رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات تيجان حمد الحراصي لـ«الشبيبة»: السوق العُمانية قوية جداً وتنمو بطريقة متوازنة

مؤشر الاثنين ٢٠/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٣٥ ص
رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات تيجان حمد الحراصي لـ«الشبيبة»:

السوق العُمانية قوية جداً وتنمو بطريقة متوازنة

مسقط - حمدي عيسى عبدالله

أكد رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات تيجان حمد الحراصي أن السوق العمانية قوية جداً وتنمو بطريقة متوازنة لأنها مبنية على أسس صحيحة وتحكمها منظومة من القوانين الصارمة التي تبيّن الحقوق والواجبات لجميع الأطراف وبدقة متناهية وترسم أسس العمل وفق المعايير العالمية وبشفافية مطلقة، وهذا ما مكنها من تبوؤ مكانة متميّزة في منظومة أسواق المنطقة وجعلها تحظى بالثقة المطلقة من المستثمرين، إذ يؤكد الخبراء أن السلطنة توفر بيئة مثالية للاستثمار الآمن، وما حققته السوق العُمانية جاء بفضل العمل الجماعي وأداء كل طرف لدوره على أكمل وجه ووفق القوانين والنظم. جاء ذلك في تصريح خاص لـ«الشبيبة» أوضح فيه أيضاً أن الموظف حلقة رئيسية في منظومة الشركات فإذا أردنا من الموظف أن يؤدي واجباته كاملة فعلينا أيضاً أن نؤدي له كل حقوقه كاملة؛ لأن هذا يدفعه للعمل بضمير ويزرع فيه روح الولاء للمؤسسة التي يشعر أنه أحد أفراد أسرتها الكبيرة.

التعمين خيار استراتيجي

حمد الحراصي أضاف قائلاً: التعمين خيار استراتيجي يجسّد رؤية عميقة بعيدة المدى والكل مطالب بالمساهمة وبفاعلية في تحقيق هذا الهدف، وللتعمين مكانة خاصة لدى شركات تيجان، فالكل حريص على تشجيع الشباب العماني وتوفير كل الفرص له للعمل في ظروف مثالية، إذ إن الأولوية في التوظيف دائماً للعمانيين، كما أن الشباب العماني الموجود في مختلف شركات تيجان يجد كل الاهتمام والإدارة حريصة كل الحرص على دفعه نحو الأمام لأنه مستقبل الشركة التي تعمل على تدريبه وتأهيله وفق برنامج طويل المدى، والشركة تبحث عن المواهب والكفاءات العمانية لتبنّيها وتشجيعها، إذ إنها تتابع طلبة الهندسة بالجامعة وتختار الكثير من المتميّزين الذين تتبنّاهم أثناء فترة الدراسة وتضع لهم خطة للتدريب الميداني حتى يتسلموا مهماتهم في الشركة فور التخرج، وقد أكد الشباب العماني كفاءته وقدراته إذ يعمل بجد ويقدم أداءً مثالياً. وقد حققت مختلف شركات تيجان نسبة مهمة في التعمين، لكن حمد يبقى دائماً يتطلع إلى المزيد ويحث شركات ومؤسسات القطاع الخاص على فتح الأبواب على مصراعيها للشباب العماني وهذا واجب نحو الوطن، والشباب العماني قادر على العطاء والمنافسة وبقوة إذا وجد التشجيع.

ليس من العيب أن تخطئ

ليس من العيب أن تخطئ لكن العيب أن تكرر نفس الخطأ مرة ثانية، هذا ما يؤمن به حمد الحراصي في مشوار حياته وشكّل أحد أهم عوامل نجاحه، فهو يواجه التحديات بقوة وعزم، وقد عمل جاهداً لإيجاد الحلول لكل التحديات التي واجهته في رحلة عمله الممتدة لـ40 سنة كاملة، فقد تعرّضت شركاته إلى بعض الظروف الصعبة لكن واجهها بحزم وعزم، فهو يرى أن التوتر والانفعال والتسرّع كلها تؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه؛ لذلك فإنه يواجه الوضع بكل هدوء ويبحث عن أصل المشكلة والسبب الرئيسي الذي أفرز الوضع حتى يضع له حداً، وهو لا يتوانى أبداً في الاعتراف بالخطأ والعمل على تصحيحه لكنه يتعلم من أخطائه ويتخذها منطلقاً لتحقيق النجاحات في مشواره المستقبلي.

