعروضة.
بعض من تحدثت معهم نبهني إلى مسألة مهمة ملخصها أن فرص العمل المتاحة لا تستوعب كل الخريجين الذين يزداد عددهم سنوياً وأن هذه مشكلة صارت تعاني منها السلطنة وتؤثر على إيقاع حياة الكثيرين خصوصا، وأن من تمكن من ناصية العلم لا يمكن أن يقبل بالوظائف البسيطة أو ذات المردود المحدود، وهذا يعني أنه صار مهما فتح مجالات جديدة للعمل تستوعب كل هذه الأعداد من الشباب العماني الذين من دونهم يتعطل مشوار التطور الذي بدأته السلطنة وبلغت معه حد منافسة الكثير من الدول، وتميزت فيه.
تنمية وتطوير الموارد البشرية هو ما دفع المؤسسات التي شاركت في هذا المعرض المهم إلى الانضمام إليه، فهي من جانب تسعى إلى التميز باجتذاب العناصر الأفضل، ومن جانب آخر تسعى إلى أن يكون لها إسهاماً واضحاً في تنمية وتطوير الإنسان العماني الذي - حسب الكثيرين - أثبت قدرات عالية والتزاما ببرامج التدريب وتحول سريعا إلى فاعل ومساهم في الارتقاء بالمجتمع العماني.

معرض فرص العمل والتدريب - كما هو مبين في الموقع الإلكتروني للجامعة - يهدف إلى توفير فرص العمل والتدريب لطلاب وخريجي هذه الجامعة» من أجل تعزيز قدراتهم وصقل مهاراتهم وإعدادهم لمتطلبات سوق العمل، وهو فرصة مناسبة للطلاب المقبلين على اختيار تخصصاتهم الجامعية للاطلاع على التخصصات الأكثر طلباً في سوق العمل، وبيئة العمل المرتبطة بها، ويتيح للمؤسسات المشاركة فيه تسريع خطط وبرامج التعمين لديها من خلال التواصل المباشر مع ما يزيد عن ثلاثة آلاف خريج وخريجة من أكثر من 60 تخصصاً دراسياً». المعرض يهدف أيضا إلى إتاحة الفرصة للمؤسسات المشاركة في التعرّف على المستوى الأكاديمي والمهارات والقدرات التي يتمتع بها طلاب وخريجو جامعة السلطان قابوس ودعم خطط وبرامج التعمين في قطاعات العمل المختلفة وتعريف الطلاب والخريجين عن فرص العمل والتدريب المتوفرة وكيفية التقدم لها وتعريف الطلاب ببيئات العمل المختلفة، ومتطلباتها، ورفع وعيهم المهني».

أما بالنسبة للمؤسسات المشاركة فيه فتتمثل أهميته - حسب الموقع نفسه - في «حصولها على فرص لمقابلة موظفين مستقبليين محتملين جدد، ذوي مهارات عالية ومتقدمة والتعرّف على المهارات والمعارف المتقدمة التي يتمتّع بها طلاب وخرّيجو جامعة السلطان قابوس والتعرّف على فرص التعاون الممكنة مستقبلاً مع الجامعة والتعرّف على طبيعة التخصصات المختلفة في الجامعة وطبيعة دراستها ومواءمتها لاحتياجات المؤسسة وتسويق التخصصات الجامعية المتوفّرة بالجامعة وشرح الخطة الدراسية وما يترتب عليه من وظائف ممكنة قد تجهلها كثير من المؤسسات لوضعها في خطة التوظيف المستقبلية».

كان حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- قد أشار إلى أهمية هذا النوع من الأنشطة والمبادرات حيث جاء في خطاب له بمناسبة الانعقاد السنوي لمجلس عمان العام 2005 قوله «ونحن سعداء حقا بما أظهره القطاع الخاص في السنوات الأخيرة من رغبة صادقة في توفير فرص عمل للمواطنين، وندعوه إلى تكثيف مبادراته في هذا الشأن، كما ندعو الشباب العماني، ذكورا وإناثاً، إلى الاستفادة من هذه الفرص، والعمل على الاستقرار والبقاء في الوظيفة أو المهنة التي تتاح له، من أجل اكتساب الخبرة والمهارة، وتحقيق النفع المشترك والمصلحة العامة، وإثبات أن العماني عامل جاد ملتزم منضبط قادر على القيام بمسؤولياته، فذلك وحده الذي سوف يمكن سياسات التعمين وبرامجه من أن تؤتي ثمارها المرجوة بمشيئة الله».
هذا فيما يتعلق بزيارة معرض فرص العمل والتدريب، أما الانطباعات عن مركز المؤتمرات والمعارض فتحتاج إلى مقال خاص بها فمركز بهذه الضخامة يستحق تناوله في أكثر من مقال فهو من المعالم التي يفتخر بها وتؤكد وثوب السلطنة إلى المستقبل باقتدار.

كاتب بحريني