شكراً د.ريما

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٢/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٤٠ ص

لميس ضيف
كان مارتن لوثر كينج يقول: «لست محاسباً -فقط- على ما تقول، أنت محاسب أيضاً على ما لم تقله حين كان لابد لك ذلك».

فالظلم في أي مكان.. يمثل تهديداً للعدل في كل مكان.. وما يؤلم -حقاً- هو صمت الأخيار لا ما يفعله الأشرار.. أليس كذلك؟
د.ريما خلف اسم هيمن على الأخبار في الأيام الفائتة. لم يسمع أغلبنا بها من قبل وعلى الأرجح لن نسمع بها بعد أن تنتهي زوبعة استقالتها من الأمم المتحدة؛ فمستقبلها المهني انتهى دولياً كما نرجح، بعد أن وقفت في وجه قوة عاتية جبارة كالصهيونية.
لمن لم يسمع بقصتها نقول بإيجاز إنها الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة لغرب آسيا «الإسكوا» وقد قدمت استقالتها مؤخراً بعدما قام الأمين العام للأمم المتحدة «بإجبارها» على سحب تقرير من موقع الإسكوا يدين إسرائيل (بالأبارتايد) والفصل والتهميش العنصري ضد الشعب الفلسطيني..
في رسالة استقالتها كتبت د.خلف للأمين العام أنها تتفهم ما يتعرض له من ضغوط وتهديد وتخويف من قبل حكومات لا تكترث لحقوق الإنسان لكنها، في الوقت نفسه، ونقتبس هنا كلماتها «غير قابلة للخضوع لهذه الضغوط ، لا بصفتي موظفة دولية، بل بصفتي إنساناً سوياً فحسب». وقد شرحت موقفها بقوة خاتمة استقالتها بالقول إنها تتنحى جانباً «لأترك لغيري أن يقوم بما يمنعني ضميري من القيام به» كما قالت.
موقفها هذا سيكلفها مستقبلها الدولي. وقد لا نسمع بها مجدداً كما أسلفت فالأنظمة لا ترحم من يواجهها ولا تنسى ولا تتسامح. وحتى من امتنّوا لموقفها وقدروه سرعان ما سيعلقون ما جرى في دولاب الذاكرة ليستحضروه كمثال -بين الحين والآخر- للنساء اللائي آثرن المواجهة على الخنوع. وقول كلمة الحق على شهادة الزور وإن كانت تلك الأخيرة خزنة من المكاسب في زمن الإفك والنفاق. وعن نفسي سأنساها على الأرجح بعد أيام لكني سأذكر موقفها الأبي ذاك إلى الأبد.. إنها تذكرة لنا بأن الحق لا يزال حياً في النفوس. وأن النضال باق ما دامت الضمائر باقية.
لقد نجحت إسرائيل في دفع الأمم المتحدة لإعدام تقرير مهني يدينها. لكنها أثارت ضوضاء دفعت بهذا التقرير من أدراج المختصين إلى ساحات النقاش العامة فروجت له الدولة الصهيونية من حيث لا تدري.
فشكراً يا ريم خلف على أنك سجلت موقفاً ولم تصمتي أو تستديري بصمت وترحلي.
فخورون نحن بك يا ابنة الأردن.. وفخورون بأمة ما زالت تنجب مناضلين رغم الضياع والتخبط والشتات.