التقييم ضروري

الحراصي قال أيضاً: التقييم مهم جداً في العمل التجاري لأنها عملية تبيّن لك وضعية المشروع وبلغة الأرقام والواقع مما يمكنك من معرفة السلبيات لتلافيها والإيجابيات للتركيز عليها، فالتقييم الدقيق لكل خطوة يجنّب الكثير من الخسائر ويمكّن من متابعة سير عمل الشركة ومؤشرها لحظة بلحظة، وبالتالي يستطيع أن يعدل المسار في الوقت المناسب قبل أن يتفاقم الوضع ويستفحل وبالتالي يخرج بأقل الأضرار، وعلى صاحب الشركة التحلي بالشجاعة والجرأة، وعلى التاجر أن يحاول إنقاذ مشروعه إذا وجده لا يحقق الأرباح، لكن إذا فشل في ذلك ووجد أن بوادر المشروع توحي بالفشل فعليه أن يسارع إلى إيقافه فوراً دون تردد؛ للخروج بأقل الخسائر.

خدمة المجتمع واجب أكيد

حمد يولي أهمية كبيرة لخدمة المجتمع فهو يؤمن أن رجال المال والأعمال يتحمّلون مسؤولية تجاه الوطن ولا بد أن يساهموا وبفاعلية في مختلف أنشطة المجتمع ويقدموا الدعم للجمعيات والمؤسسات الفاعلة التي تهتم بمختلف فئات المجتمع والعمل الخيري فقوة المجتمع في تكاتفه وتكافله ووحدته وتلاحم مختلف فئاته، لذلك فإنه حريص على تقديم الدعم لمخلف الجهات والجمعيات وهو لا يتوانى أبداً في المساهمة في العديد من الأعمال الخيرية بل ويحث رجال المال والأعمال على المشاركة في هذا المجال وبقوة، فالعمل الخيري بحاجة لجهد الجميع وهذه اللمسات الإنسانية تمكّن الجمعيات والجهات من تقديم العون لمستحقيه فتزرع البسمة في الوجوه الكئيبة وتعيد الأمل إلى النفوس التي قسا عليها الزمن.

مكانة مهمة للشركات العائلية

الحراصي يرى أن للشركات العائلية مكانتها في المنظومة الاقتصادية للسلطنة وتشكل نسبة كبيرة من الشركات القائمة في السوق، وقد قامت هذه الشركات العائلية بفضل تضحيات الرجال وعملهم الدؤوب مما مكنها من التفوق وتسجيل النجاح، لكن ورغم أن حمد مطمئن على واقع شركته فإنه يتطلع إلى استمراريتها لتحتضن الأجيال القادمة للعائلة لذلك فهو حريص على إعطاء المشعل للخلَف ويرى أن الاستثمار الحقيقي يكون في الأبناء وذلك بتوفير كل الفرص لهم للدراسة واكتساب الخبرة لأنهم هم الذين سيحملون المشعل ويتولون القيادة ليحافظوا على الشركة ويواصلوا تحقيق المزيد من الإنجازات والتوسع.

ثلاثية سر النجاح

سر النجاح في العمل يلخصه حمد الحراصي في عوامل عدة أهمها التخطيط؛ إذ إن العمل العشوائي يستحيل أن يؤدي إلى نتيجة إيجابية فكل من أراد النجاح عليه أن يخطط جيداً ويدرس المشروع والسوق بدقة وعمق ويرسم خطة عمل طموحة ودقيقة، كما يجب عليه أن يحرص أيضاً على تنفيذ الخطة بدقة وبحذافيرها، فلا يكفي أن تخطط لتنجح بل يجب أن تحرص على تنفيذ أدق جزيئات الخطة على أرض الواقع، وبعد التنفيذ لا بد من التقييم بصراحة مطلقة وشفافية كبيرة والتقييم مرحلة مهمة واستراتيجية في العمل لأنه يبيّن السلبيات لتلافيها والإيجابيات للتركيز عليها.

ركز على هدف واحد

حمد الحراصي يؤكد كثيراً على عدم تشتيت الجهد، فهو يؤمن بالطموح المطلق ويشجع الكل على التحليق بعيداً في فضاء الطموح لكن بخطوات مدروسة، فإذا كان الإنسان يصبو لتحقيق مجموعة من الأهداف فعليه أن يرتبها حسب الأولوية ويبدأ في تحقيقها الواحد تلو الآخر، وبدون شك سيحقق مبتغاه ويتمكن من إعطاء كل هدف حقه الكامل من الاهتمام والتخطيط؛ لأن العمل لتحقيق عدة أهداف في وقت واحد خطأ فادح؛ لأنه يشتت الجهد ويقلل من فرص النجاح.

المتابعة الشخصية للعمل

حمد الحراصي أضاف قائلاً: هناك نقطة مهمة وأساسية في تحقيق النجاح وهي المتابعة الشخصية للعمل في كل مراحله وبأدق تفاصيله، فهو يتذكر جيداً حينما فتح أول محل للأدوات الكهربائية فقد كان يتولى عملية البيع بنفسه في المحل ويتابع كل صغيرة وكبيرة وهذا ما التزم به في مختلف مراحل حياته، ومع كل المشاريع فالعمل بالنسبة له ليس في المكتب الفخم بل في الميدان إذ كان يتفقد المشاريع يومياً ويتابع سير العمل وهذا ما جعل كل المشاريع التي أنجزها تتم في وقتها المحدد؛ لأن المتابعة اليومية للعمل من طرف المسؤول تدفع كل العمال للعطاء وبذل الجهد وهم يرون في مسؤولهم القدوة والمثل، كما تمكن من إيجاد حلول آنية لكل ما يعترض سير العمل وبالتالي يتم كل شيء في وقته المحدد وفق الأصول والمعايير وهذا ما رسم لشركات تيجان سمعة ناصعة في السوق وتمكنت من انتزاع ثقة الزبائن بفضل انضباطها والتزامها بالوقت والمعايير.

لا تنتظر الفرصة بل اصنعها

حمد اختتم حديثه قائلاً: الحياة تحمل الكثير من الفرص والذي يعرف كيف يستغلها سيحقق النجاح، هذا ما يؤمن به حمد الذي يتحلى بحس تجاري كبير، فهو لا ينتظر الفرصة بل يصنعها، ويؤكد أن الإنسان حيثما كان عليه أن يكون دقيق الملاحظة، شديد الاهتمام، يرصد كل زوايا المكان وأدق تفاصيله؛ لأن ذلك المكان قد يحمل بذوراً لفكرة تجارية تدر عليه الكثير.

كيف كانت وكيف أصبحت؟ مشهد يرتسم في ذهن حمد الحراصي وهو يستعيد ذكريات مشوار يمتد لأكثر من 45 سنة، فقد كانت الحياة في عُمان بدائية والظروف صعبة ليقارن المشهد بعُمان اليوم، وقد أضحت دولة عصرية بأتمّ معنى الكلمة، متطورة يعمها الرخاء والأمان، وترفل في ثوب العزة والفخار تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي قدّم نموذجاً مميزاً لنهضة شاملة متوازنة حققت للسلطنة نقلة نوعية ووقف لها العالم احتراماً وانبهاراً. ويؤكد حمد الحراصي الذي عاش مختلف مراحل تطور عُمان وساهم فيها، أن السلطنة انطلقت من الصفر والكل ساهم في تحقيق النتيجة الباهرة التي وصلنا إليها وكانت له بصمة في رسم صورة السلطنة اليوم بوجهها المشرق فقد كان قائد النهضة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- القائد والقدوة يعمل بجد وحزم ووهب نفسه ووقته لوطنه وغرس في شعبه حب الوطن والعمل من أجله وقاد مسيرة النهضة بكفاءة واقتدار وفق خطة عمل دقيقة ورؤية مستقبلية طموحة اختزلت الزمن ورسمت التطور في مختلف المجالات والقطاعات، وحققت نتيجة مذهلة ووضعت السلطنة في مصاف الدول المتطورة وما زال العمل مستمراً وسيظل من أجل عُمان الوطن والإنسان.

■ ولِد في زنجبار وبالضبط في منطقة فووني في العام 1947 وكان والده يشتغل بالتجارة، وفي العام 1972 عاد حمد للاستقرار في السلطنة.

■ صدور مرسوم سلطاني بإنشاء السجل التجاري شجّع حمد لإنشاء مؤسسة خاصة سماها «شركة حمد الحراصي للتجارة» وافتتح أول نشاط تجاري خاص له في السلطنة متخصص في بيع الأدوات الكهربائية وكان المحل صغيراً في شارع روي العام، وبعد أشهر من العمل فكّر حمد في تغيير اسم الشركة إلى «تيجان للتجارة والمقاولات».

■ بعدها افتتح حمد محلاً لتنظيف السجاد والستائر والكنبات بالبخار، ثم افتح معرضاً متخصصاً باستيراد أثاث من خارج السلطنة، وبعدها فكّر في افتتاح مصنع للأثاث في السلطنة، وبعد دراســة متأنيــة وإعــداد جيّــد افتتح مصنعاً للأثاث بنزوى وفق أحدث المعايير والنظم التكنولوجية الحديثة.

■ افتتح حمد مكتباً صغيراً للشركة في الصين وفّر لها كل المستلزمات والظروف للعمل، وقد حقق المكتب الصغير نجاحاً لافتاً مما جعل حمد يفكر بالتوسع فافتتح مكتباً معتمداً في الصين يلعب الآن دوراً استراتيجياً ورئيسياً في استيراد السلع والبضائع لكل شركات تيجان، كما كان افتتاح فرع الشركة بالهند خطوة مهمة في مسيرة الشركة، إذ حقق نجاحاً كبيراً.

■ في العام 1982 دخل مجال المقاولات بخطوات مدروسة، فبدأ بمشاريع صغيرة ونمت تيجان للمقاولات وتطورت وتوسعت بهدوء، فبفضل إتقانها للعمل وتسليمها للمشاريع في الوقت المحدد وفق المعايير استطاعت أن تكسب ثقة الزبائن ومختلف المؤسسات والشركات وأضحى اسمها في السوق مرادفــاً للجـــــودة.

■ نجاح تيجان للمقاولات جعلته يفكر في فتح فروع للمقاولات خارج السلطنة، فقد افتتح شركة للمقاولات في أبوظبي، كما أنشأ شركة للمقاولات بالسعودية، كما قام بإنشاء شركة متخصصة في استيراد المختبرات الكبرى المتخصصة للمستشفيات والجامعات والكليات وهي أول شركة من نوعها في السلطنة.

■ افتتح حمد فرعاً آخر للأعمال الكهربائية وتوصيلات مياه الشرب ومياه الصرف الصحي، ولأن تقنية المعلومات هي لغة العصر وقطاع خصب وواسع فقد حرص حمد الحراصي على الحضور فيه بقوة إذ افتتح شركة لتقنية المعلومات تقدم الخدمات المتخصصة في هذا المجال من الألف إلى الياء، كما اقتحم قطاع التطوير العقاري بشركة تيجان للتطوير والاستثمار، وتستعد تيجان لتدشين أول مشروع لها في مجال التطوير العقاري في 10 أبريل المقبل وهو مبنى مكتبي ذكي الأول من نوعــه في السلطنة.

كيف كانت عُمان وكيف أصبحت؟

محطات من مسيرة رئيس مجموعة تيجان